أكد الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن التطورات الجارية في عفرين السورية، تؤكد ضرورة إعادة بناء وترميم مفهوم الأمن القومي العربي. وقال على «تويتر»: «إن التطورات المحيطة بعفرين تؤكد مجدداً ضرورة العمل على إعادة بناء وترميم مفهوم الأمن القومي العربي على أساس واقعي ومعاصر، فدون ذلك يهمش العرب وتصبح أوطانهم مشاعاً».

يأتي ذلك، بينما دخلت قوات تركية برية، أمس، الأراضي السورية مستهدفة منطقة عفرين شمالي سوريا في اليوم الثاني بهجوم واسع تخلله قصف مدفعي للمدينة لطرد فصائل كردية تدعمها واشنطن وتعتبرها أنقرة «إرهابية»، وأشير إلى سيطرة القوات التركية وحلفائها على بلدة شنكال بريف عفرين، فيما تضاربت الأنباء حول دخولها مدينة عفرين نفسها؛ حيث أعلن المقاتلون الأكراد أنهم تصدوا للهجوم، وهو ما أكده المرصد السوري أيضاً، مشيراً إلى أن القوات التركية أخفقت في تحقيق تقدم على الأرض، لكنها فتحت العديد من البوابات الحدودية في تلك المنطقة لتشجيع المدنيين على النزوح، بينما أوقع القصف الجوي والمدفعي ثمانية قتلى، قابله قصف صاروخي من داخل الحدود السورية على مدينة الريحانية التركية المجاورة موقعاً قتيلاً و32 جريحاً.

وبالتزامن مع ذلك، هددت سلطات أنقرة الأكراد داخل تركيا بمن فيهم أكبر الأحزاب المناصرة للقضية الكردية، حزب الشعوب الديمقراطي، من أي محاولة لتنظيم تظاهرات معارضة للهجوم، وبينما قررت الخارجية التركية إطلاع عدد من سفراء الدول العربية، على معلومات بشأن عملية عفرين المسماة «غصن الزيتون» أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن هدف عملية عفرين، هو إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً في شمالي سوريا، وتوقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنهاء هجوم عفرين «في وقت قريب»، وبينما أعربت فرنسا عن قلقلها الشديد «التدهور المفاجئ» في الوضع في سوريا وطلبت اجتماعاً لمجلس الأمن من أجل «تقييم الوضع الإنساني»، دعت واشنطن تركيا إلى «ممارسة ضبط النفس» وتجنب سقوط ضحايا مدنيين، وأبلغ وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون نظيريه الروسي سيرجي لافروف والتركي داود جاويش أوغلو أن أمريكا «قلقة للغاية» بشأن الوضع في شمالي سوريا، في حين أعربت مصر عن رفضها للعمليات العسكرية التركية، مؤكدة أنها تمثل انتهاكاً جديداً للسيادة السورية، وتقوض جهود الحلول السياسية القائمة، وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا.

المصدر: الخليج