الاحـتفاظ بـ 80% من الاستثمارات في البنية التحتية لـ «إكسبو 2020»

أخبار

أكدت معالي ريم إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، مدير عام مكتب «إكسبو 2020 دبي»، أن عمليات تطوير موقع إكسبو 2020 دبي تسير وفق الخطط الموضوعة، وأن كل شيء يجري في المسار الصحيح، مشيرة إلى الانتهاء من تطوير البنية التحتية في حلول شهر أبريل 2018.

وقالت معاليها في حوار شامل مع «الاتحاد»، إن من المتوقع الاحتفاظ بـ 80% من الاستثمارات في البنية التحتية والمواصلات والمباني والتقنيات المتطورة التي تم تصميمها خصيصاً لاستضافة الحدث، مشيرة إلى العمل على إنتاج نصف الطاقة التي يتطلبها الحدث من المصادر المتجددة.

وأوضحت معاليها أن التحضيرات الفعلية في موقع إكسبو 2020 دبي الممتد على مساحة 4,38 كيلومتر مربع، بدأت في سبتمبر 2015، حيث تم حتى الآن نقل وتدوير 4,7 مليون متر مكعّب من الأتربة والرمال في أرض الموقع، استعداداً لإطلاق المراحل التالية من أعمال الإنشاءات.

وفيما يلي نص الحوار:

ما مدى التقدم المحرز في عمليات التحضير لمعرض «إكسبو 2020 دبي» خلال هذا العام؟

يجري كل شيء في المسار الصحيح في موقع «إكسبو 2020 دبي»، وفق الخطط المعدة لذلك.

ففي شهر سبتمبر 2015 بدأت التحضيرات الفعلية في الموقع الممتد على مساحة 4,38 كيلومتر مربع، ونُقل حتى الآن 4,7 مليون متر مكعّب من الأتربة والرمال في إطار تحضير أرض الحدث، استعداداً لإطلاق المراحل التالية من أعمال الإنشاءات.

وسوف تنطلق أعمال المرحلة الأولى لتطوير البنية التحتية في القريب العاجل، على أن تكتمل بحلول شهر أبريل من عام 2018.

وتشمل هذه الحزمة الأعمال الأولية لدعم تطوير «قرية إكسبو» التي ستمثل مقر إقامة المشاركين خلال مدة الحدث، إضافة إلى أنظمة الصرف الصحي وشبكات المياه والكهرباء وكابلات الاتصالات.

وقد كشفنا النقاب في وقت سابق من العام الجاري عن المخطط الرئيس للموقع الذي يجسّد الموضوع الرئيس للحدث: «تواصل العقول وصُنع المستقبل»، مع الأجنحة المخصصة للموضوعات الفرعية الثلاثة: «الفرص والتنقل والاستدامة». وستُتبنى هذه الموضوعات الفرعية وتطبق في التصميم العمراني والبنية التحتية وأعمال التنفيذ والعمليات والإرث الذي يسعى إليه «إكسبو 2020 دبي».

وفي إطار حرصنا على تقديم إكسبو دولي شامل، أرسلنا دعوات رسمية للدول المحتمل أن تشارك في الحدث، وتلقينا أول تأكيد رسمي في أبريل 2016 من دولة سويسرا التي أبدت رغبتها في المشاركة.

وفي السياق ذاته، استضفنا «الاجتماع الدولي الأول للتخطيط» في مايو 2016، وشارك في اللقاء ما يزيد على 130 دولة أُطلعت على المزايا المتعددة للمشاركة في هذا الحدث الدولي المرتقب.

وقد شكل هذا اللقاء الذي استمر يومين، فرصة مثالية للوفود رفيعة المستوى من رجال الأعمال والدبلوماسيين من مختلف أنحاء العالم، لتبادل الآراء ووجهات النظر مع نظرائهم في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتعرف أكثر إلى آفاق وأهداف «إكسبو 2020 دبي». وبالتوازي مع تلك الأنشطة، أطلقنا «برنامج شراكة إكسبو 2020 دبي» في مايو 2016، وسعدنا بانضمام أول ثلاثة شركاء في فئة «الشريك الأول الرسمي» وهم: «طيران الإمارات»، ومؤسسة «اتصالات» و«موانئ دبي العالمية»، ومن المتوقع أن ينضم إليهم الكثير من المؤسسات والشركات العالمية.

أما «موانئ دبي العالمية»، فسيكون لها دور حيوي، بصفتها شريكاً أول للتجارة العالمية، وبما تمتلكه من مرافق وبنية تحتية متطورة، في ضمان توفير حلول تجارية مجدية وفعالة وآمنة، تماشياً مع جهودنا التي تركز على الابتكار.

ما هي خطط «إكسبو 2020 دبي» على المدى القصير؟

أمامنا الكثير من الأعمال خلال رحلة التحضير لاستضافة الحدث المرتقب في 20 أكتوبر 2020، وتتلخص أولوياتنا في تطوير موقع الحدث، وبناء شراكات قوية مع الدول المشاركة ومختلف الشركاء، وتعزيز التواصل الفعّال مع الشباب والمجتمع عموماً على امتداد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.

وسوف يتمحور تركيزنا خلال الأشهر القليلة القادمة على عدد من المبادرات الرئيسة التي ترمي إلى إلهام وتمكين وإعداد الشباب في المنطقة.

وقد استقبلنا في بداية الشهر الحالي أول مجموعة من المتدربين في إطار «برنامج التدريب المهني» المبتكر الذي تبلع مدته 9 أشهر، ويتيح للمنتسبين الـ 27 اكتساب المهارات المهنية والخبرة العملية، مع فرصة توظيف لمدة 6 أشهر في أقسام «إكسبو 2020 دبي».

وفي نوفمبر 2016، سنستضيف النسخة الثانية من مبادرة «يوث كونيكت»، الملتقى التفاعلي الذي صممه الشباب من أجل الشباب.

ويُعد هذا الملتقى مهرجان تواصل تقام فعالياته على مدى يومين، سيحتفي بشباب تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً من جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي.

وسيتضمن الملتقى مجموعة متنوعة من وِرش العمل، والمحاضرات المُلهمة، وجلسات النقاش تحت إشراف نخبة من الخبراء وقادة الأعمال من مختلف الاختصاصات وقطاعات العمل.

ما الذي يجعل «إكسبو 2020 دبي» داعماً ومكملاً لاستراتيجية «رؤية الإمارات 2021»؟

دأب إكسبو الدولي على الاحتفاء بالإبداعات والإنجازات الإنسانية في إطار مساعينا الجماعية المستمرة نحو بناء مستقبل أفضل. وكونها المرة الأولى التي يستضيف فيها بلد شرق أوسطي، فعاليات إكسبو الدولي، فإن ذلك بحد ذاته يمثل فرصة هائلة لدولة الإمارات العربية المتحدة لاستعراض إنجازاتها والاحتفاء بمسيرة التنمية المتميزة التي شهدتها على مدى العقود الخمسة الماضية.

وعليه، سيشكل «إكسبو 2020 دبي» احتفالاً بإنجازاتنا ونجاحنا في إرساء دعائم اقتصاد تنافسي متنوع.

ويتمثل أحد العوامل الرئيسة التي تقف وراء هذا النجاح، في تشجيع ودعم التعاون وترسيخ مبدأ الشراكة.

وانطلاقاً من الموضوع الرئيس لـ«إكسبو 2020 دبي»، «تواصل العقول وصنع المستقبل»، نأمل أن نطور شراكات جديدة تسهم في تحقيق مستقبل اقتصادي متنوع لدولة الإمارات كجزء من الإرث المستدام والشامل الذي نعمل على بنائه.

وفي المقابل، ترمي «رؤية الإمارات 2021» إلى أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن أفضل بلدان العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد، أي في عام 2021.

ويعتمد تحقيق ذلك على بلوغ غايتين أساسيتين هما: بناء اقتصاد معرفة تنافسي، وتطوير بيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة.

وفي السياق ذاته، نجد أن الموضوعات الفرعية الثلاثة لـ«إكسبو 2020 دبي»: الفرص والتنقل والاستدامة «تنسجم وتتكامل على نحو وثيق مع هاتين الغايتين،

ونعني بـ «الفرص» إطلاق العنان للقدرات والإمكانات الإبداعية للأفراد والمجتمعات من أجل المساهمة في صنع المستقبل».

والمقصود بـ «التنقل» الجسر الذي يؤدي إلى الفرص ويسهّل حركة البشر والسلع والأفكار بطريقة أذكى وأجدى، بينما «الاستدامة» تعني احترام الكوكب الذي نعيش فيه والمحافظة على توازنه.

وتطوير اقتصاد معرفة تنافسي يتطلب توافر ثلاثة عوامل أساسية هي: رعاية واحتضان الابتكار، وتشجيع ريادة الأعمال، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وفي ضوء ذلك، يعمل «إكسبو 2020 دبي» على كل تلك الجبهات من خلال مبادرات وبرامج مبتكرة تدعم التنويع والتعليم، وتشجع الشركات المحلية وتخلق فرص العمل.

فعلى سبيل المثال، بذلنا جهداً حثيثاً لإشراك الشركات الصغيرة والمتوسطة في رحلة «إكسبو 2020 دبي». وتعاونا مع منصة إقليمية رائدة معنية بتمكين رواد الأعمال في الشرق الأوسط، لإطلاق مبادرة «ريادة الأعمال التعاونية» التي تضع نصب عينيها هدفاً وحيداً يتلخص في تنظيم وتوحيد جهود القطاع الخاص لتوفير بيئة حاضنة ومشجعة لريادة الأعمال.

فالمبادرة تسعى إلى جمع المؤسسات الكبيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة تحت سقف واحد من أجل تسريع وتفعيل التعاون فيما بينها، وتوفير المناخ الملائم لبناء علاقات وشراكات تعود بالمنفعة المتبادلة على جميع الأطراف.

كيف سيترك «إكسبو 2020 دبي» إرثاً مستداماً لدولة الإمارات؟

يتطلع «إكسبو 2020 دبي» إلى إقامة حدث استثنائي على مدى ستة أشهر، وليس أقل أهمية من ذلك بناء إرث حقيقي مستدام تدوم تأثيراته الإيجابية على المدى الطويل، بما يضمن لدولة الإمارات وعموم المنطقة والمشاركين، تحقيق أكبر استفادة ممكنة من هذا الحدث بمختلف جوانبه. وما لا شك فيه أن بناء إرث حقيقي يتطلب توافر مقومات ملموسة تشمل الموقع والأثر الاقتصادي والفرص التجارية التي تنبثق منها، ومقومات غير ملموسة وتشمل الأفكار وتوليد المعرفة، والانطباعات والمفاهيم العالمية.

وهذه كلها جزء من خطتنا لـ «إكسبو 2020 دبي»، ونتعاون حالياً مع مجموعة واسعة من المؤسسات لتصميم وبناء هذا الإرث المنشود لكي يصبح واقعاً ملموساً.

يتمثل الإرث المادي لـ «إكسبو 2020 دبي» في موقع الحدث ذاته، الذي يجري تطويره بطريقة تضمن بقاءه نابضاً بالحياة لسنوات عديدة بعد عام 2021، كحاضنة للتقنيات الناشئة، وبيئة تعاونية للشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال.

وتأخذ تصاميم الأجنحة الثلاثة التي تجسد موضوعات «إكسبو 2020 دبي» الفرعية، بعين الاعتبار الاستخدامات المخطط لها لهذه الأبنية والهياكل بعد إسدال الستار عن فعاليات الحدث الضخم.

وفي نهاية المطاف، نتوقع الاحتفاظ بـ 80% من استثماراتنا في البنية التحتية والمواصلات والمباني والتقنيات المتطورة التي صممت لاستضافة الحدث.

لقد وضعنا مجموعة واسعة من الخطط الطموحة لبناء الإرث، ونأمل أن نسهم في بناء اقتصاد المعرفة في دبي، يكون موقع «إكسبو 2020 دبي» الداعم الرئيس له.

كما يشمل تأثير الإرث الذي سيتركه «إكسبو 2020 دبي» المنطقة المحيطة بموقع الحدث، ألا وهي «دبي الجنوب» التي ستتحول إلى وجهة عصرية وحيوية للعيش والعمل، معززة بابتكارات جديدة وأحدث تقنيات المدن الذكية.

إن التأثيرات الإيجابية التي سيتركها «إكسبو 2020 دبي» لن تقتصر على دولة الإمارات بل ستشمل المنطقة بأكملها، حيث من المتوقع أن يسهم الحدث في خلق فرص استثمارية وفرص عمل تغطي مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك العقارات والإنشاءات والضيافة والنقل، وغيرها.

وبوجه عام، من المتوقع أن يضيف «إكسبو 2020 دبي» 277 ألف فرصة عمل وأكثر من 70 مليار درهم (17,7 مليار يورو) للاقتصاد الإماراتي، ما سيكون له دور حيوي في دفع مسيرة التنويع الاقتصادي في البلاد وبناء إرث مستدام لدولة الإمارات.

ويسعى «إكسبو 2020 دبي» لترك إرث اجتماعي وتعليمي دائم بطرق مختلفة.

أولاً، سيسهم الحدث في نشر المعرفة وتطوير طرق تفكير جديدة في المجالات التي تمثل موضوعاته الفرعية الثلاثة: «الفرص والتنقل والاستدامة». وثانياً، باعتباره حدثاً ذا طبيعة عالمية يجمع مختلف الثقافات تحت سقف واحد، يأمل «إكسبو 2020 دبي» أن يسهم في غرس شعور بالفخر الوطني لدى المشاركين، فضلاً عن دوره في تعزيز التماسك الاجتماعي بين الناس من مختلف الخلفيات والجنسيات.

وتمثل استضافة «إكسبو 2020 دبي» فرصة هائلة بالنسبة لنا لتحفيز وإلهام الشباب، فنحن حريصون على التفاعل والتواصل مع هذه الفئة المهمة من المجتمع، وتزويدهم المهارات اللازمة والفرصة المناسبة للازدهار والنجاح.

ويُعد «برنامج التدريب المهني»، وملتقى «يوث كونيكت» من أبرز مبادرات «إكسبو 2020 دبي» للتواصل مع الشباب وتشجيعهم وتمكينهم لأداء دور مركزي في صنع مستقبل أفضل.

فالمبادرتان ترميان إلى تمكين الشباب من خلال منحهم الفرصة للالتقاء وتبادل الأفكار، وأيضاً تزويدهم بالمهارات الأساسية التي تمكنهم من التعاون في إيجاد حلول جديدة تعود بالخير على دولة الإمارات والعالم بأكمله.

ومن شأن البرامج والمبادرات الثقافية التي سنطلقها قبل وبعد الحدث، تقديم صورة جديدة عن دولة الإمارات، التي تحتضن أكثر من 200 جنسية وثقافة مختلفة.

ما الفائدة التي سيجنيها المشاركون في «إكسبو 2020 دبي»؟

يستند الموضوع الرئيس للحدث: «تواصل العقول وصُنع المستقبل»، إلى رؤية بسيطة، ولكنها مهمة، وتتلخص في أن إيجاد حلول مستدامة للتحديات التي تواجه العالم، يتطلب التعاون والتضافر بين جميع الثقافات والبلدان والمناطق.

وتوفر معارض إكسبو العالمية فرصاً مهمة للدول المشاركة لتسليط الضوء على أفضل مبتكراتها وإبداعاتها وقدراتها، كما تتيح للمؤسسات والشركات استعراض أحدث أفكارها وتقنياتها، فضلاً عن بناء شراكات مستدامة وتوحيد الجهود من أجل مستقبل أفضل.

وهدفنا هو توفير منصّة دولية لا تُضاهى، جرياً على عادة معارض إكسبو العالمية، تتيح للدول تسليط الضوء بكل اعتزاز، على ثقافاتها وعروضها التجارية والتعليمية وابتكاراتها العلمية، ناهيك عن تبادل الخبرات والتجارب، وكذلك التعاون بطرق مبتكرة.

ونتطلع إلى أن تكون المشاركة في «إكسبو دبي 2020» محفزاً قوياً لقطاع الأعمال للاستثمار في دبي والاستفادة من اقتصادها التنافسي القائم على المعرفة والبيئة الاستثمارية الإبداعية التي توفرها.

وخلال رحلة التحضير والاستعداد للحدث المرتقب، ستتاح للشركات فرصة لتأكيد التزامها المسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقها، والمساهمة في صنع مستقبل أفضل، من خلال استعراض منتجاتها وأبحاثها وابتكاراتها الجديدة.

وفي إطار رحلة التحضير للحدث، نعكف على تطوير عدد من الشراكات التجارية مع مؤسسات عالمية رائدة في قطاعات أساسية متنوعة، بما فيها الطيران، والتكنولوجيا، والتمويل، والشحن والخدمات اللوجستية، والاتصالات، والسياحة والسفر.

فهذه المؤسسات الشريكة ستشكل دعماً لنا خلال رحلة التحضير لـ «إكسبو 2020 دبي»، من أجل توفير منصة عالمية تعاونية شاملة خلال الحدث ذاته، ومن ثم بناء إرث مستدام تستفيد منه البشرية كلها.

وعلاوة على ذلك، سيستفيد المشاركون في الحدث العالمي من فرصة تعزيز حضورهم العالمي والوصول إلى أسواق المنطقة والتواصل مع أكثر من 25 مليون زائر متوقع.

وإكسبو 2020 دبي هو ملتقى فريد للاحتفاء بالتقدم ولتبادل الأفكار وبناء العلاقات والتواصل مع جمهور منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا ومختلف أنحاء العالم، ولذلك نأمل بأن تتمكن الشركات من اغتنام هذه الفرصة بالشكل الأفضل والأمثل.

وفي إطار سعينا إلى إقامة إكسبو دولي استثنائي بأوسع مشاركة ممكنة نوعاً وكماً، فإننا نتطلع بشغف إلى الترحيب بالمؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية وغيرها من المؤسسات غير الربحية، والانضمام إلينا في هذا الحدث المرتقب الذي سيكون منصة مثالية للتواصل مع الدول والمجتمعات من جميع أنحاء العالم، الأمر الذي سيتيح لها تبادل الأفكار ودعم الجهود المطلوبة لتحقيق تقدم ملموس في المجالات التي تمثل الموضوعات الفرعية الثلاثة للحدث المرتقب: «الفرص والتنقل والاستدامة».

وأخيراً وليس آخراً، نأمل أن يستمتع زوار «إكسبو2020 دبي» بالابتكارات التقنية والحلول الإبداعية التي سيستعرضها الحدث المرتقب، خلال تجربة استثنائية خلاقّة تلهمهم إلى اتخاذ خطوات تثري الموضوعات الفرعية الثلاثة: «الفرص والتنقل والاستدامة». ونتوقع أن تصل نسبة زوار إكسبو 2020 دبي من خارج الدولة إلى 70%.

ما هي مبادرة «إكسبو لايف» وما هي أهدافها المنشودة؟

يحرص إكسبو الدولي عبر تاريخه، على توفير منصة لتسليط الضوء على أحدث الأفكار والتقنيات التي تخدم الإنسان وتدفع عجلة التقدم البشري.

واليوم، نحن نؤمن بأن مجالات التغيير البنّاء تتمثل في الموضوعات الفرعية الثلاثة للحدث: «الفرص والتنقل والاستدامة». وبناء على ذلك، أطلقنا مبادرة «إكسبو لايف» لتشجيع المبدعين من جميع أنحاء العالم على تطوير حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه البشرية، بما يعود بالفائدة على عالمنا الذي يزداد ارتباطاً وتداخلاً يوما بعد آخر.

و«إكسبو لايف»، عبارة عن برنامج مِنَحْ يعمل من خلال صندوق تبلغ قيمته 100 مليون يورو، لدعم ابتكار حلول جديدة أو تعزيز الحلول الحالية التي تؤثر في حياة الملايين من البشر حول العالم.

فمن خلال الحوافز المالية وفعاليات تبادل المعرفة، يسعى هذا البرنامج إلى دعم جهود تطوير وتطبيق حلول مبتكرة في المجالات التي تمثل الموضوعات الفرعية الثلاثة: الفرص والتنقل والاستدامة.

ولذلك، فإننا نبحث عن المبتكرين والمبدعين أصحاب الأفكار الخلاقة، أفراداً ومؤسسات، للعمل على تطويرها ونشرها، وقد يشمل ذلك تطبيق الأفكار والحلول التكنولوجية الحالية بأساليب مبتكرة.

وسيتعيّن على المتقدمين الناجحين إثبات قدرة الحلول الجديدة على إحداث تغيير جذري على مستوى المجتمعات، مع إمكانية تطبيقها على المستوى العالمي.

ويُعد برنامج «مِنَحْ الابتكار المؤثر» أحد أهم جوانب مبادرة «إكسبو لايف» التي تدعو أصحاب الحلول والأفكار في مختلف أنحاء العالم إلى التقدم بطلب الحصول على المنح من أجل تطوير مبتكرات وحلول للتحديات التي تواجه البشرية في مجال الموضوعات الفرعية الثلاثة للحدث المرتقب: «الفرص والتنقل والاستدامة»، بما في ذلك دعم المشاريع التي توفر الطاقة للناس الذين يعيشون في مناطق بعيدة عن محطات الطاقة والشبكات الكهربائية العامة، وكذلك الابتكارات التي تسهم في تأمين مياه نظيفة وتوفير خدمات التعليم في المناطق النائية.

وتتراوح قيمة المِنَحْ بين 50 ألفاً ومليوني يورو لكل مشروع، وستُقدم خلال السنوات الأربع القادمة.

وبالإضافة إلى التمويل الأولي، يمكن للمستفيدين من المنح الذي يثبتون نجاحاً وتقدماً فيما يعملون على تطويره، أن يتأهلوا للحصول على تمويل إضافي من شأنه أن يتيح لهم فرصة استعراض حلولهم خلال معرض «إكسبو 2020 دبي» أمام جمهور عالمي مكوّن من 25 مليون زائر متوقع.

ما هو الإرث العالمي الذي يتطلع «إكسبو 2020 دبي» إلى بنائه؟

دأب إكسبو الدولي على توفير منصّة فريدة لاستعراض أحدث أساليب التفكير على منبر عالمي، ولن يشّذ «إكسبو 2020 دبي» عن هذه القاعدة، بل ولديه أيضاً هدف إضافي، وهو الاستفادة من الموقع التاريخي والجغرافي الذي تتمتع به دولة الإمارات عند مفترق طرق التجارة العالمية.

وسيكون «إكسبو 2020 دبي» منصة دولية تحتضن وتدعم الإبداع والابتكار والشراكة، ونسعى لإلهام وخطف أنظار ومخيلة العالم، ودفع عجلة الإبداع وترسيخ مبدأ التعاون لدى الباحثين عن حلول من مختلف أنحاء الكوكب.

كما نتطلع إلى توفير تجربة استثنائية بكل المقاييس، بما يبعث الإعجاب والأمل والتفاؤل في نفس كل فرد خلال الرحلة المتجهة نحو عام 2020 وأثناء الحدث ذاته وبعد إسدال الستار على فعالياته في عام 2021.

وعليه، فإن الإرث العالمي لـ «إكسبو 2020 دبي» يتمثل في ابتكار طرق جديدة للتفكير والعمل تعكس عصرنا الرقمي، وذلك يشمل توفير فرص النمو والتطور للجيل القادم وإعادة النظر في طريقة تحرك وتواصل البشر، وإيجاد حلول بيئية مستدامة في قطاع الطاقة والمياه.

يتميّز عصرنا الحالي بمستوى غير مسبوق من الاتصال والارتباط الشبكي، الأمر الذي يعني بالضرورة أن فوائد ومزايا إكسبو وتأثيراته الإيجابية ستستمر حتى بعد اختتام فعالياته.

فتلاقي الأفكار وتبادل الابتكارات بين المشاركين في «إكسبو 2020 دبي» على اختلاف تخصصاتهم وقطاعاتهم، تشكل هديتنا للعالم أجمع، والتي تسهم في صنع مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة.

وعليه، بعدما يُسدل الستار على الحدث في أبريل 2021، سيستمر زخم المعرض، مدعوماً بإرث اقتصادي، قوامه الشراكة والمعرفة والتعاون.

1,95 مليار درهم قيمة المناقصات

شهدت البوابة الرقمية لطرح العقود والمناقصات التابعة لـ «إكسبو 2020 دبي» تسجيل 8000 شركة محلية ودولية، وتمت ترسية مناقصات يصل إجمالي قيمتها إلى نحو 1,95 مليار درهم (تشمل مناقصات وعقود مشتريات).

ويشكل التواصل وإبرام الشراكات جزءاً جوهرياً من مهمة «إكسبو 2020 دبي» الذي يسعى إلى إقامة حدث عالمي المستوى واستثنائي بكل المقاييس. وعليه، يواصل إكسبو 2020 إبرام شراكات مع مؤسسات رائدة في إطار رحلة التحضير والاستعداد لاستضافة الحدث المرتقب والأول من نوعه في المنطقة، مع توقيع 16 مذكرة تفاهم، ووجود 20 مذكرة قيد التوقيع.

وصُممت آلية لطرح عقود المشتريات الخاصة بتطوير البنية التحتية، بطريقة تسهّل وتدعم أعمال التطوير في الموقع. وانطلقت أعمال المرحلة الأولى لتطوير البنية التحتية مؤخراً، والتي تعد واحدة من أربع حزم يبلغ إجمالي تكلفتها 1,3 مليار درهم، في القريب العاجل على أن تكتمل في حلول شهر أبريل من عام 2018.

وتشمل هذه الحزمة الأعمال الأولية لدعم تطوير «قرية إكسبو» التي ستمثل مقر إقامة المشاركين خلال فترة المعرض، إضافة إلى أنظمة الصرف الصحي وشبكات المياه والكهرباء وكابلات الاتصالات.

وأما الحزمة الثانية، فستنطلق قريباً، وتشمل أعمال البنية التحتية العميقة الخاصة بالمنطقة المسوّرة للموقع، في حين أن الحزمة الأخيرة ستشمل شبكة الطرق السطحية. وستُستكمل أعمال تطوير البنية التحتية في حلول أكتوبر 2019.

المشروع يشارك ويستضيف 30 فعالية في 8 أشهر

استضاف إكسبو 2020 دبي، وشارك في أكثر من 30 فعالية في الأشهر الثمانية الماضية، وتنوعت تلك الأحداث من حيث حجمها لتشمل فعاليات ضخمة مثل «الاجتماع الدولي للتخطيط»، وصولاً إلى الجولات الأكاديمية من أجل تعزيز نشر الوعي بمبادرات إكسبو، والمبادرات هي:

بزنس كونيكت: التي تهدف إلى التواصل مع مجتمع الأعمال في إطار الاستعداد والتحضير لإكسبو 2020 دبي، وعقدت منها 11 نسخة حتى الآن. وترمي هذه السلسلة إلى تفعيل التعاون والشراكة، من خلال توفير منصة لتبادل الأفكار والخبرات واستكشاف فرص إبرام الشراكات وتوطيد علاقات التعاون.

يوث كونيكت: ملتقى يهدف إلى إلهام وتعزيز الثقة بالكفاءة المهنية عند الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 سنة، واستقطبت 800 مشارك.

«مسابقة التصوير الضوئي»: مسابقة جديدة مخصصة للشباب بين الـ16 والـ25 من العمر في دول مجلس التعاون الخليجي.

برنامج التدريب المهني: يوفر هذا البرنامج الذي تبلغ مدته 9 أشهر فرصة قيمة لاكتساب الخبرة العملية والتدريب المهني وتنمية المهارات لـ 27 شاباً من مختلف أنحاء دولة الإمارات بعمر الـ28 وما دون التحقوا بفريق عمل «إكسبو 2020 دبي» في نهاية أغسطس 2016.

الجولات الأكاديمية: تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الوعي بالحدث المرتقب ورؤيته للتنمية، وكذلك حث الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية على المشاركة في مختلف مبادرات «إكسبو 2020 دبي».

«التكنولوجيا» تعزز تنافسيتها في إرث الحدث

يشكل الاستخدام المستقبلي لموقع «إكسبو 2020 دبي» وإرثه المستدام جانباً مهماً من عمليات التصميم والإنشاء، كما أُعدت استراتيجية لتحويله إلى مشروع مستدام وبيئة جاذبة للأعمال، بعد انتهاء فعاليات الحدث المرتقب.

وعليه، فقد أُجريت دراسة مفصلة لتحديد الصناعات الوطنية الاستراتيجية في دولة الإمارات، وكيفية الاستفادة من موقع الحدث في تعزيز قدراتها التنافسية العالمية. وخلصت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن التكنولوجيا هي العامل المساهم الأساسي في تعزيز التنافسية، حيث حُددت ثلاث تقنيات محورية وهي: البيانات الضخمة وتحليلها، وإنترنت الأشياء، والتقنيات القابلة للارتداء وتكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المُعزَز. وبناءً على ذلك، ستُحوَّل البنية التحتية في موقع إكسبو إلى مجموعة من المشاريع التجارية والسكنية والفندقية القائمة على تلك التقنيات، ليوفر بذلك بيئة متكاملة للتقنيات الحديثة، تحتضن المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الكبيرة والشركات الناشئة.

ودرس فريق الإرث ثلاثة أنواع من الكيانات الاجتماعية والتجارية التي يمكن تأسيسها في الموقع. وأجرى الفريق دراسة تحليلية للسوق العقارية، وتوقع من خلالها أن تمتد فترة استخدامها إلى أكثر من عشر سنوات، موصياً باعتماد معايير جديدة للعقارات المكتبية والتجارية، إلى جانب تقييم تأثير ضجيج المطارات على الفنادق، مع الأخذ في عين الاعتبار الطلب المحتمل على مساحات التجزئة والمطاعم والمقاهي.

5 مليارات درهم للشركات الصغيرة والمتوسطة

خصص «إكسبو 2020 دبي» نسبة 20% من إجمالي قيمة الإنفاق المباشر وغير المباشر للحدث، لقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة من داخل الدولة وخارجها بعقود تتجاوز قيمتها 5 مليارات درهم. وشهدت آلية مشتريات «إكسبو 2020 دبي» تحسينات مهمة تتيح للشركات الصغيرة والمتوسطة المشاركة في المناقصات بقدرات تنافسية أعلى.

وتشمل هذه التحسينات تحديد صلاحية العرض بـ 60 يوماً، والإعفاء من مبلغ التأمين الابتدائي وضمان الدفعة المقدمة، وسداد 50% من قيمة السلع والمواد مقدماً، وسداد 25% من قيمة الخدمات مقدماً، وسداد المستحقات خلال 30 يوماً من تاريخ تسلم الفاتورة المعتمدة.

أعلن «إكسبو 2020 دبي»، في يونيو 2016، توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية مع «مؤسسة محمّد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة»، و«تجاري»، تتيح لآلاف الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارة المشاركة في مناقصات الحدث. يبلغ عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة المسجلة على البوابة الرقمية لطرح العقود والمناقصات (eSourcing) أكثر من 3100 مؤسسة وشركة.

المصدر: الإتحاد