البواردي: الابتكارات التكنولوجية من أهم أولويات تخطيطنا الدفاعي

أخبار

انطلقت في مقر الأرشيف الوطني في أبوظبي أمس أعمال مؤتمر الدفاع الدولي 2017 المصاحب للدورة الثالثة عشرة لمعرض الدفاع الدولي (آيدكس 2017) ومعرض الدفاع البحري (نافدكس 2017)، حيث يجمع المؤتمر نخبة من الخبراء والمتخصصين وصناع القرار لمناقشة أهم المواضيع والقضايا المتعلقة بقطاع الصناعات الدفاعية.

وأقيمت أعمال المؤتمر الذي عقد تحت عنوان «الابتكارات الإحلالية في مجالات الدفاع والأمن» قبيل انطلاق فعاليات معرضي آيدكس ونافدكس 2017 بمركز أبوظبي الوطني للمعارض اليوم واللذين يستمران حتى يوم الخميس المقبل بمشاركة 1,235 شركة عالمية متخصصة بالصناعات الدفاعية وبنسبة نمو تزيد عن 3 بالمائة مقارنة مع الدورة السابقة في العام 2015.

ويقام معرضا ومؤتمرا آيدكس ونافدكس 2017 برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وينظم من قبل شركة أبوظبي الوطنية للمعارض (أدنيك) بالتعاون مع القوات المسلحة.

استهل المؤتمر بالنشيد الوطني لدولة الإمارات، ثم كلمة رئيسة لمعالي محمد أحمد البواردي، وزير دولة لشؤون الدفاع، حيث رحب معاليه بالمشاركين في أبوظبي، معبراً عن سروره بحضور هذا المؤتمر المتميز، وإتاحة الفرصة للتفكير في موضوع يحظى بأهمية للجميع، ويتعلق بتخطيط وتطوير القدرات العسكرية للدفاع عن دولنا.

وأبرز معاليه أهمية «الإحلالية التكنولوجية» وتأثيراتها على تنظيم القوات المسلحة، حيث إننا نعيش اليوم في عالم اعتاد على التغيير التكنولوجي المستمر، إذ لا يكاد يمر شهر من دون أن نسمع عن تقدم تكنولوجي جديد، سواء كان ذلك على سبيل المثال لا الحصر في مجال الروبوتات، أو تقنية التصنيع ثلاثية الأبعاد، أو المركبات ذاتية الحركة أو المواد المتقدمة. فالشعور بأن كل شيء يسير بشكل متسارع، هو حقيقة واقعة، ونحن نعلم أننا إذا اقتصرنا على اتباع الآخرين فقط، فسوف نبقى متخلفين.

وأضاف معاليه أن التكنولوجيا الإحلالية توفر فرصاً هائلة لخلق مزايا فريدة لمؤسساتنا الدفاعية، ولكنها أيضا تشكل خطرا فيما لو وقعت في يد الخصوم وبخاصة الجماعات الإرهابية الذين قد يستخدمونها بهدف تهديد الأمن والاستقرار الدولي. وهذا ومع مرور الوقت، قد يضعف من الميزة التقليدية للتكنولوجيا بصفتها وسيلة للوصول إلى المعرفة، بحيث تصبح المعدات والأجهزة أكثر انتشارا ومجالا للتنافسية بين العديد من الشركات الصناعية.

ولفت معالي البواردي أن قطاع تكنولوجيا المعلومات يحدث فيه التطور بشكل متسارع أكثر من المجالات الأخرى، حيث إن ثورة المعلومات المتسارعة التي تأتي دائماً بجديد تحدث في الواقع تغييراً في بيئة العمل العسكرية. فقد جلبت ثورة المعلومات معها نوعاً جديداً من الحرب، إنها الحرب السيبرانية. وهناك عدد متزايد من القوات المسلحة حول العالم تنظر إلى الحرب السيبرانية والدفاع باعتبارها قدرات عملياتية تتطلب مزيدا من التطوير، بما في ذلك الاستثمار في القدرات الرقمية، وتجنيد المحترفين الموهوبين، وبناء القدرات الاستخباراتية، وصياغة عقائد الحرب السيبرانية لديهم.

وتابع معالي البواردي: «أن مؤسسات الدفاع حول العالم لديها سجل طويل من الابتكارات الإحلالية تهدف إلى كسب ميزة نسبية على أعدائها. ومع ذلك، فإن دور القيادة التقليدي قد يتآكل مع مرور الوقت، حيث إن الابتكار والتقدم التكنولوجي يحدث في معظمه وبشكل متزايد في الشركات الخاصة غير المعتادة على العمل مع مؤسسات الدفاع، وتقدم هذه الشركات منتجاتها لمجوعة واسعة من المستهلكين».

آلية لمراقبة التكنولوجيا الإحلالية

كما تطرقت كلمة معالي البواردي إلى دور مؤسسات الدفاع في تعبئة السبل والوسائل التي تمكنها من التعرف على هذه التقنيات، وتسهيل تطبيقها في الأنظمة الدفاعية، مشددأ على ضرورة إيجاد آلية تسهل عملية مراقبة وفهم التكنولوجيا الإحلالية، وكذلك الكيفية التي من المحتمل أن تؤثر على عملياتهم ومؤسساتهم.

وأشار معاليه إلى أن دعم قدراتنا الدفاعية يتطلب منا أن نفكر بتصميم أطر جديدة تسهل مشاركتنا مع شركاء جدد، وذلك كي نكون قادرين على تسخير فرص الاختراق التكنولوجي. فعلى سبيل المثال، علينا تأسيس أنظمة ومؤسسات تسمح بالاستثمار أو شراء المعدات أو الأنظمة من الشركات الصغيرة والناشئة لدعم وتعزيز القدرات الدفاعية.

كما شدد معاليه على أهمية الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية من أجل تعزيز القدرات الدفاعية، كي نكون قادرين على مواجهة التهديدات الناشئة ومتطلبات المهمة بفعالية. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، تقوم قواتنا المسلحة وبشكل مستمر بتطوير معداتها وقدراتها الدفاعية من خلال دمج التكنولوجيا الجديدة لتحقيق القدرات المؤثرة، وزيادة قدرة تأثير القوى البشرية لديها لتصل إلى الحد الأقصى اليوم، وفي المستقبل، نريد أن تكون التكنولوجيا من أهم أولويات تخطيطنا الدفاعي.

واختتم معاليه كلمته متمنيا أن تسهم الجلسات النقاشية في التوصل إلى فهم أفضل للكيفية التي تعمل التكنولوجيا الإحلالية من خلاله على صياغة شكل الحرب المقبلة.

مكانة كبيرة

من جانبه، قال معالي اللواء ركن طيار فارس خلف خلفان المزروعي، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرضي آيدكس ونافدكس 2017: « سعدنا بحجم الإقبال الكبير على المشاركة في فعاليات مؤتمر الدفاع الدولي 2017، الأمر الذي يبرهن على المكانة الكبيرة التي وصل إليها معرض آيدكس، والأهمية المتنامية للمؤتمرات المتخصصة التي يبحث من خلالها الخبراء والمتخصصون الآليات اللازمة لمجابهة التحديات الأمنية والدفاعية التي تواجه دول المنطقة والعالم».

وتوجه معاليه بالشكر للقيادة العامة للقوات المسلحة لدولة الإمارات على دورها المهم والأساسي في إنجاح معرض ومؤتمر آيدكس وذلك من خلال اللجنة العليا وفرق العمل التابعة، الذين واصلوا الليل بالنهار للخروج بالمعرض والمؤتمر بالشكل الأمثل، وتوفير الإمكانيات والخبراء والمتحدثين من القوات المسلحة لدولة الإمارات وصولاً لتوجيه الدعوات لكبار القادة والمتخصصين للمشاركة في المؤتمر.

نقل وتوطين المعرفة

وقال حميد مطر الظاهري، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي الوطنية للمعارض (أدنيك) ومجموعه الشركات التابعة لها: «إن تنظيم فعاليات المؤتمر المصاحب لمعرضي آيدكس ونافدكس يأتي ضمن جهود أدنيك الرامية لنقل وتوطين المعرفة، في قطاع الصناعات الدفاعية الذي يعد أحد أبرز القطاعات التي ركزت عليها خطة أبوظبي ورؤيتها الاقتصادية 2030».

وأضاف: قامت أدنيك منذ تأسيسها قبل عقد من الزمان بالمساهمة الفاعلة في استقطاب العديد من المؤتمرات الدولية المتخصصة إلى إمارة أبوظبي، من خلال التعاون مع العديد من المؤسسات الوطنية ومن أبرزها هيئة أبوظبي للسياحة ومكتب أبوظبي للمؤتمرات بالإضافة إلى الاتحادات المهنية في الدولة، وقد نجحت بالفعل في الفوز بالعديد من العطاءات الدولية لاستضافة المؤتمرات الدولية الكبرى».

وبين الظاهري أن قطاع المؤتمرات يعد على درجة عالية من الأهمية في زيادة احتكاك صناع القرار والمتخصصين المحليين بنظرائهم الدوليين، وعرض أحدث ما توصلت إليه التقنيات العالمية المتخصصة في مختلف القطاعات، إضافة إلى مساهمته الكبيرة في دعم الاقتصاد الوطني من خلال المساهمات الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة ودعم القطاعات الاقتصادية المساندة من أبرزها قطاعات الطيران والفنادق وغيرها الكثير.

جلسات المؤتمر

وضم مؤتمر الدفاع الدولي 2017 ثلاث جلسات رئيسة، الأولى بعنوان «الابتكارات والتقنيات التخريبية الناشئة، هل هي بحاجة لمفهوم عسكري جديد»؟، أما الجلسة الثانية فحملت عنوان «القفزة الكبيرة القادمة في الدفاع السيبراني»، وأما الجلسة الثالثة فخصصت لمناقشة «هل يمكن من خلال العمليات الدفاعية والأمنية السيطرة على التقنيات التخريبية المتعددة أو التخفيف من تأثيراتها؟».

وترأس هذه الجلسات كل من معالي النائب كريستوفر باين، وزير الصناعات الدفاعية في أستراليا ورئيس مجلس النواب الأسترالي، وتوماس كينيدي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة رايثيون في الولايات المتحدة الأميركية، والدكتور إس بي كوشار، المدير التنفيذي الرئيس التنفيذي لمجلس تطوير المهارات في قطاع الاتصالات في الهند.

وقال معالي النائب كريستوفر باين، وزير الصناعات الدفاعية في أستراليا، مفتتحاً الجلسة الرئيسة الأولى: «إن المؤتمر يضيف بعداً جديداً في مناقشة الابتكارات التخريبية في مجالات الدفاع والأمن حيث تتطلع أستراليا إلى العمل مع شركاء جدد في مجال الأنظمة الدفاعية من منطلق الأهمية البالغة التي نوليها لتطوير التطبيقات الدفاعية ومشاركة الدول الصديقة خبراتنا في هذا المجال من أجل حماية أمننا القومي، مضيفاً أن التقنيات المبتكرة تقدم ميزة تنافسية للدول في المجال العسكري حيث إن كل تطور تكنولوجي جديد اليوم يعزز استعداداتنا لمواجهة التهديدات المحتملة في القرن الجديد».

وأوضح معاليه أن التقنيات الحديثة كالذكاء الصناعي والأتممة والطباعة ثلاثية الأبعاد تقدم لنا قدرات غير مسبوقة في مواجهة التحديات الجديدة كالإرهاب الذي لا يمكن مواجهته بشكل فعال باستخدام التقنيات والأساليب التقليدية.

وأشار معالي النائب كريستوفر إلى أن الصناعات الدفاعية الحديثة تواجه تحدياً جديداً يتمثل في دمج القدرات التكنولوجية في ظل الوتيرة السريعة التي تسير بها التحولات التقنية، معبراً عن استعداد أستراليا لمشاركة معرفتها التقنية وخبراتها في المجالات الدفاعية لا سيما الأنظمة الرادعة مع بقية دول العالم.

تحديات أمنية

وتناولت الحلقات النقاشية التي تحدث فيها اثنا عشر خبيراً ومتخصصاً وصانع قرار في قطاع الدفاع أهم التحديات الأمنية التي يواجهها هذا القطاع.

وعقدت الحلقة النقاشية الأولى تحت عنوان «كيف تؤثر الابتكارات والتقنيات الإحلالية على العمليات العسكرية» بإدارة مهند الخطيب من سكاي نيوز العربية ومشاركة كل من العميد الركن الدكتور مبارك بن غافان الجابري، رئيس هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات للقوات المسلحة الإماراتية، وفريق بحري كيفن دونيجان، قائد القوات البحرية في القيادة المركزية للولايات المتحدة، والبرفسور يدي ب ديساي، مدير المعهد الهندي للتكنولوجيا في حيد آباد، ويونق بوم تشوي، نائب الرئيس التنفيذي لقسم الحلول الأمنية في مؤسسة سامسونج.

وناقشت هذه الحلقة الجوانب الإيجابية والسلبية للابتكارات الإحلالية حيث إن هذه التقنيات تؤثر على حياتنا اليومية بدرجة أكبر من أي وقت مضى، إلا أنها قد تضر بأمننا القومي إذا ما استخدمت من قبل عناصر تخريبية، مما يحتم علينا الاستفادة المثلى من إمكانيات هذه التقنيات وتدريب الخبراء والمتخصصين الذين يستطيعون التكهن بما سيحدث في المستقبل، فضلاً عن التوصل إلى حلول فعالة للتكيف مع التقنيات الجديدة، إلى جانب إنشاء مراكز تميز لإجراء المزيد من البحث والتطوير في هذا المجال الحيوي.

الدفاع السيبراني

وتناول الموضوع الرئيس الثاني للمؤتمر «القفزة الكبيرة القادمة في مجال الدفاع السيبراني، وتحدث حولها توماس كينيدي، رئيس مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي لشركة رايثون الولايات المتحدة الأميركية».

وتمت الحلقة النقاشية الثانية تحت عنوان «الحرب السيبرانية والاستعداد للمجهول»، وأدارها نوفر رامول من مؤسسة دبي للإعلام، وتحدث فيها الدكتور محمد الكويتي، المدير التنفيذي للأمن القومي الإلكتروني (نيسا) في دولة الإمارات، وجان ميشال أوروكو، نائب رئيس مجموعة الأمن السيبراني في فرنسا، ولواء نيك هايني، مساعد رئيس الأركان البحرية، المملكة المتحدة، وأرتو توماس راتي، نائب الرئيس الأول للشؤون العامة والاتصالات في فنلندا.

وتطرقت الجلسة إلى التوسع في الحرب السيبرانية الذي يشكل مصدر قلق لجميع الصناعات، وخاصة تلك المتعلقة بالأمن الوطني، وفهم طبيعة التهديدات وكيفية التعامل معها.

وحاول الموضوع الرئيس الثالث الإجابة على سؤال مهم «هل يمكن من خلال العمليات الدفاعية والأمنية السيطرة على التقنيات التخريبية المتعددة والتخليف من تأثيرها؟ وتحدث فيها الدكتور اس بي كوشار، الرئيس التنفيذي لمجلس مهارات قطاع الاتصالات في الهند.

وخصصت الحلقة النقاشية الثالثة التي عقدت تحت عنوان «هل القدرات العسكرية الحالية قادرة على مواجهة التحديات التخريبية المتنوعة؟» لمناقشة الاستعداد العسكري في مواجهة التحديات التخريبية المتعددة، والكيفية التي تطورت بها السياسات والعمليات والإجراءات والعقيدة في مختلف الجيوش على مر السنين لضمان تعزيز الاستعداد.

وأدار هذه الحلقة تيت نيركون، كبير مديري مركز الدراسات المستقبلية، وشارك فيها الدكتور يحيى المرزوقي، المدير التنفيذي للتعلم والتطوير الاستراتيجي في «توازن»، وميشيل يوهانسون، نائب الرئيس التنفيذي لشركة ساب في السويد، والفريق جوي ستيفون شيبرو، اللجنة العسكرية لحلف الشمال الأطلسي، واللواء جون فيرون، قائد القوات الأسترالية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط.

تسلم السفينة «هيلي» وتدشين زورق لحماية المنشآت

قال العقيد بحري فهد ناصر الذهلي: إن الدورة الجديدة لمعرض نافدكس هذا العام سيصاحبها تسلم الإمارات «السفينة هيلي» وهي السفينة الثالثة من مشروع بينونة الذي تنفذه شركة أبوظبي لبناء السفن، وكذلك سيتم تدشين زورق من قبل جهاز حماية المنشآت.

وأشار إلى أن أحد أهم المناقشات كانت عن التقنيات الإحلالية وتأثيرها في المجالين العسكري والأمني، وأهم ما استوقفني كان سؤال من ينتج هذه التقنيات وكيف يمكن القضاء عليهم وهم المخربون الذين يقومون بالعمليات الإحلالية أو التخريبية.

«آيدكس» و«نافدكس» يستقطبان 100 ألف زائر

من المتوقع أن يستقبل معرضا آيدكس ونافدكس 2017 اللذان تنطلق فعالياتهما اليوم، ما يزيد على 100 ألف زائر متخصص من جميع أنحاء العالم، ويستقطبان مشاركة أبرز الشركات المحلية والعالمية المتخصصة في الصناعات الدفاعية التي تشغل مساحة إجمالية تصل إلى 53532 متراً مربعاً، وبنسبة زيادة بلغت 5 بالمائة مقارنة مع الدورة الماضية. كما تشهد الدورة الحالية من المعرض مشاركة ما يزيد على 1,000 إعلامي محلي ودولي، تشكل زيادة قدرها 72 بالمائة عن الدورة الماضية.

المصدر: الاتحاد