الغوطة.. دماء وأنقاض وجثث

أخبار

واصلت قوات النظام السوري قصفها الجوي والصاروخي والمدفعي على الغوطة الشرقية، أمس، لليوم السادس على التوالي، موقعة المزيد من الضحايا ليرتفع عدد هؤلاء إلى 426 قتيلاً، بينهم 96 طفلاً، بينما أصيب أكثر من 2000 بجروح منذ يوم الأحد الماضي، فيما أعلنت غرفة عمليات «دحر الغزاة» المعارضة والموزعة في عدد من المحافظات السورية، بدء حملة صاروخية مشتركة لنصرة الغوطة تحت اسم (الغضب للغوطة) ضد مواقع قوات النظام، في حين ذكر المرصد السوري أن الجانب الروسي انذر فصائل الغوطة بإخلاء مدنها، في وقت أكدت مصادر كردية أن المدفعية التركية كثفت قصفها في عفرين، وأنها استهدفت قافلة تنقل مدنيين قادمين ومعهم مساعدات وطعام وأدوية. إضافة إلى القتلى الذين وثقهم المرصد السوري، لا يزال الكثيرون عالقين تحت أنقاض الأبنية المدمرة، وآخرون منتشرون في المستشفيات والمرافق الطبية التي لم تسلم من القصف. وفي مدينة دوما التي قتل فيها، أمس، خمسة مدنيين، تحدثت الأنباء عن انتشار الحرائق الناتجة عن القصف، مشيرة إلى أن عربات الإطفاء غير قادرة على إخمادها جميعاً. وفي أحد الأحياء، بادر سكان إلى استخدام أواني الطبخ لإخماد حريق في أحد المنازل. وفي ظل القصف المستمر، لجأ معظم السكان إلى الأقبية والملاجئ حيث تنعدم الحاجات الأساسية. ويخرج البعض منهم، مستغلاً دقائق من الهدوء لإحضار بعض الحاجيات أو الطعام في ظل انقطاع الكهرباء بعد تقطع أشرطة الإمدادات عن المولدات. وفي مستشفى في دوما، قال أبو مصطفى «ما يحدث معنا يُبكي الحجر، لا يوجد أحد لا يفقد يومياً شخصاً أو اثنين من عائلته. لا نستطع أن ننام، كل الوقت مروحيات تلقي البراميل والطائرات الروسية فوقنا. ليس لدينا سوى الله». وقتل شخص وأصيب 15 آخرون بجروح، أمس، بعد استهداف أحياء في دمشق، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية. ومنذ بدء التصعيد الأخير، قتل نحو 20 شخصاً وأصيب العشرات بجروح في دمشق جراء قصف الفصائل. 

من جهة أخرى، قالت غرفة عمليات «دحر الغزاة» في بيان امس، إن «غرفة عمليات «دحر الغزاة» بفصائلها في الشمال السوري المتوزعة على حماة وإدلب والساحل وحلب تطلق مع فصائل الجنوب في درعا والقنيطرة والبادية والغوطة والقلمون حملة صاروخية مفتوحة تستهدف المواقع العسكرية الهامة للقوات الحكومية والإيرانية في عموم سوريا تحت اسم الغضب للغوطة». وأكد بيان الغرفة «الهدف من الحملة نصرة أهلنا في الغوطة، لأن النظام وإيران وروسيا يشنون حملة إبادة ضد أهلنا في الغوطة من نساء وأطفال ومدنيين، وستكون الحملة مركزة على أهداف عسكرية مهمة للنظام، وأماكن حساسة من مطارات ومرابض مدفعية وتجمعات عسكرية». وكان المرصد السوري ذكر، امس، أن الجانب الروسي ابلغ الفصائل المسلحة في غوطة دمشق بوجوب إخلاء الغوطة من المدنيين وانذرهم بالعملية العسكرية التي سيجري تنفيذها في المنطقة من قوات النظام والقوى الداعمة لها. وأضاف أن الجانب الروسي رفض عرض الفصائل المسلحة الذي نص على إخراج هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) بشكل كامل من الغوطة الشرقية.

وفي شمال البلاد، أوضح سليمان جعفر، عضو المجلس المحلي لعفرين، أن «عشرات القذائف سقطت مساء الخميس في مدينة عفرين». وقال إن المدفعية التركية استهدفت أيضاً قافلة من الأشخاص المسافرين من أجزاء أخرى من شمالي سوريا لدعم أهالي عفرين. وأضاف أن شخصاً قتل وأصيب ثمانية آخرون وفقاً لتقارير أولية. غير أن الجيش التركي أعلن أن قواته قصفت مساء الخميس، قافلة مكونة من نحو 40 مركبة تابعة لتنظيمات «إرهابية» ضمن عملية «غصن الزيتون». (وكالات)

المصدر: الخليج