انطلاق التصفيات النهائية في «تحدي القراءة العربي»

أخبار

انطلقت في دبي، أمس، المرحلة النهائية لتصفيات تحدي القراءة العربي بدورته الأولى، الذي ينعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، البالغ مجموع جوائزه أكثر من 11 مليون درهم، ما يجعله أكبر مشروع إقليمي عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي، وصولاً لإبراز جيل جديد مثقف واعٍ متفوق في مجال الاطلاع والقراءة وشغف المعرفة.

وأعلنت اللجنة العليا لتحدي القراءة العربي بدء التصفيات النهائية على مدار يومين (أمس واليوم) إذ سيخضع المرشحون الـ18 إلى اختبارات إضافية لاختيار ثلاثة منهم، سيتعين عليهم اجتياز اختبار أخير أثناء الحفل الختامي غداً، ليتم بعدها الإعلان عن تتويج بطل الدورة الأولى من تحدي القراءة العربي 2015 ـ 2016، الذي سيحظى بجائزة تبلغ 550 ألف درهم.

ووصلت إلى الدولة وفود من 21 دولة، ضمت 240 طالباً للمشاركة في فعاليات التصفيات النهائية للدورة الأولى من تحدي القراءة العربي، بعدما تفوقوا على أكثر من 3.5 ملايين طالب وطالبة شاركوا ضمن ثلاث تصفيات إقليمية نفذت خلال الفترة من سبتمبر 2015 إلى مايو الماضي، وفقاً لقواعد وضوابط تحدي القراءة العربي، الموضوعة بناء على أفضل المعايير العالمية.

وقالت العضو في لجنة التحكيم، ليلى الزبدة، لـ«الإمارات اليوم»، «سيتم اختبار الطلاب وفق معايير محددة، من أجل اختيار بطل التحدي على مستوى الوطن العربي، وتمت إضافة اختبار تحريري مدته 20 دقيقة في التصفيات النهائية، وهو اختبار عميق في القراءة». وأشارت إلى أن الاختبار التحريري يتم من خلال نصوص منتقاة بعناية تناسب مستوى كل طالب وعمره، والهدف منها تقييم الفهم والاستيعاب لديه لوضعه أمام محك جديد، إلى جانب إضافة سؤال ثقافي سيتيح للطالب التحدث عن قضية ثقافية وفقاً لعمره طبعاً. ونوهت بأن العلامات التي أعطيت للتحرير وصلت إلى 20 درجة، و30 درجة للسؤال الثقافي من أصل العلامة كاملة. وشددت على أن المستويات في التصفيات متقاربة جداً، والخيار لن يكون سهلاً على الإطلاق، معتبرة كل مشارك وصل إلى التصفيات الرابعة فائزاً، وأكدت الزبدة أن عدد الطالبات أكثر من عدد الطلاب، مشيدة بالأثر الذي تركه التحدي في نفوس الطلاب؛ لاسيما لجهة غرس عادة القراءة في نفوسهم.

بينما أكد العضو في لجنة التحكيم، الدكتور يوسف مناصرة، أن المعايير الموضوعة والخاصة بالتحدي تتمحور بشكل أساسي حول الفهم والاستيعاب، وقدرة الطالب على تلخيص ما قرأ، لاسيما استخدامه للغة العربية الفصحى، وقدرته على ربط الجمل، واستخدام الأفكار الفرعية الداعمة، إلى جانب كيفية استخدام القراءة في التعلم الذاتي، والتفكير الناقد، والمعلومات الخاصة بالمؤلف والكتاب. وأضاف أن «الحكم يتطلب الكثير من الدقة، وكل عضو في لجنة التحكيم يضع علامته، وإن رأينا اختلافاً كبيراً في العلامات نتناقش في سبب منح العلامات للوصول إلى ما ينصف الطالب». ولفت مناصرة إلى أن جوهر التحدي يكمن في أن تصبح القراءة أداة خاصة يستخدمها الطالب لتعليم نفسه بنفسه، مؤكداً أن العرب متهمون بأنهم لا يقرأون، وهو اتهام حقيقي، وهذه المبادرة هي الخطوة التصحيحية الأولى، لكن لابد من أن يتبع هذه الخطوة، مجموعة من الخطوات الأخرى التي ترفد هذا الاتجاه، ومنها على سبيل المثال الكتابة.

أما العضو في لجنة التحكيم، علي سيف الشعالي، فلفت إلى أن إطلاق المبادرة في دبي، ودعمها وتحويلها إلى مبادرة وطنية، في عام القراءة، ثم تمديد السنة إلى 10 سنوات من خلال خطة استراتيجية، هي عبارة عن قطف الثمار الأولى، معرباً عن أمله أن تكون الأعوام المقبلة أكثر زخماً، وأن توجد هذه المبادرة حالة من التعود على القراءة والتعامل مع الكتاب بحب وود، وقد تم قطع شوط من خلال المبادرة ولكن الطريق طويل.

فاطمة النعيمي

فازت الإماراتية فاطمة النعيمي (17 عاماً) بالمركز الأول في الإمارات، وهي تنافس الطلاب من الدول العربية في التصفيات النهائية، وقالت عن تحضيراتها: «راجعت الكثير من المعلومات عن الكتب التي قرأتها في التحدي، كما أنني قرأت المزيد عن هذه الكتب، وتمرنت على التحدث باللغة العربية الفصحى». وانتقت الكتب التي تثير فضولها بشكل شخصي، وليس بناء على اسم الكاتب. وأشارت إلى أن الجائزة المادية ليست الأساس في التحدي، فالهدف بالنسبة إليها يكمن في أن يتحدى المرء نفسه، ويقوم بشيء جديد ويتعلم كيف يكون أفضل، منوهة بأن التحدي أسهم في تنمية فكرها، وكذلك في تنمية قدراتها في القراءة والكتابة، فالقراءة قد تكون بسيطة وتستغرق القليل من الوقت؛ ولكن أثرها يمتد إلى مدى الحياة، معتبرة أنه شرف لها أن تمثل وطنها؛ متمنية أن تكون خير ممثل للشباب الإماراتي، وصورةً مشرفةً للدولة.

عهد خالد محمد الأمين

الطالبة السودانية، عهد خالد محمد الأمين، في الصف السادس وعمرها 12 عاماً، شاركت في التحدي لأنها ترى فيه مشروعاً رائداً يحث الطلاب على القراءة، ولأنها تريد أن تنمي مواهبها. وأشارت إلى أنها اختارت العديد من الكتب من مجالات مختلفة، ومنها كتب الأدب، والدين، والكتب العلمية، والتاريخ وعلم النفس، والقصص، منوهة بأنها باتت قادرة على استيعاب هذه الكتب من خلال المواظبة على القراءة.

أما الوصول إلى التصفيات النهائية فهو بسبب الاندفاع لتقديم الأفضل، وكذلك بمساندة المشرفة وعائلتها التي شجعتها، لافتة إلى أنها لخصت الكتب التي قرأتها في يومين، بينما تعد القراءة من العادات اليومية في حياتها. أما أكثر كتاب أثر فيها فهو كتاب «لا تحزن» الذي يقدم الحياة المتقلبة المزاج، ويؤكد أنه لا يجب أن نحزن مهما حدث معنا.

عالي مزي

بدأت رحلة طالب البكالوريا المغربي عالي مزي (18 عاماً) مع القراءة منذ الصغر، فهو تربى في داخل أسرة تحث على طلب العلم، إلى جانب الجمعيات التي أسهمت في صقل شخصيته، فهو إلى جانب دراسته عضو مبادرة «فاعل خير» في طنطان، وعضو الجمعية الوطنية «هيروفاميلي». اختار مزي كتباً جديدة للتحدي، فعلى الرغم من كونه قارئاً قديماً إلا أنه أراد من خلال التحدي أن يحدث قطيعة مع الكتب التي قرأها في السابق.

وقال «أردت أن أخوض التحدي مع نفسي أيضاً، وقرأت خلال الفترة المحددة لنا 50 كتاباً جديداً، لذا أخذت مجموعة من الروايات ومجموعة من الكتب في الجوانب النفسية». ولفت إلى أنه منذ صغره يحلم بأن يصبح كاتباً، وكانت بدايته مع الكتابة في كتابة رسائل لأصدقائه، أو كتابة أبيات شعرية، مؤكداً استعداده للمنافسة وتصميمه على الفوز.

جودي عبدالله

كان تحدي القراءة العربي الأساس في توطيد علاقة الطالبة اللبنانية في الصف الثالث الثانوي جودي عبدالله (18 عاماً) بالكتاب، إذ أكدت أنها تحمست للفكرة كونها كان لها الكثير من القراءات السابقة، ووجدت في التحدي فرصة كي تشارك ما تعرفه مع الآخرين، موضحة أنها لم تكن تتوقع أن تصل إلى هذه المرحلة المتقدمة. وأشارت إلى أنها تتقاسم اليوم مع كل الموجودين في التصفيات متعة القراءة من خلال هذه المبادرة، منوهة بأنها اختارت الكتب بطريقة تعتمد على التنويع، فبعد أن كانت تقرأ في التنمية البشرية فقط، باتت اليوم تقرأ في الأدب والتاريخ وغيرهما من المجالات. ولفتت إلى أنه بعد التحدي باتت القراءة جزءاً من حياتها، منوهة بأن كتاب «بيكاسو وستاربوكس» لياسر حارب، من أجمل الكتب التي قرأتها، وأثر فيها كونه يتحدث عن المشكلات الاجتماعية التي نعيشها اليوم.

ياسمين سالمي

الطالبة التونسية، ياسمين بنت صلاح سالمي في الصف الثالث الثانوي (18 عاماً)، وجدت في التحدي فرصة لتحدي ذاتها قبل أن تتحدى الآخرين، لتقرأ 50 كتاباً ليست بالكتب السهلة أو العادية، خلال فترة وجيزة، مشيرة إلى أنها انتقلت إلى القراءات المنظمة والعميقة، فحاولت التنويع في اختياراتها كي تشمل الكتب الأدبية والتاريخية، فبدأت من الكتب التاريخية لتصل إلى الأدب المعاصر. ومن أكثر الكتب التي أثرت فيها، «اللجنة» لصنع الله إبراهيم، و«أزمة العقل المسلم» للدكتور عبدالحميد أحمد أبوسليمان، و«الخيميائي» لباولو كويلو.

وعبرت ياسمين عن فرحتها بملاقاة المثقفين في الوطن العربي، لاسيما أنهم من فئة الصغار والشباب، فالفوز الحقيقي في التحدي هو إدراك قيمة الأدب، وقيمة الثقافة الحقيقية، لاسيما أننا أمة اقرأ، فالمبادرة تحمل رؤية فلسفية تدرس مستقبل العرب، خصوصاً أن الدراسات تبين أن الشباب العربي يقرأ ربع صفحة من كتاب خلال عام، وقد ارتفعت النسبة إلى صفحة في العام.

مروان حمدي

بدأ الطالب المغربي، مروان حمدي، دراسة العلوم السياسية هذا العام، وقد شارك في التحدي لأنه يرى فيه تجربة لاختبار معرفته الثقافية والفكرية، خصوصاً أنه يعمل من خلال القراءة على تطوير ذاته، فكيف إن طلب منه قراءة 50 كتاباً في مدة زمنية وجيزة، وتحليلها والتمعن في رؤية محتواها.

وأشار حمدي إلى أنه اعتمد انتقاء الكتب التي كانت تعطيه إجابات عن بعض الأسئلة التي تراوده، وتنوعت الكتب بين الفلسفة والسياسة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا، بينما ساعده المشرف على اختيار العناوين التي قرأها. أما أهمية التحدي فوجدها تكمن في تقوية الأمة العربية على المستويين الفكري والثقافي، والتمكن لقيادة المستقبل، خصوصاً أن العالم معقد اليوم، وهناك حاجة ملحة إلى القراءة والمعرفة، مشدداً على أنه سعيد بوجوده في التصفيات، وعلى أتم الاستعداد للمنافسة.

ايدوم ولد شبيه ولد بيد

الطالب الموريتاني، ايدوم ولد شبيه ولد بيد (18 عاماً)، وجد في تحدي القراءة فرصة كي يقرأ بشمولية كبيرة، فكان يسعى إلى الكتب في المجالات المختلفة في الشعر والفنون الهندسية، والفنون الخاصة بالإضاءة. ووجد أن التحدي منحه الفرصة كي يقرأ أكثر ويعطيه من المعلومات ما يشبع ظمأه، خصوصاً أنه يحب القراءة منذ صغره. أما أكثر الكتب التي أثرت فيه، فهو كتاب «الأدب الصوفي»، بينما يستعد للتصفيات النهائية بثقة، ويرى أنه شرف عظيم أن يحمل مشعل ثقافة الأمة العربية، منوهاً بأن الجائزة تزيد من الشغف بالعلم والتعليم، إلى جانب القسم المخصص للأهل لأنهم يدعمون أولادهم. ونوه بأن كل من شارك في المسابقة فائز، فهو فائز كونه بات مثالاً لزملائه، وكذلك كونها تقوي المعرفة بأسرار لغة الضاد

المصدر: الإمارات اليوم