تقرير جدول الأعمال العالمي: البطالة وانخفاض الثقة بالسياسات الاقتصادية أبرز قضايا 2014

أخبار

حدد تقرير جدول الأعمال العالمي 2014 نحو 10 اتجاهات تحتل المرتبة الأولى في اهتمام قادة دول العالم خلال العام المقبل، حيث تصدرت قضيتا البطالة الهيكلية، واتساع فجوات الدخل وانخفاض الثقة في السياسات الاقتصادية، إضافة إلى الوضع المشحون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الاهتمامات.

وبحسب توقعات تقرير الأجندة العالمية التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، التي أُعلنت أمس، فإنه يرافق هذه الاتجاهات الاقتصادية قلق واسع يشمل التوتر المجتمعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتقاعس في إيجاد حل لمشكلة تغيّر المناخ وافتقار القيم في القياديين، مما يوضح مدى تعقيد وتشابك التحديات التي تواجه القادة في العام المقبل.

ووفقا للتقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه فإن هذه النتائج جاءت من خلال من دراسة مسحية خاصة شملت 1500 من شبكة خبراء مجالس الأجندة العالمية التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، والقيادات العالمية الشابة التابعة للمنتدى ومجتمعات صُناع المستقبل. وبالإضافة إلى توضيح الاتجاهات الناشئة للعام المقبل، تعمل الدراسة أيضا على توضيح نقاط الوصل ما بين هذه الاتجاهات، وذلك بهدف مساعدة القادة وصناع السياسات للوصول إلى حلول فعالة، في الوقت الذي ينتظر أن تنطلق فيه قمتهم السادسة في العاصمة الإماراتية أبوظبي يوم الاثنين المقبل.

ووفقا للدراسة فإن الاتجاهات العشرة الأكثر أهمية لتقرير مجلس الأجندة العالمية لعام 2014 تتضمن التوتر المجتمعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: الحرب في سوريا، وعدم الاستقرار السياسي والبطالة في شمال أفريقيا.. واتساع فجوة الدخل: تشعب مشكلات الصحة والتعليم والتحرك الاجتماعي، في كل مناطق العالم.. والبطالة الهيكلية: قضية عالمية تتطلب حلا عالميا.

إضافة إلى تكثيف التهديدات الافتراضية – على شبكة الإنترنت – كتهديد الجيوش الإلكترونية والجهات الحكومية شبكة الإنترنت، والتقاعس في إيجاد حل لمشكلة تغير المناخ على الرغم من إمكانية ازدياد الظواهر المناخية البالغة الشدة، إلا أنه لم يتم التحرك لإيجاد حلول لمعالجة المشكلة، ونقصان الثقة في السياسات الاقتصادية: إن حجم التباطؤ العالمي ووتيرة الانتعاش تركا ندوبا عميقة، خاصة بين الشباب.

الاتجاه السابع يتضمن انعدام القيم في القياديين، مما أدى إلى أزمة شرعية في الحكومات وغيرها من المؤسسات.. والاتجاه الثامن يكمن في توسع الطبقة الوسطى في آسيا، وزيادة الأمل في تحقيق الرخاء، ولكن في ظل تحديات بيئية ونقص في الموارد.

وفقا لتقرير جدول الأعمال العالمي فإن الاتجاه التاسع يتمحور في ازدياد أهمية المدن الكبرى، حيث إن الشبكات الاجتماعية الأصلية هذه تستحوذ على المزيد من الأفراد، في حين يتضمن الاتجاه العاشر والأخير سرعة انتشار المعلومات المضللة على شبكة الإنترنت، حيث إن سرعة وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، والحجم الكبير للبيانات، يجعلان من الصعب على الناس أن تعرف صحة المعلومات.

وبين التقرير أنه بالإضافة لتصنيف الأوليات في سلم اهتمام قادة الدول لعام 2014، فإن التقرير يسلط الضوء أيضا على الاتجاهات الناشئة التي يعتقد الخبراء أنها ستنمو في الاثني عشر شهرا المقبلة، والتي تشمل الآثار المترتبة على استخراج الغاز الصخري، وفشل أو عدم كفاية المؤسسات الديمقراطية، وصعود شركات متعددة الجنسيات في الأسواق الناشئة، ودور العالم في تحسين العالم.

وقال كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي «إن تعقيد الاتجاهات التي ستشكل جدول الأعمال العالمي في عام 2014 وطبيعة تفاعلها يوضحان الحاجة الملحة للتعاون على المستوى العالمي. وإذا ما أردنا تخفيف قسوة آثارها وتوجيه فوائدها الإيجابية، فعلينا المسارعة إلى هذا النوع من التعاون العالمي».

من جهتها، قالت مارتينا جومير، مديرة أول شبكة المنتدى الاقتصادي العالمي لمجالس الأجندة «إن عام 2014 ليس عام التهاون، قد يكون الاقتصاد العالمي في طور التعافي من التباطؤ الاقتصادي العالمي، إلا أن هذه الدراسة المسحية تُظهر كمية وأهمية العمل المطلوب للعودة إلى أسس مستدامة اقتصاديا وسياسيا وبيئيا».

ويشير التقرير إلى كيفية اختلاف إدراك الاتجاهات العالمية باختلاف المناطق والفئات العمرية، فضلا عن بيانات من مشروع المواقف العالمية لمركز بيو للأبحاث، والتي تجري استطلاعات رأي حول القضايا والمواقف والاتجاهات التي تعمل صياغة العالم.

أبوظبي: «الشرق الأوسط»