حزب المخلوع يدعو أنصاره لحمل السلاح ويصف الحوثيين ب«تجار الحروب»

أخبار

تشهد صنعاء أجواء مشحونة بالتوتر المشوب بالترقب لتداعيات التصعيد الأخير بين طرفي التحالف الانقلابي على الشرعية، وسط تصاعد احتمالات انهيار اتفاق هش للتهدئة، أعقب أحدث مواجهات مسلحة بين الطرفين في مواقع عدة بجنوب صنعاء، أسفرت عن سقوط 15 قتيلاً، واستيلاء قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس المخلوع على سبع عربات مسلحة تابعة للحوثيين، ووصف حزب صالح ما جرى بأنه انقلاب على الشراكة، واتهم الحوثيين بانهم تجار حرب، ودعا أنصاره إلى حمل السلاح لتخليص اليمن من شرورهم. 

وفرض ما وصف بالموقف الانبطاحي للمخلوع على صالح الداعي إلى التهدئة، حالة من السخط والإحباط في أوساط قيادات وأنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الذين اتجه العديد منهم إلى تدشين تحركات منفردة من قبيل إطلاق دعوات علنية لحمل السلاح في مواجهة الحوثيين.

وطالب القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام «كامل الخولاني» المنتمين للحزب إلى حمل السلاح ومواجهة الحوثيين. وخاطب الخولاني قواعد الحزب في منشور له بصفحته على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» قائلاً «كل واحد يأخذ بندقه.. كل من معه كرامة وشرف سيأخذ بندقه، هي عيشه فوق الدنيا يا يعيشها بعز يا يموتها بكرامة»، معتبراً انه ليس بعد اقتحام الحوثيين لجامع الصالح الأربعاء، إلا الترحيل إلى قم إيران، وقال إن «الحوثيين يستعجلون نهايتهم، والبندقية سترجعهم إلى الكهف».

كما هاجم المحامي الخاص للرئيس المخلوع «محمد المسوري» الحوثيين، مطالباً، في منشور مماثل له رصدته «الخليج»، أنصار حزب المؤتمر بالتعامل مع الحوثيين باعتبارهم أعداء لا شركاء.

وأكدت مصادر مقربة من الرئيس المخلوع في تصريحات ل«الخليج»، أن الأخير طلب من وجاهات قبلية موالية له في مناطق محيط صنعاء الاستعداد لمواجهة أي تصعيد قادم من قبل الحوثيين، مشيرة إلى أن صالح أعرب عن ثقته بأن اتفاق التهدئة الذي توصلت إليه لجنة وساطة لوقف التصعيد المسلح الأخير لن يصمد طويلاً، وأن الصدام مع الحوثيين أصبح حتمياً. وأشارت المصادر إلى أن المخلوع وجه قيادات قوات الحرس الجمهوري الموالي له، والمتمركزة في مديرية سنحان، مسقط رأسه، برفع مستوى التأهب، تحسباً لتصعيد وشيك من قبل الحوثيين.

وأتهم حزب المؤتمر الشعبي التابع للمخلوع صالح، حليفه في الانقلاب على الشرعية، جماعة الحوثي، بالانتشار حول مساكن وممتلكات خاصة بأفراد من عائلة صالح رئيس الحزب، وقيادات من المؤتمر، وعلى عدد من مقار المؤتمر وحلفائه، فارضين حصاراً مسلحاً ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات وتبادل إطلاق للنار، وسقوط عدد من القتلى والجرحى. وأكد بيان المؤتمر «دعمه، وتمسكه بحقه وحق كل الشخصيات الطبيعية والاعتبارية في الدفاع عن ممتلكاتهم الخاصة من أي عدوان»، منوها بأن «المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه استمروا في التغاضي عن كل الاقتحامات والتصرفات التي يرتكبها الحوثيون ضد مؤسسات الدولة».

وكانت الاشتباكات تجددت بين ميليشيات الحوثي وقوات صالح، بعد ساعات من الهدوء الأربعاء، في الحي السياسي والمناطق المجاورة وسط صنعاء، حيث المربع السكني لمنزل المخلوع وعائلته، وفق ما أفاد سكان محليون.

وفي السياق، ذكرت مصادر مقربة من طرفي الانقلاب أن الوساطة أخفقت في نزع فتيل التوتر، في ظل استمرار ميليشيات الحوثي في فرض الحصار والتحشيد المتواصل في المربع السكني لمنازل صالح وعائلته في منطقة حدة، والحي السياسي، وشارع الجزائر. وأشارت المصادر إلى أن لجنة الوساطة تحاول التواصل مع القيادات في طرفي الانقلاب بعد فشلها في احتواء التوتر الميداني.

ودعت منشورات وزعها مساء الأربعاء، قياديون في حزب صالح كل كوادر وأعضاء وأنصار الحزب، كل في قريته ومنطقته، إلى حمل السلاح والاستعداد لمواجهات مع جماعة الحوثيين، لتخليص البلد من شرورهم ومشروعهم.ووصف حزب صالح الحوثيين بأنهم مرتزقة، وتجار حروب.

يذكر أن هذه هي المرة الثالثة التي تندلع فيها اشتباكات مسلحة بين طرفي الانقلاب في العاصمة صنعاء، في ظل وصول تحالفهم إلى «طريق مسدود».

مهاجمة منزل العميد طارق صالح

هاجم مسلحون حوثيون، عصر أمس، الحراسات الخاصة بمنزل العميد طارق محمد صالح، ابن أخ المخلوع صالح، في صنعاء، ما أدى إلى مقتل ثلاثة وجرح ثلاثة آخرين من حراسه، تزامناً مع فرض حصار على منطقة سكن وزير خارجية الحكومة الانقلابية، المهندس هشام شرف عبد الله، واعتقال عدد من أفراد حراسته ومصادرة أسلحتهم الشخصية.

المصدر: الخليج