حمدان بن محمـد: مشاريع الغد ننفذها اليوم ونعمل من أجل مستقبل أفضل للإنسانية

أخبار

قال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي: «كان لنا السبق بتشغيل أول مترو بدون سائق في المنطقة، وبعد ما حققه من نجاح ضمن منظومة النقل الجماعي، يسعدنا أن تنطلق أول رحلة تجريبية للتاكسي الطائر» واصفاً سموه الحدث بأنه «إنجاز جديد سيكون له أثره العميق في تغيير مفاهيم انتقال الأفراد، لتكون دولتنا دائماً في مقدمة الدول صاحبة التأثير الإيجابي على المستويين الإقليمي والعالمي، ومشاريع الغد ننفذها اليوم من أجل مستقبل أفضل لشعبنا ومنطقتنا والإنسانية على وجه العموم».

التنقل الذكي

أشار المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات مطر الطاير، إلى أن تشغيل التاكسي الجوي ذاتي القيادة يأتي تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتحويل دبي إلى المدينة الأذكى عالمياً، كما يأتي في إطار جهود هيئة الطرق والمواصلات لتوفير مواصلات ذاتية القيادة.

التشغيل التجريبي

قال المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات مطر الطاير، إن التشغيل التجريبي للمركبة ومتابعة إصدار التشريعات اللازمة لتشغيل هذا النوع من المركبات، قد يستغرقان قرابة خمس سنوات يتم خلالها الوقوف على كل الجوانب المتعلقة بعملية التشغيل، والتحقق من استيفاء كل جوانب الأمن والسلامة.

وأكد سموه أهمية مواكبة التطور العالمي في مجال التكنولوجيا المتطورة وتطبيقاتها المختلفة، والعمل على الاستفادة منها في رفع كفاءة وجودة الخدمات المُقدّمة للجمهور في القطاعات كافة، مع تشجيع الإبداع الذي يمثل الجسر الأهم في العبور إلى المستقبل بمشاريع ومبادرات تسهم في ترسيخ دعائم رفعة دولة الإمارات، وتشارك بصورة إيجابية في رسم ملامح الغد.

ونوّه سموه بأهمية قطاع النقل والمواصلات الذي يمثِّل إحدى ركائز عملية التنمية، ويُعدُّ من أهم المقاييس التي تعكس مدى تقدّم المجتمعات وتحضرها، مُشيداً بالتطور الكبير الذي شهده هذا القطاع الحيوي عبر سلسلة من المشاريع ذات الطابع المستقبلي بأرقى المواصفات العالمية والمراعية في الوقت ذاته للبُعد البيئي الذي يشكّل أولوية مهمة، تعزيزاً لريادة الإمارات كنموذج تنموي يرتكز على فكر متطور يضع راحة الناس وسعادتهم وسلامة البيئة والحفاظ عليها في مقدمة الأولويات.

جاء ذلك بمناسبة انطلاق أول رحلة تجريبية للتاكسي الجوي ذاتي القيادة، بحضور سموه، يرافقه سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، ووزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، محمد عبدالله القرقاوي، ووزير الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، سلطان بن سعيد المنصوري، حيث شاهد سموه ومرافقوه انطلاق التاكسي القادر على نقل شخصين من شركة (فولوكوبتر VOLOCOPTER) الألمانية المتخصصة في صناعة هذه النوعية الحديثة من المركبات الجوية.

وكان في استقبال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ومرافقيه لدى وصولهم إلى موقع إطلاق التجربة بالقرب من حديقة شاطئ جميرا، المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات، مطر الطاير، والمدير التنفيذي لشركة (فولوكوبتر)، فولوريان رويتر.

واستمع سموه لشرح عن مواصفات التاكسي الجوي ذاتي القيادة الذي يعمل بالطاقة الكهربائية، ويمتاز بمواصفات أمان عالية، وذلك من خلال التصميم الذي يحوي 18 محركاً، تضمن للتاكسي الطيران والهبوط الآمن في حال تعطل أي محرك، كما يمتاز بخاصية الطيران الآلي والذاتي القيادة، ما يتيح نقل الأشخاص من موقع إلى آخر دون الحاجة للتدخل البشري، أو الحاجة للحصول على رخصة طيران.

وتضمّن الشرح معلومات عن تكامل التاكسي الجوي ذاتي القيادة مع وسائل النقل الجماعي التي تشمل مترو وترام دبي وحافلات المواصلات العامة ووسائل النقل البحري ومركبات الأجرة، وكذلك خطوات الحصول على خدمة التاكسي الجوي، التي تتم عبر استخدام التطبيق الذكي المتكامل للتنقل في إمارة دبي، والذي تصل من خلاله للمتعامل رسالة بتفاصيل الرحلة ومرجع الحجز، ويمكن للمتعامل متابعة مسار التاكسي الجوي، وعند وصوله للموقع يقوم المتعامل بإدخال رقم مرجع الحجز عبر الشاشة التفاعلية في التاكسي، بعد ذلك تبدأ رحلة التاكسي الجوي للوجهة المطلوبة المزودة بمنصة هبوط خاصة بالتاكسي الجوي.

وأوضح الطاير أن التاكسي الجوي ذاتي القيادة ينفرد بمميزات عدة، أهمها تجهيزه بأعلى معايير الأمن والسلامة، ووجود تجهيزات احتياطية متعددة في جميع الأجزاء الرئيسة، مثل المحركات، ومصادر الطاقة، والأجهزة الإلكترونية، وأجهزة التحكم في الطيران، وكذلك وجود مظلة هبوط للمركبة مكتملة التجهيزات للاستخدام في الحالات الطارئة، إضافة إلى وجود تسع بطاريات مستقلة، ونظام التوصيل المباشر لتغيير البطاريات بسرعة، ويمكن شحن البطاريات في غضون ساعتين، كما يتميز التاكسي الجوي بفخامة التصميم من الداخل، ومقاعد مصنوعة من الجلد تتسع لشخصين.

وقال إن التاكسي الجوي يتمتع بمواصفات تجعله صديقاً للبيئة؛ حيث يعمل بالطاقة الكهربائية النظيفة، وكذلك انخفاض نسبة الضجيج لأقل مستوى، وطول مدة الطيران التي تصل لقرابة 30 دقيقة، بسرعة تراوح بين 50 كيلومتراً و100 كيلومتر في الساعة، ويبلغ ارتفاع التاكسي الجوي قرابة مترين، فيما يبلغ قطر الإطار الدائري للتاكسي الجوي شاملاً المحركات قرابة سبعة أمتار.

واستعرض الطاير المتطلبات التشغيلية للتاكسي الجوي خلال السنوات الخمس المقبلة، التي سيتم إنجازها بالتنسيق والتعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات، وهيئة دبي للطيران المدني، وتشمل تحديد القوانين والسياسات المتعلقة بتشغيل التاكسي الجوي، وتحديد المسارات والممرات الجوية، وتصميم نقاط الإقلاع والهبوط وتحديد مواقعها، وتحديد معايير ومواصفات المشغلين الرسميين لهذه الخدمة في إمارة دبي، وكذلك تحديد المهام والمسؤوليات للجهات المشتركة في تقديم هذه الخدمة في الإمارة، وتحديد مواصفات ومعايير الأمن والسلامة للتاكسي الجوي.

بعد ذلك قام سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بالضغط على زر التشغيل، إيذاناً بانطلاق أول رحلة للتاكسي الجوي ذاتي القيادة، وشاهد سموه التاكسي الجوي في سماء دبي، كما تابع سموه عبر الشاشات الصورة الجوية التي يبثها التاكسي خلال رحلته، وكذلك الآلية التي تتابع من خلالها هيئة الطرق والمواصلات رحلة التاكسي الجوي، بعدها التقطت لسموه صورة تذكارية مع فريق العمل من الهيئة وشركة «فولوكوبتر».

وعيّنت هيئة الطرق والمواصلات شركة «JDA» الأميركية المتخصصة في سلامة المركبات الجوية لضمان سلامة المركبة الجوية، والإشراف على الاستعدادات المتعلقة بالرحلة التجريبية الأولى.

المصدر: الإمارات اليوم