حمد بن جاسم ساومني بحريتي مقابل اتهام السعودية بتدبير انقلاب 1996

أخبار

أكد السعودي وبران آل كليب الذي اعتقلته قطر بعد عام من أحداث انقلاب عام 1996، أن ما نسبته إليه السلطات القطرية كان ملفقاً، وأنه لم يكن هناك أي سبب قانوني أو منطقي لاعتقاله وسجنه 12 عاماً، مؤكداً في الوقت نفسه أن المحاكمات في قطر مسيسة تماماً ولا توجد بها عدالة.

وأوضح في حوار مطول أجرته معه «الاتحاد» أنه بعد عام كامل من أحداث الانقلاب الثاني، قام بزيارة قطر أكثر من مرة، مشيراً إلى أنه لو كان فعلاً مذنباً أو لديه أدنى شك لما دخل دولة قطر نهائياً. وقال إنه عند آخر زيارة له لقطر كان بمعية شابين سعوديين من أصدقائه وتم اعتقاله ووجهت له تهمة مساعدة مجموعة من أعضاء الانقلاب على الدخول، وهو لم يفعل ذلك بتاتاً وليس له علاقة من قريب أو بعيد بأحداث الانقلاب، وكان دخوله قطر عن طريق المنفذ بشكل رسمي، وكان يحمل جميع أوراقه الثبوتية من جواز سفر ساري المفعول وهويته الشخصية ولم يكن يعلم أنه من ضمن المطلوبين. وأشار إلى أنه تعرض للمساومة والابتزاز من قبل وزير الخارجية آنذاك حمد بن جاسم بن جبر، الذي طلب منه ومن أربعة متهمين الاعتراف بضلوع دول عدة في القضية، وقد طلب مني الظهور على شاشة التلفزيون واتهام السعودية بدعم الانقلاب مقابل إغلاق ملف القضية وتوفير الحماية له، مشيراً إلى أنه تعرض لكل أنواع التعذيب خلال التحقيق معه. وأشار إلى أن حمد بن جاسم شهد في المحاكمة أن دولة الإمارات ليس لها دور في هذا الانقلاب.

ولقد كان هذا الحوار :

في البداية، هل يمكن أن تخبرنا كيف بدأت قصة إلقاء القبض عليك وتوجيه الاتهام إليك في محاولة الانقلاب في عام 1996؟

إلقاء القبض كان في منفذ أبو سمرة القطري، وكنت متجهاً إلى الدوحة وكان ذلك في أواخر 1996.

ما هو السبب وراء اعتقالك، وما التهم التي وجهت إليك؟

لم يكن هناك سبب قانوني أو منطقي، لكن النظام القطري كان بحاجة لإلصاق تهمة التآمر عليه لبعض الدول، فكان لا بد لذلك الاتهام الباطل من ضحايا.

هل كانت طريقة إلقاء القبض عادية، بحيث تمت مراعاة حقوقك الإنسانية والقانونية؟

كانت طريقة القبض أشبه بالاختطاف حتى أنهم لم يجيبوا عن تساؤلي عن سبب اعتقالي.

ماذا كنت تفعل في الدوحة في ذلك الوقت؟

الدوحة كانت أقرب مدينة لمنفذ سلوى الذي كنت أعمل فيه، وكان ذهابي لها إما لزيارة صديق أو للتسوق أو قضاء وقت فراغ.

ما هي التهم التي تم توجيهها إليك؟

كانت أكثر من خمس تهم، منها محاولة تغيير نظام الحكم، ومحاولة عزل الأمير، والتخابر مع دولة أجنبية، وحمل السلاح ضد دولة قطر، وكانت موجهة لنا كمجموعة.

هل كنت متأكداً من خروجك براءة من هذه القضية؟ ولماذا؟

كنت متأكداً من براءتي، لكن لم أكن واثقاً من نزاهة القضاء وعزز هذه القناعة كلام المحامي، حيث أكد لي أن المحكمة لا تملك ضدي دليلاً ولا حتى قرينة، لكنها لن تمنحك البراءة ما دامت علاقة البلدين متوترة، وهذا ما حصل بالفعل.

هل كان التحقيق معك في النيابة عادياً أم شعرت أنه كان موجهاً؟

التحقيق كان في المخابرات، وكان عشوائياً، وكأنهم لا يعلمون عن ماذا يسألون.. وكان أغلب الوقت ممارسة التعذيب دون استجواب..

كم كان عدد المتهمين معك في هذه القضية؟ وما هي جنسياتهم؟

العدد تقريباً 140 والجنسيات فيها المصري والفلسطيني والتنزاني والسريلانكي.

هل دارت أحاديث بينك وبين أي من المتهمين خلال فترة التحقيق؟

لا أثناء التحقيق كنت في حبس انفرادي واعتقالي تم بعد سنة من اعتقالهم وخلال السنة سافرت للدوحة أكثر من عشرين مرة.

هل كنت على صلة بأي منهم قبل أن يتم إلقاء القبض عليك؟

كنت على معرفه باثنين منهم معرفة رسمية من خلال عملي في منفذ سلوى.

هل كانت المحاكمات عادلة والقضاء طبيعياً في محاكمته لك؟

أبداً لم يكن عادلاً، وكان مسيساً وبعيداً كل البعد عن النزاهة.

كيف كان تعامل القاضي معك أثناء المحاكمة، وهل توافرت لك فرصة الدفاع الكافية؟

القضاة كانوا مجرد مأمورين ينفذون ما يملى عليهم.. وقد رفضوا توكيل محامٍ سعودي، فتم توكيل محامٍ قطري بوساطة السفارة السعودية

هل توقعت الإدانة في القضية وكيف كان وقع صدور الحكم بالإعدام عليك؟

من خلال مجريات سير المحاكمة كان واضحاً أن الأحكام ستكون مسيسة وبالتالي كنت متوقعاً الإدانة أما حكم الإعدام فكان بمثابة الصدمة للجميع، وقد استنكرته منظمة حقوق الإنسان الدولية بعد صدوره بساعات، وهذا ما كان يسعى له النظام القطري المهووس بكل ما يلفت الانتباه.

هل تعرضت لأي محاولات للابتزاز أو الضغط للاعتراف بما لم تفعله؟

نعم تعرضت للمساومة والابتزاز من قبل وزير الخارجية آنذاك حمد بن جاسم بن جبر الذي طلب مني ومن أربعة متهمين الاعتراف بضلوع دول عدة في القضية، وقد طلب مني الظهور على شاشة التلفزيون واتهام السعودية بدعم الانقلاب مقابل إغلاق ملف القضية وتوفير الحماية لي، وعندما طلبت منه ما يثبت هذا الاتهام فكان رده (والله ما بينفعونك).

هل تعرضت لأي نوع من أنواع التعذيب خلال فترة المحاكمة؟

شتى أنواع التعذيب تعرضت له خلال فترة التحقيق في سجن المخابرات التي تجاوزت السنة.

ما هي الأدلة التي تم الاستناد عليها في هذه القضية، والتي على أساسها صدر الحكم في حقك؟

لم يكن هناك دليل واحد إلا ما أملي علي من كلام تحت التعذيب وأغلبه كتب دون أن أقوله أو حتى أسمعه، ورغم أن الطب الشرعي أثبت تعرضي للتعذيب إلا أن المحكمة لم تنظر له ولا لجميع أدلة البراءة.

هل التقيت أياً من كبار المسؤولين في الحكومة القطرية خلال المحاكمة أو السجن؟

نعم التقيت وزير الخارجية، كما أسلفت في المخابرات، وأيضاً في المحكمة عندما حضر كشاهد، وكذلك رئيس الوزراء عبدالله بن خليفة أيضاً كشاهد، وقد كانت شهادته بمثابة تبرئة لجميع الدول التي تم التلميح إعلامياً لضلوعها في القضية.

كيف كان الوضع العام في السجن؟

كان يغلب عليه مصارعة الظلم والصبر والاحتساب

كيف كانت أيامك في السجن طوال السنوات الـ 12 عاماً، وهل توقعت الخروج من السجن؟

كانت قاسية بسبب الظلم وصعبة بسبب الانتظار، وكنت أتوقع الخروج في أي لحظة، معتمداً على الله، ثم ثقتي في ولاة الأمر، وهذا ما حصل بالفعل فقد ثم ذلك، بفضل الله، ثم جهود الأمير نايف رحمة الله رحمة واسعة.

هل كانت لكم جلسات وحوارات مع المتهمين خلال فترة السجن؟

نعم بعد انتهاء دور المحكمة قضينا فترة السجن مع بعض، واتضح لي كل ما يتعلق بالقضية، وتبين أن اتهام النظام القطري لبعض الدول كان اتهاماً باطلاً، والهدف منه التغطية على الفشل الأمني كون أغلب اجتماعات المتهمين أثناء التخطيط كانت تتم في الدوحة، وخوفاً من تكرار المحاولة تم الترويج لنظرية المؤامرة.

كيف كانت علاقتك بالمتهم الأول حمد بن جاسم بن حمد والذي اعترف بضلوعه في محاولة الانقلاب؟

علاقتي به بدأت عن ما أمرت المحكمة بإلغاء حبسه الانفرادي والسماح له بالاختلاط ببقية المتهمين لكن إدارة السجن رفضت الأمر وأبلغته بأنه يسمح لمتهم واحد، فطلب أن أكون معه وقضينا سنة وشهرين في عزلة عن المتهمين كانت كفيلة بمعرفة الكثير من الأسرار التي تحدث خلف كواليس الحكم البوليسي.

هل كان معاك أفراد من الأسرة الحاكمة القطرية في السجن، حيث تقضي فترة الحكم؟

نعم كانوا موجودين، لكن لا يسمح لنا بمواجهة بعض.

المصدر: الاتحاد