خطّة «القوة الحدودية» تُغضب دمشق وأنقرة وموسكو

أخبار

انتقدت دمشق بشدة إعلان الولايات المتحدة الأميركية عزمها تشكيل قوة أمنية حدودية في شرق سوريا، محذّرة من أن كل مواطن سيشارك فيها سيعد «خائناً»، ومهددة بأن «الجيش السوري أكثر عزيمة على إنهاء الوجود الأميركي في البلاد»، فيما حذّرت موسكو من أن هذه الخطة قد تؤدي إلى تقسيم سوريا، وهي خطوة هددت أنقرة «بوأدها قبل أن تولد».

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إن «سوريا تعتبر كل مواطن سوري يشارك في هذه الميليشيات برعاية أميركية خائناً للشعب والوطن وستتعامل معه على هذا الأساس».

واعتبرت الخارجية وفق المصدر ذاته، أن الإعلان الأميركي تشكيل «ميليشيا مسلّحة» في شمال شرق سوريا «يمثل اعتداء صارخاً على سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي». ودعت «المجتمع الدولي إلى إدانة الخطوة الأميركية». ونقل التلفزيون السوري عن مصدر بوزارة الخارجية قوله إن الجيش أكثر عزيمة وصلابة على إنهاء أي شكل للوجود الأميركي في البلاد «وأدواته وعملائه».

رد فعل

ويأتي الموقف السوري غداة إعلان التحالف الدولي أنه يعمل على تشكيل قوة أمنية حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شرق سوريا، بعد تراجع حدة المعارك ضد «داعش».

وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل ريان ديلون لفرانس برس الأحد، إنه مع تراجع حدة الهجوم على تنظيم داعش، بدأ التحالف مع حلفائه في قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية، بتركيز الاهتمام على حماية الحدود.

وأوضح التحالف أمس في رسالة عبر الإنترنت أنه سيتم العمل على تشكيل هذه القوة تباعاً خلال «السنوات القليلة المقبلة»، على أن يكون نصف عديدها من المقاتلين في قوات سوريا الديمقراطية والنصف الآخر من مقاتلين جدد سيتم تجنيدهم.

وبحسب التحالف، «ستتمركز قوة الأمن الحدودية على طول حدود المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لتشمل أجزاء من وادي نهر الفرات والحدود الدولية في شرق وشمال المناطق المحررة» من هذه القوات.

غضب تركي

وردت تركيا بحدة على الخطة الأميركية، معتبرة أنها «تعطي شرعية لمنظمة إرهابية». وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، إن الولايات المتحدة تحاول تشكيل «جيش ترويع» على الحدود الجنوبية لتركيا بتدريب قوة حدودية سورية تتضمن مقاتلين من الأكراد، وتوعّد بسحق القوة قبل أن تولد.

وقال في خطاب بأنقرة «تصر دولة نصفها بأنها حليف على تشكيل جيش ترويع على حدودنا… ماذا يمكن لجيش الترويع هذا أن يستهدف عدا تركيا؟». وأضاف «مهمتنا خنقه قبل أن يولد». وأضاف «هذا ما لدينا لنقوله لكل حلفائنا: لا تتدخلوا بيننا وبين التنظيمات الإرهابية وإلا فلن نكون مسؤولين عن العواقب غير المرغوب فيها».

وتابع قائلاً «إما أن تنزعوا أعلامكم المرفوعة على هذه التنظيمات الإرهابية أو سنضطر لتسليم هذه الأعلام إليكم… ستستمر عملياتنا حتى لا يبقى إرهابي واحد على حدودنا، ناهيك عن 30 ألفاً منهم». وقال أيضاً إن القوات المسلّحة التركية أكملت استعداداتها لعملية في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد بشمال غرب سوريا وبلدة منبج.

تحذير روسي

في موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، إن إقامة منطقة يسيطر عليها مقاتلون تدعمهم الولايات المتحدة في سوريا قد يؤدي إلى تقسيم البلاد. وأعرب لافروف عن أمله في تمثيل شامل لجميع الفصائل من سوريا خلال انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري المرتقب في مدينة سوتشي الروسية يومي 29 و30 يناير الجاري.

وقال لافروف إنه من المقرر «أن ينسق المؤتمر مصالح جميع الأطراف السورية ومصالح جميع الأطراف الأجنبية التي لديها تأثير على الوضع». وأكد أنه بالطبع لا بد من حساب الأكراد السوريين ضمن المشاركين، وقال: «الأكراد يعدون جزءاً من الأمة السورية».

المصدر: البيان