دور سينما وأوبرا قريباً في السعودية

أخبار

منذ تأسيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية قبل بضعة أشهر، وهي تحقق الحضور والزخم الكبير في أنشطتها، ويقابله أيضا حراك جماهيري مؤيد في مجمله، الأمر الذي يعكسه انجذاب السعوديين والسعوديات لتلك المشاريع والأنشطة.

وحملت الأوامر الملكية التي أُعلنت قبل عام مع إعلان «رؤية السعودية 2030» وجاء منها إنشاء هيئتين: للترفيه والثقافة، والمجتمع يرى مواكبة ذلك الحراك للرؤية بكثير من البرامج التي أعلنتها هيئة الترفيه، منذ تحقيق باكورة تلك الروزنامة الفاعلة في أوائل شهر فبراير (شباط) الماضي، وكان معها عودة للحفلات الغنائية في السعودية بعد أن غابت عن البلاد منذ أكثر من ثلاثة عشر عاما.

وتظل المطالبة بعودة السينما إلى السعودية التي كانت موجودة في بعض الأندية والمقرات الثقافية في السبعينات الميلادية، من أكبر العناوين التي تطالب بها أطياف من المجتمع السعودي، وكانت في أزمن ماضية قريبة مثار الحديث بصعوبة قيام تلك الصناعة، رغم وجود حواضنها المهيأة والأيدي السعودية العاملة على تحقيقها من جيل الشباب.

ويبدو للسعوديين أنهم على مقربة من تحقيق ذلك في ظل المناخ العام الذي وفرته رؤية البلاد الاستراتيجية، التي تحوّل الحديث فيها عن الترفيه إلى الحاجة بعد أن كانت النظرة الغالبة له تراه في بحر الترف، حيث كانت عناوين الرؤية تشير إلى إحداث نقلة نوعية وشاملة في كل مفاصل الحياة السعودية، خاصة على صعيد المجالات الاقتصادية، والاجتماعية.

أشعة شمس التحقيق لتلك الصناعة، جاءت في حديث، أحمد الخطيب، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه بالسعودية، الذي قال إن دور السينما ليست على جدول الأعمال على الأمد القصير لكن «سيصبح لها وجود في السعودية في النهاية»، مشيرا في حديث لوكالة رويترز إلى أنهم سيحققون ذلك لعلمهم بالكيفية لكن دون تحديد موعد زمني، مقللا من مسألة أي اعتراض كون الأغلبية السعودية معتدلة.

وأشار الخطيب إلى العوائد التي تحققت في برامج الترفيه منذ بداية العمل على تكوينها، حيث أوضح أن بداية العمل مشجعة، بالنظر إلى كمّ التذاكر المبيعة لتلك البرامج، مبررا: «ذلك طبيعي نظرا للتركيبة السكانية الشبابية في السعودية»، مضيفا أن تلك الأنشطة وفّرت 20 ألف فرصة عمل حتى الآن، بعد سبعة أشهر فقط، وأنها قد تتجاوز الأهداف التي تحددت في رؤية 2030، متوقعا أن تزيد حصة إنفاق السعوديين على الترفيه إلى ثلاثة أمثالها لتصل إلى ثمانية أو تسعة في المائة ما خطط له في الرؤية.

تحوّل كبير على صعيد العمل على ما يكون حراكا اجتماعيا للمجتمع السعودي، بعد إعلان إنشاء هيئة الترفيه، وما سيكون في الأيام المقبلة بالتنظيم الخاص بهيئة الثقافة، بعد إعلان إنشائها.

وقال سلطان البازعي، رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون، إنه منذ أن بدأت رؤية 2030 وهي تبشّر بتحول كبير وتعطي الثقافة والفنون مكانتها الطبيعية في المجتمع والحراك التنموي، وهي عناوين واضحة ومباشرة حملتها تلك الرؤية.

وأضاف البازعي خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن الجناح الأكثر أهمية هو قيام هيئة الثقافة وستقوم بدورها، مؤملا أن تكون بذات القوة التي بدأت بها هيئة الترفيه بحيث تعطي التمكين الكافي، مشيرا إلى أن التكامل بين الهيئتين سيحقق العائد الأكبر للمجتمع، ويعزز ذلك التكامل بما تقدمه البرامج، حيث إن أعمال الترفيه فيها الكثير من الجرعات الثقافية من حيث وجود أماكن تقدم فيها رسائلها، وكذلك مشاريع الثقافة التي ستحمل مشاريع ثقافية بروافد شتى.

وتعد الهيئتان مكملتين لأدوار بعضهما، وكلتاهما جاذبة لتحقيق السعادة المجتمعية وما تعطيه من مؤشرات، من خلال بعض البرامج التي ترفع الجاذبية وتحقق السعادة للسعوديين وغيرهم، وكان لافتا عبر إحدى مبادرات وزارة الثقافة والإعلام بإنشاء المجمع الملكي للفنون، الذي من المقرر أن تحتضنه مدينة جدة (غرب السعودية) من أجل تعزيز الثقافة والفنون في عموم البلاد.

وفي ذلك السياق، كان آخر ما حملته تلك المبادرات السعودية، مع خطط البلاد في العهد الجديد، لخلق حوافز وتهيئة البيئة الاستثمارية المناسبة؛ لقيام صناعة ترفيهية ناجحة، ما حمله إعلان الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد وزير الدفاع، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، أوائل الشهر الجاري، عن إنشاء أكبر مدينة ترفيهية في العالم في الأعوام المقبلة، الذي يحمل جوانب عدة في تحقيق طموح القيادة السعودية، ويلبي الرغبة المجتمعية السعودية، في تعزيز الترفيه.

وسيجعل المشروع المتعدد الجوانب على مساحته التي تتجاوز الـ300 كيلومتر مربع، في مرافقه الواسعة من منتجعات ومناطق وألعاب ترفيهية، السعودية في صدارة مناطق الترفيه الأولى في العالم. سيجري وضع حجر أساس المشروع بداية العام المقبل، على أن تنتهي مرحلته الأولى في عام 2020. وجاء الإعلان عن المشروع المستهدف أنه يضم أربع مجموعات رئيسية هي: الترفيه، رياضة السيارات، الرياضة، الإسكان والضيافة.

المصدر: الشرق الأوسط