رشى الدوحة.. زوبعة في لندن

أخبار

نشرت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية، تقريراً خبرياً يتحدث عن دعوة نواب في البرلمان للجامعات البريطانية إلى التوقف عن قبول هدايا من بعض الأنظمة، أحدها النظام القطري، في أعقاب تحقيق نشرته الصحيفة عن الهدايا المقدمة للجامعات، في وقت تتوالى فضائح «تنظيم الحمَدين» في عواصم غربية بسبب الرشى التي يدفعها لغسل «سمعته» من الإرهاب وللظهور بمظهر الدولة «النزيهة».

وتنقل الصحيفة البريطانية دعوة خبراء إلى أن تخضع الجامعات للقوانين ذاتها التي تطبق على الأحزاب السياسية لمنع سعي قوى خارجية «لشراء» نفوذ في قلب مؤسسات التعليم العالي البريطانية.

وتضيف الصحيفة أن تبرعاً بقيمة 3 ملايين جنيه استرليني قدم إلى جامعة أكسفورد من صندوق التنمية القطري لتمويل منحة دراسية تحمل اسم رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر في كلية سمرفيل التي درست فيها. وينقل التقرير عن السير برنارد انغهام، السكرتير الصحفي السابق للبارونة تاتشر قوله إنه أمر مثير للغضب أن يقبل تبرع من دولة «راعية للإرهاب».

وتقول الصحيفة إنها شخصت عشرات الحالات الأخرى التي قبلت فيها جامعات بريطانية مرموقة منحاً دراسية من أنظمة تتهم بصلتها بالإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان، من بينها منحة من سيف الإسلام القذافي أيام حكم والده معمر القذافي.

وقال روبرت هالفون عضو البرلمان السابق، ورئيس لجنة اختيار التعليم الجديد، إنه يتعين على كل جامعة «التفكير بعناية فائقة» حول مكان قبولها المال. وقال البروفيسور انطوني جليس مدير مركز الدراسات الأمنية والاستخباراتية بجامعة باكنجهام، إن الأموال التي تسعى إلى تشكيل الرأي العام يجب أن تكون ملزمة بنفس القواعد مثل التبرعات المقدمة إلى الأحزاب السياسية. وأضاف «من خلال التبرع لمؤسسات التعليم العالي، تستطيع دول عدة أن تملي جدول أعمال بحث، وتؤثر في الرأي العام بطريقة لا نسمح بها لأحزابنا السياسية». وأضاف «لا يمكن للمانحين الأجانب تشكيل النقاش فحسب، بل يمكنهم أيضاً التأثير في الطلاب والعقول الشابة القابلة للانطباع».

وقال البروفيسور جليس الذي كتب تقريراً عن تدريس الدراسات الإسلامية في الجامعات البريطانية: «يجب أن يكون لدى مؤسسات التعليم العالي أعلى القيم الأخلاقية الممكنة، ولا يجب بيعها لأعلى مقدم سعر». ورداً على تعليقاتهم، دعا اندرو بيرسي عضو البرلمان المحافظ والوزير السابق، إلى وضع قواعد اكثر صرامة بشأن التبرعات الأجنبية للجامعات. وقال «يجب أن يكون هناك نوع من الإشراف على ذلك»، مشيراً إلى أن هذه المؤسسات هي مؤسسات عامة، وتعليم شباب الغد، وعلينا أن نطبق قواعد صارمة جداً على التبرعات الأجنبية، خصوصاً بعدما أصبحت الجامعات البريطانية أرضاً خصبة للكراهية في السنوات الأخيرة.

وأضاف «يجب ألا يتلقوا تبرعات من الأشخاص الذين يسعون إلى التأثير في اتجاههم، أو أن يكونوا غير متفقين مع تعزيز التسامح وقيم الاحترام المتبادل والديمقراطية»، في إشارة إلى دولة قطر المتهمة برعاية الإرهاب من قبل أربع دول عربية، بحسب الصحيفة التي ختمت «المانحون الأجانب لا يستطيعون تشكيل النقاش فحسب، بل يمكنهم أيضا التأثير في الطلاب والعقول الشابة القابلة للانطباع».

المصدر: الخليج