سلمان يطالب بوقف تدخلات إيران في شؤون دول المنطقة

أخبار

عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس لقاء ثنائيا وصف بـ«التاريخي» في قصر الكرملين بالعاصمة موسكو. ورحب الرئيس الروسي في بداية اللقاء بخادم الحرمين الشريفين، مؤكداً أن العلاقات السعودية الروسية تشهد تطوراً ملحوظاً، وأن زيارة خادم الحرمين الشريفين ستعطي زخماً قوياً لتطوير العلاقات بين البلدين. ووصف الرئيس الروسي زيارة العاهل السعودي إلى روسيا بـ«الحدث البارز والمميز». وقال الرئيس الروسي – حسب ما نشرته وكالة «سبوتنيك» الروسية – إن الاتحاد السوفيتي كان أول دولة اعترفت بالسعودية عام 1926، مضيفًا «رغم أن تلك هي الزيارة الأولى من نوعها للملك السعودي إلى روسيا، إلا أن لدى البلدين تاريخا كبيرا للغاية»، متابعًا «نحن سعداء جدا باستقبالكم، يا صاحب الجلالة، وواثق بأن زيارتكم ستكون بمثابة دفعة جيدة لتطوير العلاقات بين البلدين».

وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، أن العاهل السعودي قال للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء الاجتماع إن «على إيران الكف عن التدخل في الشرق الأوسط». ونقلت الوكالة عن الملك سلمان تأكيده أن أمن واستقرار منطقة الخليج والشرق الأوسط ضرورة ملحة، وأضاف أن ذلك «يستوجب التزام إيران بالكف عن تدخلاتها في شؤون المنطقة وزعزعة الأمن والاستقرار فيها»، مؤكدا أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وفقا للمرجعيات.

وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب لقاء القمة، طالب العاهل السعودي بتكثيف الجهود المشتركة من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابع تمويله. وأشار إلى أن السعودية دعت إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، كما عملت على تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي يضم 41 دولة إسلامية، إضافة إلى تأسيس المركز العالمي للفكر المتطرف في الرياض.

وأشاد العاهل السعودي بعمق ومتانة العلاقات الروسية السعودية، وما تتسم به من توافق في القضايا الإقليمية والدولية، فضلا عن التنسيق المستمر في كل المجالات، وهو من شأنه تعزيز الأمن والازدهار في أوطاننا وخدمة الأمن والسلم الدوليين، مؤكدا حرصه بلاده على استمرار التعاون الإيجابي بين البلدين لتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية وخدمة النمو الاقتصادي العالمي.وأشار إلى أن هناك مجالا كبيرا للتعاون بين البلدين منها المجال الاقتصادي، فضلا عن إيجاد أرضية تجارية واستثمارية قادرة على استغلال الامتيازات للبلدين ودفع عجلة التبادل التجاري بمحاوره المختلفة. وعن القضية الفلسطينية، أكد الملك سلمان ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، مشددا على أن تكون مبادرة السلام العربية والشرعية الدولية هي المرجعية للوصول إلى سلام شامل وعادل، ما يكفل حق الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، مشيرا إلى أن الأمن والاستقرار بين الخليج والشرق الأوسط ضرورة قصوى لتحقيق الأمن والاستقرار العالمي ما يستوجب التزام إيران بالكف عن تدخلاتها في شؤون المنطقة وزعزعة الأمن والاستقرار فيها.

وقال سلمان «نؤكد أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وفقا للمبادرة الخليجية واللائحة التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن رقم 2216 وما يحفظ لليمن وحدته ويحقق أمنه واستقراره». وحول الأزمة السورية، أكد سلمان أن السعودية مطالبة بالعمل على إنهاء تلك الأزمة وفقا لقرارات جنيف (1-1) وقرار مجلس الأمن رقم 2254 وإيجاد حل سياسي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار وحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها. ودعا سلمان، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته فيما يخص أزمة مسلمي (الروهينجا) – الفارين من أعمال العنف في ميانمار – وإيجاد حل يحمي من العنف والانتهاكات التي تعرضوا لها ورفع المعاناة عنهم. وأضاف أن الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه وتوحيد جبهته الداخلية أمر مهم لمحاربة الإرهاب، ووجه الملك سلمان، الدعوة إلى الرئيس الروسي بوتين لزيارة السعودية لاستكمال المشاورات بين البلدين حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات.

المصدر: الاتحاد