قرقاش: علينا المضي من دون قطر

أخبار

استبعد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أي تسوية في الأفق للأزمة مع قطر، وتوقع شكلاً جديداً للعلاقات الخليجية يحل مكان العلاقات القديمة قائلاً «علينا المضي من دون قطر». وقال في تغريدات على حسابه في «تويتر» «الآن، بعد أن استغرقت أزمة قطر وقتاً طويلاً، من المهم أن ننظر إلى ما هو أبعد من الأزمة ونفكر فيها على أنها نوع من العلاقات الخليجية الجديدة تحل محل العلاقات القديمة»، وأضاف «بانتظار مراجعة قطر للسياسات السابقة، ستستمر الحالة الراهنة لفترة من الوقت. ستظهر علاقات إقليمية جديدة وتتعزز أخرى». وتابع قائلاً «الدول الأربع الداعية لمكافحة الرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) ستخرج من هذه الأزمة ممثلة للسياسات الأساسية لمواجهة التطرف والإرهاب والعمل من أجل الأمن والاستقرار العربي»، وأضاف «علينا أن المضي قدماً من دون قطر. نظام محافظ يرزح في مكان عفا عليه الزمن تماماً، يروج لسياسات وقيم لا ينتهجها».

جاء ذلك، في وقت أعربت فيه الحكومة المصرية عن الأسف من بعض المواقف الغربية التي تأبى أن تدرك مخاطر المواقف والتصرفات القطرية وتأثيرها السلبي على استقرار المنطقة، وأكدت أنه لن يكون هناك أي تهاون أو تفريط مع من تلوثت يداه بدماء المصريين. واستعرض وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ الفرنسي كريستيان كامبون الموقف المصري المتضرر من دعم قطر للإرهاب وتدخلها السلبي في زعزعة استقرار مصر منذ عام 1996 مع بداية احتضان قطر الفكر المتطرف لمحاولة لعب دور إقليمي، حيث زاد هذا التأثير السلبي مع اندلاع ثورات الربيع العربي وبزوغ ما يسمى بالإسلام السياسي ودعم الغرب لهذا التيار، مشيراً إلى رفض الشعب المصري للتيار المتطرف، وهو ما جعل الموقف القطري يتجه نحو دعم التنظيمات الإرهابية لزعزعة استقرار مصر ومحاولة الإضرار بالوحدة الوطنية للشعب المصري، لكن لم تنجح كل المحاولات لإثناء قطر عن هذا المنحى، فما كان إلا أن تحركت مصر مع شركائها للضغط على قطر لتصحيح مواقفها.

وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد، إلى أن شكري أبدى أسفه من بعض المواقف الغربية التي تأبى أن تدرك مخاطر المواقف والتصرفات القطرية وتأثيرها السلبي على استقرار المنطقة، مؤكداً أنه لا يوجد أي تهاون أو تفريط مع من تلوثت يداه بدماء المصريين. واتفق النائب الفرنسي مع رؤية مصر بشأن خطورة ظاهرة الإرهاب، مؤكداً دعم فرنسا لجهود مصر في محاربة الإرهاب.

والتقى وزير الخارجية المصري أيضاً قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر الذي أشار إلى الدور السلبي الذي لعبته قطر في المنطقة بشكل عام وفي مصر وليبيا على وجه الخصوص من خلال دعمها للإرهاب والتنظيمات المتطرفة، منوهاً بانعكاسات هذا الدور على الأوضاع في ليبيا. فيما أكد شكري على الموقف المصري في إطار موقف الدول الأربع القائم على ضرورة التصدي للتهديدات القطرية للأمن القومي العربي على ضوء مخالفتها لالتزاماتها الدولية في مجال مكافحة الإرهاب.

من جهتها، رحبت وزارة الخارجية الأميركية بأي مبادرة روسية تهدف إلى جمع الأطراف الخليجية على طاولة مفاوضات مباشرة لحل أزمة قطر، وإن كانت قد شككت في الوقت نفسه بقدرة موسكو على فعل ذلك. ونقلت شبكة «سي إن إن» عن الناطقة باسم وزارة الخارجية هيذر ناورت «نأمل أن تجتمع جميع الأطراف الخليجية وتقرر الجلوس وجها لوجه للتباحث، ونحن ننتظر حصول ذلك، ونعتقد أن أمراً كهذا سيساهم في زيادة فرص التوصل إلى حل. هذا لم يحصل بعد، ولكننا نتمنى أن يحصل بأقرب وقت ممكن».

وأضافت: «الكويت لا تزال هي الوسيط الذي يتولى الملف، ولكن إذا كان بوسع روسيا القيام بدورٍ ما للمساعدة في جلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات فهذا سيكون موضع ترحيب من قبلنا». واستطردت المتحدثة بالتشكيك بقدرة روسيا على الدخول في وساطة مع دول المنطقة، قائلة «قد يكون لدينا شكوك حول قدرة روسيا على القيام بذلك فعليا، ولكننا بالطبع نرحب بأي جهة قادرة على جمع أطراف الأزمة».

في المقابل، أبقت قطر على تصعيدها، حيث رفضت قرار الدول الأربع بإضافة 18 شخصاً وكياناً على قوائم الإرهاب. وقال مدير مكتب الاتصال الحكومي سيف بن أحمد آل ثاني: «كما قلنا من قبل، كل الأفراد الذين لهم صلات بالإرهاب في قطر حوكموا، وقطر تراجع باستمرار قوانينها المتعلقة بمكافحة الإرهاب، لتظل في صدارة المعركة ضد التطرف وتمويل الإرهاب». فيما قال السفير القطري في روسيا محمد فهد العطية في تصريحات لإذاعة «صدى موسكو»: «إن الأزمة قد تؤدي إلى حرب إذا لم يتم حل الصراع على أساس مبادئ القانون الدولي»، وقال: «المقاطعة تهدد السلام في العالم، ويمكن أن تخلق حالة من الفوضى، والنتائج المترتبة على الأزمة تتجاوز منطقة الخليج وتنعكس على الوضع في الدول المجاورة مثل سوريا والعراق واليمن».

المصدر: الاتحاد