قطر تدفع ثمن دعمها الإرهاب

أخبار

تصاعد الضغط الدولي على دولة قطر التي ما زالت تكابر على أزمتها الناتجة عن دعم الإرهاب والتطرف.

حيث تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوضوح عن الدعم التاريخي الذي تحظى به الجماعات الإرهابية من دولة قطر، وقال بلهجة حازمة إن الوقت حان لدعوة قطر إلى التوقف عن تمويل الإرهاب. وقال الرئيس الأميركي إن على قطر أن تعود إلى وحدة صف الأمم المسؤولة.

وركز وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، على تهيئة الأجواء للحل الدبلوماسي بدعوته الدوحة إلى تحمل مسؤوليتها في مجال دعم الإرهاب، مؤيداً أن للدوحة تاريخاً في دعم جماعات تمارس العنف. وجاء الموقف الأميركي بعد وقت قصير من محادثات هاتفية أجراها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع ترامب.

حيث أكد الجانبان ضرورة مواصلة التصدي الحاسم للإرهاب، وأهمية الوقوف معاً كجبهة واحدة قوية ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة والمسلحة والدول التي تقوم بتمويل الإرهاب ودعمه سواء مادياً أو معنوياً.

زعزعة الاستقرار

ولم تقم قطر بأي خطوة نحو وقف التصعيد الذي تقوم به عبر إصرارها على مواقفها المزعزعة للاستقرار، وجلبها للتدخلات الخارجية، مثل استقدام قوات تركية واستعانتها بقوات من الحرس الثوري بشكل سري.

وأمام هذا التعنت القطري، أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن نشر القائمة الإرهابية من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين فرصة لمراجعة الشقيق لسياسته، وأن الحل عبر الدبلوماسية لا اللجوء إلى «الحليف» الإيراني والتركي، لافتاً إلى أنه لا بديل عن انفصال الدروب بين معسكري الاعتدال والتحريض.

وكتب معاليه في تغريدات على تويتر أن «نواة المشكلة دعم أجندة التطرف والإرهاب، وقائمة الإرهاب تطرح أسئلة محرجة حول توجه موتور لا يمكن تفسيره تحت عنوان الاستقلالية ورفض الوصاية»، ونفى معاليه أن تكون السياسة تجاه قطر هدفها التصعيد، إنما «تقويم شرر استهدف المنطقة». وقال إنه من الصعب التعامل مع شريك في ازدواجيته تعود على تقويض عالم شركائه.

قيادة ترامب

بدوره، قال سفير الدولة بالولايات المتحدة يوسف العتيبة إنه ينبغي لقطر الإقرار بالمخاوف المتعلقة «بدعمها المقلق للتطرف» وأن «تراجع سياساتها الإقليمية».

وقال السفير العتيبة في بيان: «الإمارات ترحب بقيادة الرئيس دونالد ترامب في مواجهة دعم قطر المقلق للتطرف. الخطوة التالية هي أن تقر قطر بهذه المخاوف وتلتزم بمراجعة سياساتها الإقليمية».

وأضاف «سيوفر هذا الأساس الضروري لأي مناقشات». قي السياق، أكد عمر غباش سفير الدولة في روسيا أن الدول الخليجية فقدت ثقتها بقطر، وإنها وصلت إلى خط النهاية في مناقشة تحسين الأمور وعليها تفكيك تحالف الثروة الهائلة والتطرف.

وقال غباش في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية إنه يتعين وضع نظام تحقق لضمان تقيد قطر في أي اتفاق مستقبلي بشأن عدم تغذية الإرهاب أو تمويله. أضاف: «لم تعد هناك ثقة بقطر، فحينما يطالب وزير الخارجية القطري بضرورة إقامة حوار، فإننا نرد عليه بأننا أقمنا حوارات لسنوات عدة، وأن تصريحاته هي للاستهلاك الغربي».

وأعرب غباش عن اعتقاده بأن سياسة قطر وصلت إلى طريق مسدود ولن تؤدي سوى إلى الدمار. وأوضح أن لدى دول الخليج كل التسجيلات التي تظهر أن قطر تنسق مع تنظيم القاعدة في سوريا، وأن الدوحة مطالبة بأن تقرر ما إذا كانت ترغب في أن يتم ابتلاعها من قبل تركيا وإيران والمتطرفين، وعلى القطريين أن يتخذوا قرارهم، ولديهم خياران.

تعميم المركزي

في الأثناء، أصدر مصرف الإمارات المركزي تعميمين للبنوك العاملة في الدولة للبحث عن وتجميد أية حسابات أو ودائع أو استثمارات عائدة لأي من الأشخاص والكيانات الواردة في قرار مجلس الوزراء رقم 18/2017 باعتماد أسماء 59 فرداً و12 كياناً كإرهابيين. وأعلن المصرف تحديد عدد من المؤسسات المالية التي قامت بفتح حسابات بنكية لصالح هؤلاء الأشخاص والكيانات الإرهابية.

ووجه في تعميمه الثاني البنوك والمؤسسات المالية الأخرى العاملة في الدولة بالتطبيق الفوري لإجراءات العناية الواجبة المعززة بشأن المعاملات مع أي من البنوك القطرية التالية: بنك قطر الإسلامي، بنك قطر الدولي الإسلامي، بنك بروة، مصرف الريان، بنك قطر الوطني، بنك الدوحة.

هجمات محتملة

وفي مصر، حذّرَ محللون وخبراء مصريون من احتمالية تعرض مصر لهجمات إرهابية مُحتملة على خلفية ما تتعرض له قطر من ضغوط بمشاركة مصرية، وفي ضوء إدراج أسماء عددٍ من القيادات الإرهابية مصرية الجنسية المطلوبين ضمن البيان المشترك الصادر عن السعودية والإمارات والبحرين ومصر، والذي ضم قائمة بالشخصيات والكيانات التي تؤويها وتدعمها الدوحة وتشكل خطراً على الأمن والسلم في المنطقة بنشاطاتها الإرهابية.

المصدر: البيان