ماكرون في خطاب النصر: سندافع عن فرنسا وأوروبا ونحارب الإرهاب والانقسامات

أخبار

حقق المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون فوزا كبيرا على منافسته اليمينية المتطرفة ماري لوبان، وأصبح الرئيس الجديد للجمهورية الفرنسية الخامسة في نهاية الجولة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية أمس الأحد. فيما اعترفت لوبان بهزيمتها وتمنت النجاح للرئيس الجديد في مواجهة التحديات الكبرى. من جانبه قال رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوفا ان فرنسا اختارت البقاء في أوروبا.

وفاز ماكرون بنسبة تتراوح بين 65.5% و66.1% من الأصوات بحسب تقديرات معهدي الاستطلاع «ايفوب» و»هاريس انتراكتيف».

وقال عقب اعلان النتائج إن صفحة جديدة بدأت في التاريخ الفرنسي ويرغب أن تكون صفحة إعادة اكتشاف الأمل والثقة». وأكد أن فرنسا ستكون في طليعة الحرب على الإرهاب، متعهدا بالدفاع عن فرنسا وأوروبا.

ووجه ماكرون الشكر لأنصاره، قائلا: «أشكركم من أعماق قلبي، ولن أنساكم. سأبذل كل جهدي كي أكون جديرا بثتقكم». وأقر ماكرون بأن فرنسا تعاني من الانقسام. وقال: «لكثير من الصعوبات أضعفتنا لمدة طويلة… الصعوبات الاقتصادية… أعلم أن الوطن منقسم… أتفهم الشك الذي أعرب عنه الكثير منكم». وأضاف ماكرون: «أتحدث إليكم جميعا اليوم، شعب فرنسا، نحن ورثة تاريخ عظيم، وهذا التاريخ يجب أن ننقله إلى أولادنا، ويجب أن ننقلهم إلى المستقبل». وتابع بالقول: «سوف أدافع عن فرنسا… سوف أدافع عن أوروبا… سأفعل كل ما هو ممكن لتقوية أوروبا وشعبها… لن تقف أمامي أي عقبات، سوف نبني مستقبل أفضل… تحيا فرنسا».

وقال الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاوند إن فوز ماكرون أظهر رغبة معظم الناخبين في التوحد حول «قيم الجمهورية».

وعقب فوزه، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر «أهنئ إيمانويل ماكرون على فوزه الكبير اليوم برئاسة فرنسا. أتطلع بشدة للعمل معه».

وتبارى قادة الاتحاد الأوروبي في اعلان ترحيبهم بفوز ماكرون. واعتبر رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ان «الفرنسيين اختاروا «مستقبلا اوروبيا». فيما رحب رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك بقرار الفرنسيين المؤيد لمبادىء «حرية، مساواة واخوة»، ورفض الناخبين الفرنسيين «لطغيان والانباء الكاذبة». كما هنأت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الرئيس الجديد بفوزه على مرشحة اليمين المتطرف.

وأدلى ماكرون بصوته قبل الظهيرة في بلدة لو توكيه الساحلية شمالي البلاد بعدما صوتت زوجته بريجيت. وأدلت لوبان بصوتها في ذات التوقيت تقريباً في مدرسة ابتدائية في بلدية هينان بومونت. وكان بصحبة لوبان عمدة البلدية ستيف بريواز، أحد حلفائها الرئيسيين والرئيس المؤقت لحزب الجبهة الوطنية بعد تنحي لوبان عن المنصب أثناء الانتخابات. وأدلى الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند بصوته في إقليم كوريز بوسط البلاد.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن نحو 65.3% من الناخبين المسجلين في البر الرئيسي لفرنسا قد أدلوا بأصواتهم بحلول الساعة الخامسة مساء (1500 بتوقيت جرينتش)، مقابل 69.4% في نفس التوقيت أثناء الجولة الأولى التي أجريت قبل أسبوعين. وكانت نسبة الإقبال في انتخابات الرئاسة الأخيرة التي أجريت في عام 2012 خلال ذلك التوقيت قد بلغت 72%.

وكانت هناك توقعات بأن تشهد هذه الجولة معدلات امتناع عالية عن التصويت، حيث لا يجد ناخبو اليسار أو المحافظون أنفسهم متحمسين لأي من المرشحين.وفي حملة انتخابية شهدت سقوط المتصدرين واحداً تلو الآخر جعلت لوبان اليمين المتطرف أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى في غرب أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وحتى بعد انتخابه رئيسا فإن المراقبون لا يتوقعون ان يحكم ماكرون دون منغصات.ويقول نحو 60 في المئة ممن يعتزمون التصويت لماكرون إنهم سيفعلون ذلك لمنع انتخاب لوبان لقيادة ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، وليس لاتفاقهم التام على المصرفي السابق الذي تحوّل إلى السياسة.وفوز ماكرون الذي يريد تحرير الاقتصاد وتعميق التكامل داخل الاتحاد الأوروبي، قد يتعارض مع المد الانعزالي ومناهضة العولمة اللذين أظهرتهما نتائج انتخابات حديثة كالتي أخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وجاءت بدونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة. ويقول خبراء انه حتى بعد هزيمة لوبان (48 عاماً) فإن من المتوقع أن تزيد نسبة الأصوات التي ستحصل عليها بمقدار المثلين تقريباً عن التي أحرزها حزبها في آخر مرة وصل فيها إلى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة في عام 2002 مما يظهر نطاق استياء الناخبين من التيار السياسي الرئيسي في فرنسا.وفتح القضاء الفرنسي تحقيقاً بعد نشر آلاف الوثائق الداخلية العائدة لفريق حملة المرشح الرئاسي الوسطي إيمانويل ماكرون على الإنترنت، على ما أفاد مصدر قريب من الملف. وأوضح المصدر انه يجري التحقيق في «دخول نظام أوتوماتيكي لمعالجة البيانات خلافاً للقانون» و«انتهاك سرية المراسلة». ودان فريق حملة ماكرون الجمعة «عملية قرصنة كبرى ومنسقة» معتبراً أنها ترمي إلى «زعزعة الاستقرار» قبل يومين من الدورة الثانية.وسيتسلم المرشح الفائز السلطة رسمياً من الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند يوم الرابع عشر من مايو الجاري. ودعا الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند المرشح الفائز في هذه الدورة للمشاركة معه في إحياء ذكرى استسلام ألمانيا في الحرب العالمية الثانية 1945.(وكالات)

المصدر: الخليج