محمد بن راشد : الخير عايشناه مع زايد وأبنائه

أخبار

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن الإنسان لا يمكنه أن يشعر بالاكتفاء إلا عندما يبدأ بالعطاء.

وقال سموه «إن الخير كلمة سمعناها، ورأيناها، وعايشناها، في زايد، رحمه الله. ونراها اليوم في أبنائه، والخير الحقيقي هو في إحداث فرق».. مضيفاً سموه «نحن على مشارف عام جديد.. عام خير وبركة علينا جميعا، بإذن الله.. عام يزيد فيه مجتمعنا تلاحماً، وتواصلاً، وتكاتفاً، ويرعى فيه الجميع الجميع».

وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن تفاؤله بتغيير دائم في مجتمعنا، مؤكداً سموه أن أعظم خير يمكن أن يحدث في مجتمعنا مع نهاية عام الخير هو ترسيخ مبادئ الخير في نفوس أجيالنا.

جاء ذلك في مقال لسموه تحت عنوان «ماذا نريد من عام الخير؟»، بمناسبة إطلاق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام الخير في ما يلي نصه:

ماذا نريد من عام الخير؟

الإخوة والأخوات…

كلمات أحببت أن أوجّهها لشعب الإمارات بمناسبة إطلاق رئيس الدولة، حفظه الله، عام الخير.. كلمات في هذه المقالة السريعة أتمنى أن تصل للجميع مع بداية عام أسأل الله أن يكون عام خير، وبركة، وسعادة، وأمن، وأمان، على أسَرنا وأبنائنا وبلادنا.. عام خير على حبيبتنا.. دولة الإمارات العربية المتحدة.

ماذا نريد من عام الخير؟ وما هو الخير الذي نسعى إليه؟ وكيف يمكن أن تستفيد الإمارات من عام الخير؟ وماذا يمكن أن يقدم كل واحد فينا في هذا العام لنفسه ولمجتمعه؟

الخير كلمة سمعناها، ورأيناها، وعايشناها، في زايد، رحمه الله.. ونراها اليوم في أبنائه، حفظهم الله. تعريفي للخير أيّها الإخوة من خلال تجربتي المتواضعة ليس في التبرع، أو العطاء، أو السخاء فقط.. الخير الحقيقي هو في إحداث فرق.. فرق في حياة إنسان، أو حياة مجتمع، أو مسيرة وطن.. هذا هو الخير الذي تعلمته من زايد. الخير الحقيقي الذي تركه لنا زايد ليس في عطائه للمحتاجين في البلدان الأخرى فقط، الخير الحقيقي الذي تركه هو الفرق الذي أحدثه في حياتنا، وحياة أبنائنا، ومسيرة بلادنا للأبد.. ترك لنا زايد أخلاقاً.. وبنى لنا رجالاً ونساء من أهل العطاء.. وشيّد لنا بناء.. بذل فيه حياته.. وواصل ليله بنهاره.. ولم يترك سبيلاً إلا جرّبه.. ولا طريقاً إلا مشاه.. ولا ساعة من يومه إلا استغلها في إحداث فرق في حياة الناس. هذا هو الخير الذي نريده.. أن نحدث فرقاً حقيقياً في حياة الناس.. وفي حياة أسَرنا.. وحتى في حياتنا.

كل فرد، أو مؤسسة حكومية، أو خاصة، أو رجل أعمال، أو صاحب علم وتخصص، أو شاب، يمكن أن يسأل نفسه سؤالاً واحداً: كيف يمكن أن أحدث فرقاً؟

الخير فطرة الله التي خلقنا عليها، ليس صعباً أن نفعل خيراً.. ليس صعباً أن نحدث فرقاً.. كلّ أب يمكن أن يسأل نفسه ماذا يمكن أن يفعل هذا العام من خير لأسرته؟ كل أمّ يمكن أن تحدث فرقاً عظيماً في أسرتها وفي حيّها وفي مجتمعها؟ كل ابن يمكن أن يسأل ماذا يمكن أن يقدم لأبيه، وأمه، كي يسعدهما ويحدث فرقاً في حياتهما؟ الخير يسير.. والخير كثير.. أن تطعم طيراً خير… أن تبتسم في وجه جارك خير.. أن تكون في وظيفة تراعي فيها الناس وتؤدي فيها أكثر من المطلوب منك هو خير.. أن تكون مسؤولاً وتسعد الناس وترفق بهم عند تطبيق القوانين عليهم خير.. كل شخص فينا عنده مساحة للخير يتحرك فيها.. كل شخص لديه إمكانية أن يحدث فرقاً حقيقياً فيمن حوله. بيئتنا التي نعيش فيها تحتاج منا الكثير من الخير.. أن ننظف شواطئها، وصحاريها، ونرعى أشجارها.. ونرفق بمن يعيش فيها.. كل ذلك خير.. وهنا يأتي دور التطوع.. تطوع بساعة، أو بيوم، أو بأسبوع.. تطوع بمهارة، أو بكفاءة، أو بعلم.. تطوع بشيء من طاقتِك.. تطوع بنصيحة أو مشورة.. تطوع وأحدث فرقاً في مجتمعك..

يقضي الإنسان أيها الإخوة حياته كاملة في بناء مهاراته، وكفاءاته، وتعظيم ممتلكاته، وتكثير موجوداته.. ولكنه لن يجد معنى الحياة الحقيقي إلا عندما يبدأ بمنحها لمن يستحقها.. لا يمكن أن يشعر الإنسان بالاكتفاء إلا عندما يبدأ بالعطاء.. أعرف الكثير من رجال الأعمال من أصحاب الخير والعطاء.. وممن زادهم الله بعطائهم خيراً وبركة وسعادة.. وأتمنى من البقية أن يكون لهم بصمة.. وأن يسألوا أنفسهم السؤال نفسه: كيف يمكن أن نحدث فرقاً؟ وأنا أعرف أن الكثير منهم على استعداد.. وأعرف الخير الذي فيهم لأنهم أبناء بلادنا وأبناء عوائل نعرف عنهم الخير ونرى في أبنائهم الخير.. وسنعمل على دعمهم خلال عام الخير لمن يرغب منهم في إحداث فرق.. هناك الكثير من فرص الخير لهم.. فأن تبني داراً لمعاقين، أو ترعى كباراً في السن، أو تشيد عيادة أو مستوصفاً، أو تجعل لك وقفاً تعليمياً، أو صحياً، أو تطلق مبادرة معرفية أو بيئية أو إنسانية.. كل هذه الفرص ستكون موجودة في عام الخير.. بل أعرف من رجال الأعمال من تجاوز ذلك وشيد مجمعات سكنية لإخوانه المواطنين، أو زوّج الشباب، أو ساهم حتى في مشاريع البنية التحتية.. لهم من الإمارات كل الشكر والتحية، ومن المجتمع كل التقدير والعرفان.. ولا استثني رجال الأعمال من المقيمين على أرضنا.. فعطاؤهم مشهود.. وبصمتهم موجودة.. والخير الذي يقدمونه في دولة الإمارات لن تنساه الإمارات لهم.. نريد توثيق خيرهم.. وتسهيل عطائهم.. وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في مسيرة دولة الإمارات.

ولمؤسساتنا الحكومية أقول.. إن عملكم كله خير.. لأنه عطاء لا ينتهي بهدف إحداث فرق حقيقي في بلدنا.. وفي عام الخير ككل الأعوام ننتظر منكم مبادرات رائدة.. كما أقول لهم افتحوا أبوابكم للمتطوعين.. ورسخوا ثقافة التطوع وخدمة الوطن عبر مناهجنا ومدارسنا، وفي شبابنا.. ووفروا فرص الخير وشراكات الخير مع القطاع الخاص.. وسهلوا القوانين والإجراءات لكل من يريد الخير لمجتمعنا.. وكافئوا، وشجعوا كل من يريد أن يحدث فرقاً إيجابياً في بلادنا..

الإخوة والأخوات…

نحن على مشارف عام جديد.. عام خير وبركة علينا جميعاً، بإذن الله.. عام يزيد فيه مجتمعنا تلاحماً.. وتواصلاً.. وتكاتفاً.. عام يرعى فيه الجميع الجميع.. ويفكر فيه الجميع بإحداث فرق في حياة الجميع… متفائل بعام 2017.. ومتفائل بتغيير دائم في مجتمعنا… وأخيراً أقول إن أعظم خير يمكن أن يحدث في مجتمعنا مع نهاية عام الخير هو ترسيخ مبادئ الخير في نفوس أجيالنا.

حفظ الله الإمارات.. وأدام بالخير عزها ومجدها..

أخوكم محمد بن راشد آل مكتوم

المصدر: الخليج