مدينة عربية واحدة في قائمة الـ10 مدن الأكثر جذبا للأثرياء

أخبار

التحول العالمي الحالي في جغرافيا الثروة من الغرب إلى الشرق لم يؤثر كثيرا في جاذبية المدن الغربية العريقة بالنسبة للأثرياء، حيث لا يزال التنافس بين المدن الأكثر جاذبية للثروة والأثرياء ينحصر بين لندن ونيويورك.
في تقرير الثروة الصادر أمس عن وكالة «نايت فرانك» ومجموعة «سيتي غروب» لعام 2013 تصدرت نيويورك قائمة العشر مدن التي يفضلها كبار الأثرياء من حيث الترتيب العام، فيما جاءت لندن في المرتبة الثانية ولكنها تفوقت على نيويورك في عدد من أسباب الجذب الرئيسية. وجاءت مدينة عربية واحدة في قائمة العشر وهي مدينة دبي التي تحسن موقعها من المركز الثامن إلى السابع فيما احتلت أبوظبي المرتبة 37 في القائمة الموسعة التي ضمت 40 مدينة عالمية. وهذا التقدم في ترتيب دبي يعكس تحسن المناخ الاقتصادي في الإمارة التي تمكنت خلال هذا العام من تجاوز أزمة الائتمان ووصلت إلى تسويات واتفاقيات جدولة لديون شركاتها المهمة مع عدد من البنوك العالمية.

وشمل المسح الصادر أمس والذي شمل آراء 400 مصرفي يديرون المصارف الخاصة ومحافظ الأثرياء إضافة إلى البيانات المالية من عدة جهات رسمية وخصوصا. وحسب التقرير تمكنت نيويورك من التفوق على لندن فقط بسبب نسبة الأثرياء الأميركيين الذين لا يزالون يشكلون العدد الأكبر بين أثرياء العالم ويفضلون الاستثمار في نيويورك وميامي على غيرها من مدن العالم، إلا أن لندن تفوقت عليها في عدد من نقاط الجذب. وحسب تقرير المسح، فإن أثرياء العالم يفضلون لندن على نيويورك لعدة أسباب، أهمها الموقع الجغرافي الذي يضعها بالقرب من مخازن الثروة الرئيسية في منطقة الخليج والسعودية وروسيا والشرق الأقصى.

وقال موريس كولير مدير أعمال شركة «البابطين غروب» في لندن لـ«الشرق الأوسط» أن الأثرياء يفضلون لندن لعدة أسباب أهمها سهولة الاستثمار ووجود بنية تحتية متكاملة لتنفيذ الأعمال التجارية إضافة إلى اللغة الإنجليزية التي تعد لغة التجارة والمصارف عالميا. وقال في تعليقه إن أثرياء السعودية ومنطقة الخليج يفضلون لندن لأنهم يجدون سهولة في التعامل التجاري من حيث القوانين والمناخ الترحيبي بهم، والتنوع الثقافي والمطاعم، كما أن لندن تعامل المستثمر غير البريطاني مثل معاملتها تماما للمستثمر البريطاني. وقال هذا ليس متوفرا في غالبية المدن التجارية الأوروبية عدا في المدن الألمانية ولكن مشكلة ألمانيا اللغة. وأشار كوليار إلى أن العديد من شركات تدقيق الحسابات والمحاماة التي يتعامل معها أثرياء السعودية والخليج هي نفس الشركات التي يتعاملون معها في لندن.

ويلاحظ أن المدن الأوروبية التجارية الكبرى تراجعت في ترتيب قائمة الثروة لعام 2013 الصادرة أمس، حيث تأثرت معظمها بأزمة الائتمان التي عصفت بمنطقة اليورو. ودخلت ثلاثة مدن فقط في قائمة المدن الأكثر تفضيلا من قبل الأثرياء وهي لندن وجنيف وباريس. ويلاحظ أن باريس تأخرت إلى المركز التاسع مقارنة بترتيبها المتقدم في العام الماضي كما لم تدخل مدن مهمة بثقل برلين وفرانكفورت في القائمة.

وعلى صعيد مدن آسيا والشرق الأقصى واصلت سنغافورة جذبها للأثرياء، حيث احتلت المرتبة الثالثة بعد لندن. ويلاحظ أن سنغافورة استفادت من الانتعاش الكبير الذي تشهده الصين وتنامي الثروات الخاصة فيها، حيث يلجأ أثرياء الصين إلى مركز سنغافورة المالي لتوظيف ثرواتهم. ومعروف أن سنغافورة تعتمد معظم القوانين والإجراءات المالية التي يتبعها «بنك إنجلترا» والجهات المالية البريطانية في تشريعات التوظيفات المالية. واحتلت هونغ كونغ المرتبة الرابعة كما احتلت بكين المرتبة العاشرة في دليل واضح على تنامي الثروة الصينية وتأثيراتها على مراكز العالم وخيارات الأثرياء في أميركا وأوروبا.

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط