مقتل عشرات الجنود السوريين بغارات أميركية يشعل أزمة مع روسيا

أخبار

أفادت أنباء أن عشرات من الجنود السوريين قُتلوا في غارات جوية شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة يوم السبت مما عرض وقف لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا للخطر ودفع مجلس الأمن إلى عقد اجتماع طارئ في الوقت الذي تزايدت فيه حدة التوترات بين موسكو وواشنطن.

وقال الجيش الأميركي إن التحالف أوقف الهجمات الجوية ضد ما كان يُعتقد أنها مواقع لتنظيم داعش الإرهابي في شمال شرق سوريا بعد أن أبلغته روسيا بأن أفرادا من الجيش السوري ومركبات ربما تعرضوا للقصف.

وقال مسؤول كبير بإدارة الرئيس الأمبركي باراك أوباما في بيان عبر البريد الالكتروني إن الولايات المتحدة أبلغت”أسفها” عبر الحكومة الروسية لمقتل جنود سوريين بشكل غير مقصود في الهجوم.

واجتمع مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية بعد أن طلبت روسيا عقد جلسة طارئة لبحث الحادث واتهمت الولايات المتحدة بتعريض اتفاق سوريا للخطر.

وانتقدت سمانثا باور سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة روسيا بسبب هذه الخطوة.

وقالت باور للصحفيين قبل الاجتماع “يتعين على روسيا في حقيقة الأمر التوقف عن أسلوب تسجيل النقاط الرخيصة والإبهار والإثارة والتركيز على ما يهم وهو تنفيذ شيء تفاوضنا عليه بنية صادقة معهم.” وعندما سئلت عما إذا كان الحادث أنهى اتفاق سوريا بين موسكو وواشنطن فقال فيتالي تشوركين سفير روسيا في الأمم المتحدة “هذه علامة استفهام كبيرة جدا.

“سأكون حريصا جدا أن أرى كيف سترد واشنطن. إذا ما فعلته السفيرة باور اليوم يمثل أي إشارة لرد فعلهم المحتمل فإننا سنكون في مشكلة خطيرة وقتئذ.”

وأشارت موسكو إلى هذه الهجمات التي سمحت لمقاتلي داعش بأن يجتاحوا لفترة وجيزة موقعا للجيش السوري قرب مطار دير الزور كدليل على أن الولايات المتحدة تساعد المقاتلين المتشددين.

ونقلت وكالة ريا نوفوستي للأنباء عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها “إننا نصل إلى نتيجة مروعة حقا للعالم بأسره: أن البيت الأبيض يدافع عن الدولة الإسلامية (داعش).. الآن لا يمكن أن يكون ذلك محل شكك.”

وقالت إن الغارات تهدد بتقويض اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا والذي توسطت فيه روسيا التي تساعد الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية والولايات المتحدة التي تدعم بعض جماعات المعارضة المسلحة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرات أمريكية قتلت أكثر من 60 جنديا سوريا في أربع غارات جوية شنتها طائرتان من طراز إف-16 وطائرتان من طراز أيه-10 جاءت من اتجاه العراق.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي مقره في بريطانيا عن مصدر عسكري في مطار دير الزور قوله إن ما لا يقل عن 80 جنديا سوريا قُتلوا.

ويعد وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم الاثنين أبرز جهد لإحلال السلام في سوريا منذ أشهر لكنه يوشك على الانهيار جراء اتهامات متكررة من الجانبين بانتهاكه وبسبب عدم وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.

وتمتد المناطق التي يسيطر عليها داعش على طول وادي الفرات من الحدود العراقية بما في ذلك المناطق المحيطة بدير الزور حتى الأراضي الواقعة قرب حدود سوريا مع تركيا.

وحصد الصراع الذي دخل عامه السادس أرواح مئات الآلاف من الأشخاص وشرد نصف سكان سوريا مما تسبب في حدوث أزمة لاجئين في الشرق الأوسط وأوروبا وأثار موجة من الهجمات الإرهابية في أنحاء العالم.

وقال الجيش السوري إن الغارات التي قادتها الولايات المتحدة ووقعت في نحو الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي(1400 بتوقيت جرينتش) كانت “دليلا قاطعا” على دعم الولايات المتحدة لتنظيم داعش ووصفتها بأنها عدوان خطيرة وصارخ.

وقال الجيش الأمريكي في بيانه إن سوريا “وضع معقد” ولكن “قوات التحالف لم تهاجم عمدا وحدة عسكرية سورية معروفة.”

وقال تنظيم داعش الإرهابي عبر وكالة أعماق التابعة له إنه بسط سيطرته بالكامل على جبل ثردة حيث يوجد الموقع الذي تعرض للقصف مما يتيح لها رؤية المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في دير الزور.

ويخضع مطار المدينة وبعض الأحياء للحصار الكامل من قبل داعش منذ العام الماضي ويمثل المطار المنفذ الخارجي الوحيد للقوات المحاصرة.

لكن روسيا ووسائل الإعلام الرسمية السورية قالت إن الجيش السوري استعاد لاحقا المواقع التي خسرها أمام التنظيم.

المصدر: الإتحاد