مهرجان أبوظبي للعلوم معين خصب لمحبي التكنولوجيا والابتكار

أخبار

توافدت الأسر إلى كورنيش أبوظبي لاكتشاف جديد هذا العام من مهرجان العلوم، عبر تجارب صبية تتراوح أعمارهم بين 5 و15 سنة، بحضور منظمي المهرجان من لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا والمتعاونين معهم من مرشدين علميين وعلماء وباحثين من مهرجان إدنبره الدولي للعلوم، وطلبة متطوعين ومنشطين من جامعات ومعاهد إماراتية ومؤسسات مختلفة أبت إلا أن تجد لها مكاناً في إعداد أجيال المستقبل، والإسهام في تحقيق رؤية أبوظبي 2030 التي تولي أهمية بارزة لاقتصاد معرفة قائم على الابتكار والتكنولوجيا.

تجند الجميع للترويج لهذا المهرجان من وسائل إعلام ومؤسسات متعددة، بما فيها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف التي لم تنس تذكير مصلي أمس الجمعة في جميع المساجد بزيارة هذا المهرجان، وعدم تفويت هذه الفرصة السنوية ليتيحوا لأبنائهم فرصة الاغتراف من معين المهرجان من علوم وتكنولوجيا ومعارف، وحكم هم أحق بها.

ما أن تلج بوابة المهرجان حتى تحتار بأي الفعاليات تبدأ، وإلى أي الخيم تدخل، ولا تجد منفذا لحيرتك هذه غير الاحتكام إلى مبدأ البدء بأقل الخيم ازدحاماً، لكنك مع ذلك تجدها جميعها مكتظة، فلا تملك غير مزاحمة الأطفال ودفع أبنائك لمزاحمة أقرانهم للاستمتاع باكتساب معارف وعلوم بطرق تفاعلية مرحة توصل معلومات في غاية الدقة والتخصص بطرق عملية سهلة سلسة، يمكنها اختزال شهور وربما سنوات مما قد ينهله الأطفال من نظريات علمية بطرق تقليدية في بعض المدارس التي لا تزال تتبع طرقاً متجاوزة في تدريس العلوم، فكانت النتيجة أن تضاءل الطلبة الذين يتخصصون في العلوم إلى أدنى الدرجات العالمية، وأضحينا نكتفي بتتبع أخبار الفائزين بجوائز نوبل في العلوم بدلاً من أن نُنازعهم هذه الجوائز. لكن أبوظبي أخذت عهداً على نفسها بتغيير هذا الوضع، فمع أن هذا المهرجان بدأ في السنة الماضية، فقد زاره فيها أكثر من 100 ألف شخص معظمهم من الأطفال، إلا أن المراقبين والمتتبعين يرون أنه سيُسهم في تكوين جيل من العلماء والباحثين وعشاق التكنولوجيا والابتكار، ولا عجب أن يخرج هذا المهرجان نجوماً في العلم يفوزون بجوائز عالمية في المستقبل المنظور.

ملعب موسيقي

بجانب نافورة كورنيش الساحة الغربية لأبوظبي، تلفت انتباهك آلات ضخمة متنوعة الأشكال مصنوعة من خردة مواد معدنية مهملة مثل صفائح إطارات السيارات والأنابيب والطبول، فيُخيل إليك أن الأمر يتعلق بورشة إعادة تدوير، لكنك تكتشف عند الاقتراب منها أنها آلات موسيقية تُصدر أصواتاً موسيقية جميلة ونغمات طبيعية بديعة، وتُحيل العشب الأخضر الموضوعة عليه إلى ملعب موسيقي يتنافس لاعبوه على عزف سيمفونيات في غاية الإطراب والجمال. فكل طفل يتحول في هذا الملعب إلى عازف بارع يقرع طبلاً أو ينفخ مزماراً أو بوقاً، أو ينقر قنينات زجاجية أو يحرك أنابيب فتُصدر أنغاماً تسري أصداؤها داخل الأنابيب، فيسمعها أطفال آخرون ويتراقصون لأصواتها ورنات أجراسها. وبمحاذاتها، تجد أطفالاً آخرين فضلوا اللعب بالماء بإنتاج نوتاتهم الموسيقية الخاصة، إذ يمسك الواحد منهم بمرجله وينضح ماءه ثم يستمتع بألحان عذبة لخرير المياه، فيتحول الملعب الموسيقي إلى حلبة للتنافس بين أعضاء الأوركسترا المائية وأعضاء الأوركسترا المعدنية.

ويقول المرشد بول الذي يوجه الأطفال عند شعورهم بالحاجة لتوجيه “إن هذه الآلات البسيطة تعلم الأطفال أنه يمكنهم صُنع الأداة الموسيقية التي يعشقون العزف عليها من أدوات بسيطة كالأواني المطبخية، وتعزز لديهم ثقافة إعادة التدوير، وأن يصنعوا من أي شيء تعطلت وظيفته آلة موسيقية ما. كما أنها تنمي لديهم الذائقة السمعية، وتجعلهم يتعرفون بأنفسهم إلى الآلة الموسيقية التي يحبونها أكثر، ويفكرون في صنع مثيل لها عند العودة إلى البيت، أو ابتكار آلات ذات أصوات ونغمات جديدة”.

من جهته، يقول هاشم إسماعيل، أب أحد الأطفال، “أعجبتني هذه الآلات البسيطة، وتسابقت مع ابني على عزفها. فهي تُصدر نغمات طبيعية أكثر وتجعلنا نرى أن كل ما يوجد على الأرض ويحيط بالكون يعزف معزوفات بهية أفضل حتى مما نعزفه، نحن في آلاتنا الموسيقية المتطورة والمدعمة بالمؤثرات الخاصة”.

كافيار الشوكولاتة

لا يغير دخولنا لخيمة صناعة كافيار الشوكولاته من الصور النمطية التي ترسخ في أذهاننا حول حب النساء والأطفال للشوكولاته أكثر من الرجال. فالخيمة تغص بالنساء والأطفال، ولا يوجد فيها من الرجال إلا القليل. يلتف الأطفال حول طاولة تتوافر على أكواب تحوي الماء والكالسيوم ومساحيق شوكولاته، فيتعلمون كيف يصنعون طبق كافيار شوكولاته بأنفسهم باستخدام مصفاة ثم يتناولونه فوراً وفي عين المكان. واللافت في هذه الخيمة أن النساء يتنافسن مع الأطفال في تعلم إعداد كافيار الشوكولاته. قالت إحداهن إنها مهتمة بمعرفة كيفية إعداده لاستخدامه في تزيين أطباق السلاطات وبعض الحلوى والكعك، لكنها أضافت أنه لم يسبق لها أن سمعت بوجود ماء بالكالسيوم في الأسواق، سألت المرشدات البريطانيات فأجبنها بأنهن جلبن معدات كافيار الشوكولاته من بريطانيا خلال قدومهن للمشاركة في المهرجان. وتقول إحدى المرشدات “إن عدداً من الأطفال يسألوننا ما هو الكافيار، فنخبرهم بأنه بيض أحد الأسماك. لكنهم لا يهتمون بمعرفة معلومات عن هذا السمك بقدر اهتمامهم بصنع شوكولاتة على شكل بيوض صغيرة والتلذذ بطعمها”.

أولمبياد مصغر

ما يميز الدورة الثانية من مهرجان العلوم أنه يواكب المستجدات، ويبين بالواقع الملموس أن المسؤولين ماضون في خطة العمل على إعداد أبطال أولمبيين في المستقبل عبر واجهات متعددة، من بينها هذا المهرجان. ويتجلى ذلك بوضوح في خيمة علوم الرياضة واللياقة، إذ يوفر عشرة أنشطة لقياس اللياقة والقوة البدنية، من بينها حلبة للجري لمحاكاة سباق العداء الجامايكي يوسين بولت الذي حطم رقماً قياسياً في أولمبياد لندن 2012 بقطعه مسافة 100 متر في 9,58 ثانية، فأصبح مرجعاً معيارياً عالمياً لسرعة البشر في الجري. يصطف الأطفال أولاداً وبنات للتنافس على الاقتراب من الرقم القياسي ليوسين بولت وينتظر كل واحد منهم نتائج الأطفال الآخرين ليعرف إن كان أفضلهم. وبجانب ذلك، توفر الخيمة حلبات مصغرة للقفز وقوة السحب ورمي الكرة وسرعة الجري والخفة وقوة السحب وقوة قبضة اليد ومسافة التجديف وجدار الأزرار المضيئة، وهي كلها رياضات لا يقتصر إتقانها على القوة البدنية فقط، بل على تركيز الانتباه وطاقة الجسم في اتجاه معين وفن الاستيعاب السريع لجوهرها.

ما وراء الفقاعات

عالم الفقاعات هو أكثر من نفخ خليط ماء وصابون، بل هو علم قادر على صنع العجائب واكتشاف ما يحدث في الكون من ظواهر. لا يقوم الأطفال هنا باستهلاك المعرفة فقط، بل يُسهمون في إنتاجها، إذ يُطلب من كل واحد صُنع أنبوب الفقاعات بنفسه، ثم اللعب بالفقاعات لإنتاج أشكال مختلفة وتحويل الفقاعات الكروية إلى مربعة ووضع فقاعة داخل فقاعة وصنع يرقة فقاعات وصنع فقاعات عملاقة، وكيف يخترق بيده جدار الفقاعة والحيلولة دون تسرب الهواء إلى الجدار في مشهد شبيه بمقطع فيلم خيال علمي، ويكتسب خلال ذلك معلومات عن الهواء والماء وحالاتهما الفيزيائية المائعة والمتجمدة وغيرها. ويستلهم الصور البديعة التي تؤثث جدران الخيمة ليُبدع في صنع كواكب وهياكل وجبال وعواصف وتوهجات شمسية وظواهر طبيعية متنوعة من الفقاعات الملونة.

طائرات وصواريخ

الروبوتات هي آلات صنعها البشر لخدمتهم والدفاع عنهم، لا ضدهم كما تروج بعض ألعاب الفيديو وأفلام الخيال العلمي. وهذه هي الفكرة التي تبتغي ورشة “حرب الروبوتات” توصيلها إلى الأطفال. فهي توفر لهم ثمانية روبوتات فائقة الصغر، يستخدمها الأطفال بندقية بصرية للتحكم فيها وتعطيل روبوتات منافسيهم من الأطفال الآخرين. ويكتشف الأطفال هنا أن الروبوت هو جهاز آلي بسيط يمكن صنع مثله أو أحسن منه.

وغير بعيد عن هذا المجال، يُحلق أطفال آخرون مع الأجنحة الدائرية، ويختبرون قدرتها على الطيران 10 أمتار بعد أن يصنعوها بأيديهم. يتعلمون كيف تحصل قوة المقاومة عندما يلتقي سطحان ويعيقان تدفق الهواء على الطائرة وأشياء أخرى. وبينما ينشغلون بصنع هذه الأجنحة، يشاهد آباؤهم ومرافقوهم شريطاً وثائقياً عن تاريخ الطيران. وغير بعيد عن هذه الخيمة التي نُصبت على رمال ذهبية لشاطئ أبوظبي، ينهمك أطفال من مختلف الأعمار في إطلاق صواريخ الهواء المضغوط نحو الفضاء، فيحبس كل واحد أنفاسه إلى أن يرى صاروخه وصل إلى المدار المستهدف، فيحتفل بنجاحه بتصفيقة باليد وقفزة في الهواء. يتقمص كل طفل شخصية رائد الفضاء، فيصمم صاروخه الخاص ويكتشف حينها علوم الديناميكا الهوائية والمقذوفات، ثم يستعد لإطلاقه في الهواء بمساعدة مرشدين علميين يحيطون به من كل جهة.

فيزياء وكيمياء

تحت عنوان “علوم من حولنا”، يُقدم علماء وباحثون وطلبة قدموا من جامعات بريطانية ولهم باع طويل في المشاركة في مهرجان إدنبره الدولي الذي يبلغ عمره أكثر من 25 سنة ورشاً حول مصباح الأشعة فوق البنفسجية، حيث يُلقنون كل طفل كيفية صُنع مصباح فوق بنفسجي، ثم استخدامه في مجالات مختلفة لرؤية عقارب في العتمة، والرسم بالضوء. وبمجرد ما يكتشف الآباء هذه الاستخدامات المتعددة للضوء فوق البنفسجي، يسرعون بتجريبه عبر إخراج بطاقاتهم الائتمانية وأوراقهم النقدية لمعرفة كيفية تمييز الحقيقي منها عن الموزر باستخدام الضوء فوق البنفسجي، مستعينين بذلك بما يتلقونه من أجوبة من المرشدين العلميين البريطانيين. يقول توم، أحد المرشدين، “أشارك لأول مرة في مهرجان علوم بالشرق الأوسط، وأنا طالب ماجستير سبق لي المشاركة في دورات متعددة لمهرجان إدنبره الدولي للعلوم، وفرحت كثيراً بالمشاركة في هذا المهرجان، فالحضارة الإسلامية قدمت كثيراً من العلوم إلى الإنسانية، وكثير من المتاحف العلمية في العالم تشهد على ذلك”.

ويضيف “ما أذهلني في هذا المهرجان هو أنه يستخدم أدوات ومعدات من أحدث ما يكون وذات تكلفة غالية، ومع ذلك فهو مجاني هنا على الكورنيش. فالحصول على تذكرة واحدة لقضاء مساء في مهرجان علوم دولي في أوروبا يكلف الطفل الواحد ما لا يقل عن مئتي درهم”. هي فرصة إذن لأطفال الإمارات ليكتشفوا عوالم مختلفة تقدم لأقرانهم في دول أخرى بمقابل. وفي الخيمة نفسها، يطلع أطفال آخرون على مجالات علمية مختلفة كمكنسة المحيك والوزن على الكواكب والسلسلة الغذائية وطاولة التروس، بينما تتجمهر مجموعة أخرى من الأطفال على محاضرين علميين يتحدثون عن السوائل وخصائصها الكيميائية بقالب مرح، إذ لا يتردد المحاضر في إشراك الجمهور في أداء أغنية يحبونها بعد الانتهاء من تعريفهم بخصائص كل محلول أو سائل.

ديناصور تي ريكس

حظيت فعالية الديناصور المتحرك “تي ريكس” بأكبر قدر من المشاهدة والمتابعة من الصغار كما الكبار. ولعل سبب ذلك يرجع لكونه يُدرج ضمن فعاليات المهرجان للمرة الأولى. فالكبار يحملون هواتفهم الذكية وكاميراتهم من أجل التقاط صور الديناصور، والأطفال يقتربون منه ويصرخون بفرح واندهاش. فالجميع كان يتعامل مع عروض الديناصور وإخافته للأطفال كما لو كانت حقيقية. ومن الأشياء الإيجابية، أن المرشدين بجعل الديناصور يطلق العنان لحركاته، يُقدمون معلومات عنه وعن تاريخه والمعلومات الخاصة باكتشاف مستحاثاته وبقايا عظامه، وعن غذائه وحجمه والحقبة التي عاش فيها.

حسرة أب

يقول أحد الآباء الذي فشل في إسكات ابنه وقت الإعلان عن إغلاق أبواب المهرجان ليوم أمس بنبرة مفعمة بالتأثر “ما أجمل أن تستمتع بما تتعلم، وما أروع أن يُذرف ابنك دمعة فقط لأن المنظمين قرروا إغلاق أبواب المهرجان دون أن يُشفي غليله من القيام بتجارب واكتشاف معارف. فعندما يُصادفك مشهد كهذا يطرح السؤال نفسه عن سبب عدم شعور أبنائك بالشعور نفسه وهم في المدرسة، فهم يفرحون بإجازتهم وعطلة نهاية الأسبوع ويكتئبون لقرب الموسم الدراسي والعودة للتعلم. فهنا علم وتعليم وتربية، وهناك تربية وعلم وتعليم.

لكن الفرق قد يكمن في طرق التعليم ومناهج التدريس. فمناهجنا لا تزال مغرقة في التنظير وقليلة التطبيق، ومختبراتنا مجهزة بكل المعدات والتقنيات الحـديثـة، لكن معظم طلبتنا لا يزالون ينفرون منها”.

فعاليات موازية

السيرك حاضر في الدورة الحالية مع البهلوان الفكاهي “رايز توماس” الذي يقدم تشكيلة من الألعاب والعروض المثيرة كشقلبة كرة البولينج في الهواء، وألعاب الجاذبية وركوب دراجة أحادية لتحقيق التوازن وعروض بصرية تجميع بين الخُدع والعلوم. كما يُنظم البروفيسور “هال” عروضاً كيميائية حول الانفجار العظيم يستخدم فيها بيض النعام وغاز الميثان المتراقص والأوكسجين السائل والنيتروجين وثاني أوكسيد الكربون الصلب. صور: فعاليات متنوعة في مهرجان العلوم ورش العمل تركز على تنمية المهارات ابتكارات من أدوات بسيطة تبهر زوار المهرجان.

إسعافات أولية

لا يكتفي منظمو مهرجان العلوم بتدريب الزوار صغاراً وكباراً على إشباع فضولهم من أدوات الطب والجراحة والمعدات الطبية الحديثة وإسعاف الآخرين، بل يضع في عين المكان خيمة إسعافات أولية لتقديم الإسعاف لكل طفل سقط أو جُرح أو أصيب بطريقة أو بأخرى. كما تُقدم هذه الخيمة فحوصاً مجانية لمن يرغب في إجراء فحص ضغط الدم وسكر الدم والكوليسترول ومؤشر الكتلة الجسمية. كما يوزع الممرضون فيه المسكنات والأدوية غير الموصوفة لمن احتاجها من مرتادي المهرجان، حيث تقول الممرضة ماريا إن أكثر من يزور خيمتهم من الكبار المتراوحة أعمارهم بين 20 و40 سنة من الراغبين في قياس ضغط الدم وسكر الدم بالتحديد، وهي تقول إنه لم يحتج للإسعاف في اليومين الأولين أكثر من أربعة أطفال جراء سقوطهم وإصابتهم بجروح بسيطة.

تعريب وترجمة

من الأمور اللافتة في هذه الدورة أن جميع الورش والفعاليات تقدم باللغة العربية أو الإنجليزية، مع توافر مترجم تتبعي يترجم ما يقدمه المنشط للأطفال في كل ورشة. كما أن كل خيمة تتوافر على مطبوعات وشروح باللغتين العربية والإنجليزية، ما يُتيح لجميع فئات الجمهور، عرباً وأجانب فهم ما يُقدم لهم ولأبنائهم، والتفاعل معه أكثر عبر طرح ما يريدون من أسئلة واستفسارات.

المصدر: جريدة الحياة