هيئة الطرق والمواصلات بدبي تطرح مشروعات ذكية في القمة الحكومية

أخبار

في لقاء خاص حول القمة الحكومية الثانية في برنامج “قابل للنقاش” على قناة تلفزيون دبي، أكد المهندس مطر الطاير رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات بدبي عضو المجلس التنفيذي في الامارة، ان الهيئة تستعد لتقديم حزمة من المفاجآت خلال القمة الحكومية الثانية التي تعقد الاثنين المقبل، اذ ستطرح خلالها عددا من المشروعات الذكية بالإضافة الى مشروعات البنى التحتية الجديدة، حيث سيشارك فيها ما يزيد على 3 آلاف و500 شخصية حكومية بارزة، ومن صناع القرار، ورواد العمل الحكومي في المنطقة والعالم.

وتحدث مطر الطاير في الحوار الذي أدارته الاعلامية نوفر رمول عن كيفية تحقيق السعادة للجمهور، وهذا ما يفوق “الرضا”، مبيناً أن الهيئة تسير في هذا المجال متبعة نهج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي يريد ان يكون شعبه أسعد شعب في العالم وكان له بالفعل ما أراد، مبينا انه لا بد من استكمال المسيرة وعدم الوقوف عند ما تم تحقيقه.

وأشار الى ان محور البنية التحتية مهم لكل مدن العالم، إذ إن معظم المدن على مستوى العالم والحكومات تهتم بمجال البنية التحتية، نظرا لكون الاستثمار فيها يعد المحرك الاساسي لاقتصاد أي مدينة، وأن دولة الامارات بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أعطيا هذا القطاع أهمية كبيرة، واستثمرت الحكومات المحلية مليارات الدراهم في هذا المجال، فعلى سبيل المثال حكومة دبي ضخت خلال سبع سنوات حوالي 70 مليار درهم، وبفضل هذا الاهتمام وهذه التوجهات حققت الامارات المركز الاول على مستوى العالم في جودة الطرق، اما بالنسبة لجودة البنى التحتية والنقل فحققت المركز الحادي عشر، كما حققت المركز الاول عالميا في الثقة الحكومية والاقتصاد وفقا لمؤشر ادلر للثقة لسنة 2014.

ميزات

وأكد انه لكل تلك الاسباب مجتمعة وغيرها من الميزات والتسهيلات التي تنعم بها الدولة تمكنت من الفوز باستضافة معرض اكسبو 2020 وهو أمر يحدث للمرة الاولى في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، موضحا ان هيئة الطرق والمواصلات تعد عنصرا من عناصر الجهات التي عملت على تطوير البنى التحتية، مع محاولتها في الوقت ذاته على تحقيق نوع من التوازن في الاستثمار بين الطرق وبين وسائل النقل كافة، يشمل ذلك عمل توازن من ناحية الصرف او الاستخدام، موضحا بأن عنوان القمة الحكومية أو شعارها هو الريادة في الخدمات الحكومية، أي الريادة في الخدمات التي تقدمها الحكومة، وبالرجوع إلى كافة مدن العالم، نجد ان التنقل الذكي محور أساسي في بناء أية مدينة، وموضوع التنقل الذي لدينا يتكون من خمسة محاور:

الأول: الاتحاد الدولي العالمي للمواصلات هدف من أهدافه في السنوات المقبلة ان يضاعف من النقل الجماعي، واستخدام وسائل النقل الجماعية، وهو هدف استراتيجي على مستوى عالمي وليس فقط على مستوى الامارات، والمحور الثاني: يتمثل في كفاءة التقنيات الحديثة في مجال المرور، فمعظم الانظمة المرورية على مستوى العالم كلها أتوماتيكية ومبرمجة بمعنى تربطها شبكة أتوماتيكية.

وأشار الى ان المحور الثالث يتمثل في موضوع التكامل في وسائل الانتقال، فمثلا القطارات والترامات، والنقل البحري والحافلات يجب ان يكون بينها جميعا رابط واحد، فعلى سبيل المثال في منطقة بر دبي وتحديدا عند “الشندغة” توجد محطة مترو، وبالقرب منها محطة أخرى للحافلات، ومواقف لسيارات الاجرة، ومحطة للنقل البحري على الخور، فهي عبارة عن منظومة متكاملة، مؤكدا ان هذا النموذج موجود في دبي بكثرة وبعدة مناطق وأماكن، وكذلك في عدد من دول العالم، لذلك لا بد من التكامل في هذه الوسائل، اما المحور الرابع فيتمثل في جعل الخدمات الالكترونية هي الاساس، بحيث يتم وضع تطبيقات خاصة على الهواتف الذكية والوسائل التقنية تتضمن كافة الخدمات التي تقدمها الهيئة معا، للتسهيل على المستخدم.

بالاضافة الى المحور الخامس المتمثل في التنمية الذكية مؤكدا أنها في غاية الاهمية، مثال على ذلك محطة المترو، اذ يجب ان يتم استغلالها والعمل على تطوير المنطقة المحيطة بها، موضحا ان التخطيط حول الاماكن التي تضم محطات يختلف تماما عن التخطيط للاماكن الاخرى، اذ يجب التخطيط والاعداد له بذكاء وعناية، فمثلا في اماكن المحطات تكون الكثافة السكانية اكثر حتى يتم الاستفادة القصوى من المترو، او الحافلة، ولا يتم الاعتماد على السيارات الخاصة، مشيرا الى ان عدة مبان سكنية في الامارة تم ربطها بجسر مشاة يوصل مباشرة الى محطة المترو، ومنها يمكن استخدام عدة وسائل نقل جماعية بكل سهولة، وهو ما يعد جزءاً من التنمية الذكية.

أولويات

وأضاف: لا شك ان هناك أولويات وبرامج للعمل، والاستثمار في موضوع المدينة الذكية لأن الحكومة الذكية والالكترونية كلها جزء من الحكومة الذكية، وفي النهاية نحن نريد مدينة ذكية، ونريد إسعاد الناس، وعلى سبيل المثال لدينا في الهيئة ما يزيد على 200 خدمة، بينها خدمات مهمة جدا للجمهور وتعد أولوية قصوى، فيما خدمات أخرى تعد أقل أهمية، مثل موضوع الدفع، كان يجب علينا ايجاد بطاقة واحدة موحدة يتم استخدامها للدفع مقابل استخدام وسائل النقل الجماعي كافة، سواء المترو أو التاكسي أو الحافلات أو المواصلات المائية، وكلها تتم بالفعل عن طريق بطاقة “نول” تسهيلاً على المستخدم من حمل أكثر من بطاقة واحدة أو الدفع نقدا.

كما تحدث الطاير عن مركز التحكم بالإشارات الضوئية مبيناً ان 60% من الاشارات الضوئية في شوارع الامارة مرتبطة مع بعضها البعض، وأن الاربعين بالمئة المتبقية جاري العمل على ربطها، كي يتم التحكم بها عن بعد، كذلك بالنسبة لنظام المواقف الذكية، حيث يمكن لمستخدم الموقف الدفع من خلال الرسالة النصية القصيرة وهو في سيارته، وعند انتهاء المدة يمكنه من مكتبه أو أي مكان هو فيه إعادة الدفع للوقت الإضافي دون الضرورة للعودة الى السيارة او ارسال اي شخص لفعل ذلك بدلا عنه، بالاضافة الى اللوحات الذكية المتحولة والموجودة على شوارع الامارة والتي تبث رسائل توعية وتحذير سواء بوجود ازدحام او حادث او ما شابه ليتخذ السائق طرقا بديلة وأيضا يتوخى الحذر.

السعادة

وحول كيفية تحقيق السعادة للعميل لا الرضا فقط، اشار الطاير الى ان الاساس في اسعاد العميل هو التواصل المباشر معه ومعرفة مشاكله واحتياجاته، ولهذا الغرض انشأت هيئة الطرق والمواصلات في دبي فريقا خاصا يزور المجالس المحلية في الامارة ويتعرف من الناس عن قرب على احتياجاتهم ورغباتهم لتقديمها، مبينا ان هذه اللقاءات نتج عنها خدمة “هلا تاكسي” وهي سيارات أجرة يمكن حجزها عبر الهاتف عن طريق مركز الحجز التابع للهيئة، ولا يتم إيقافها على الطريق كباقي سيارات الاجرة، وهي تفيد الاشخاص الذين لديهم مواعيد محددة، أو بحاجة فورية إلى سيارة أجرة.

سيارة من دون سائق قريباً في شوارع دبي

قال مطر الطاير: انه سيتم خلال القمة الحكومية عرض سيارة بدون سائق ستكون قريباً في شوارع دبي، لكنه رفض التعليق اكثر تاركاً الموضوع بمثابة مفاجأة في القمة إضافة الى العديد من المفاجآت التي وعد بالإعلان عنها في حينها.

أشار مطر الطاير الى نظام تخطيط الرحلات الآلي الذي يعمل على تسهيل حياة الجمهور بشكل كبير، ويشكل نقلة نوعية في حياة الكثيرين والتخطيط لرحلاتهم ووجهاتهم، اذ يمكن من خلال هذا النظام قيام العميل وهو في بيته او مكتبه بمعرفة كيفية الوصول الى وجهته وان أراد التوجه مشياً فإن النظام سيحسب له عدد الخطوات، وان اختار التاكسي او المترو او غيرهما من الوسائل فإن النظام سيعطيه الوقت المطلوب والتكلفة ايضا لكل وسيلة مما يجعل الخيار امامه سهلا، بالإضافة إلى “الواي فاي” الذي تقدمه الهيئة لعملائها في كل من الترام، والمترو، والحافلات عبر المدن، ويجري العمل حاليا على اضافته داخل الحافلات الموجودة ضمن نطاق المدينة.

وأكد ان الهيئة وضعت 620 شاشة خاصة داخل عدد من سيارات الأجرة، يمكن من خلالها بضغطة واحدة تقييم الرحلة او السائق، وتصل المعلومة الى مركز التحكم الذي يتعامل معها في ما بعد، بالإضافة إلى شاشات خاصة بأجرة المطار تبين للسائح او القادم بيانات الفنادق في الإمارة واماكنها واسعارها مما يسهل عليه الاختيار ويوفر له الوقت، والعكس للمتجهين الى المطار تقدم لهم الشاشات ارقام الرحلات، واماكن الكاونترات الخاصة بكل رحلة وموعد الإقلاع وما الى ذلك، وكله يصب في المدينة الذكية.

وقال: “نفخر بالقمة الحكومية التي كنا بالفعل بحاجة لمثلها نظرا لانتقال الأفكار والتجارب بين الدول ويمكن الاستفادة منها وتعميمها، خاصة انها فرصة لتلاقي دول ذات باع طويل في مجال المواصلات وايضا المشروعات الاخرى التي تصب في هدف القمة الحكومية”.

تعاون

وردا على سؤال حول مدى التعاون بين الهيئة والقطاع الخاص أشار الطاير إلى ان الكثير من المشروعات تتم بالتعاون مع القطاع الخاص، إلا أن القطاع الخاص لا يدخل في كل المشروعات، فعلى سبيل المثال عند البدء بالعمل في مترو دبي رغبت الهيئة في اشراك القطاع الخاص، إلا ان الأخير اشترط التحكم بالتعرفة، وهذه من سلطات الحكومة كونها تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد وتمس شرائح مختلفة في المجتمع ولا يمكن بأي حال من الأحوال تركها للمقاول ليتحكم بها، مؤكدا في الوقت ذاته ان القطاع الخاص له مساهماته فقد تم انشاء 500 مقصورة مكيفة لانتظار الحافلات على مستوى الإمارة دون ان تتكلف الهيئة درهما واحدا، حيث يسترد المستثمر المبالغ التي دفعها في المشروع من خلال الإعلانات التي يتم عرضها على تلك المقصورات.

تشريعات

كما تحدث عن التشريعات المتعلقة بالسيارات الخاصة، مشيرا الى انه في دبي يوجد معدل سيارة لكل شخصين وهي نسبة مرتفعة جدا، وفي بعض الدول يتم فرض رسوم على تملك السيارات لدفع الناس الى استخدام وسائل النقل الجماعي، وأضاف: ” اذكر عندما عملنا خطة دبي الاستراتيجية ووضعنا خطة النقل، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بترك الحرية للجمهور في اختيار الوسيلة التي يريدون استخدامها سواء كانوا مقيمين او سياح، وطلب من الهيئة ان تنشئ حافلات ومترو وتراماً ومواصلات جماعية بمواصفات خمس نجوم، وجعلها جاذبة للمستخدم بإرادته لا بالفرض، وكذلك عند وضع خطة دبي الاستراتيجية وحين اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، طالب بأن تكون مرنة، وطالبنا جميعا بعدم استخدام حجة انها خطة ولا يمكن تغييرها، بل اكدنا أننا في مدينة سريعة التطور والنمو وان خطتها يجب أن تكون مواكبة لها وان تكون مرنة وقابلة للتغيير والتجديد”. مشروعات جديدة

أشار مطر الطاير إلى عدد من المشروعات الجديدة التي تسعى الهيئة الى تنفيذها مستقبلاً، منها انظمة النقل الشخصية السريعة وهي شبيهة بالترام لكنها تستوعب بحد اقصى 6 اشخاص، وتسير على مبدأ الترام، وإدخال التلفريك، ومد ترام الصفوح الى منطقة جميرا، وتمديد الخطين الأحمر والأخضر للمترو قبل حلول 2020 وذلك لاستيعاب العدد الكبير من القادمين لهذه المناسبة كما هو معروف، ومد الخط الأخضر إلى المدينة الأكاديمية، وتنفيذ 11 مشروعاً ضخماً منها جسر الشندغة، وجسر الاتحاد، وجسور قناة دبي المائية.

وتغيير محور المدينة الجامعية، وشارع اليلايس وهو شارع رئيسي في منتصف المدينة، مع تغيير في عدد من الشوارع الرئيسية، بالإضافة إلى مشروع تقني جديد بالكامل يتيح للمستخدم معرفة تفاصيل المراكز التابعة للهيئة فعلى سبيل المثال اذا كان العميل يود التوجه الى احد مركزي خدمة الهيئة على شارع الشيخ زايد حيث يوجد واحد في مركز المنارة التابع لبلدية دبي والثاني في المركز الرئيسي في البرشاء، يمكنه من خلال تطبيق معين على الهاتف الذكي معرفة عدد الأشخاص في كل مركز.

 المصدر: دبي ـ فادية هاني – البيان