حمود أبو طالب
حمود أبو طالب
كاتب سعودي

إدارة تخطيط وتطوير الإرهاب

آراء

بعد فترة من الهدوء النسبي، يبدو أننا ندخل في مواجهة موجة جديدة من المخطط الإرهابي الذي يستهدفنا تتسم بتكتيك نوعي مختلف عن الأداء التقليدي السابق. للأسف، فقد ساعدت الاضطرابات التي انفجرت حولنا في إيجاد توأمة غير معلنة بين فصيلين يشتركان في النوايا، وإن كان أحدهما هدفه استراتيجي بعيد المدى. الكوادر التي بدأت تنشط بشكل ملحوظ منذ بداية الفلتان الأمني في سوريا واليمن استعادت نشوة الانخراط في ما يزعمون أنه جهاد في تلك الساحات المشتعلة بكل أشكال اللا معقول. محركات الدفع التي ما زالت تمارس تحريضها وتسويغها دون لجم دفعت بكثير من الشباب للاتجاه شمالا صوب الساحة السورية، وفي النهاية سيعود من تبقى منهم وليس في داخله سوى شهوة التدمير. وبالاتجاه جنوبا إلى اليمن نجد أن القيادة المركزية للقاعدة التي تحولت إلى قيادة إقليمية متخصصة في استهداف المملكة، نجدها تضم الكوادر البارزة في التخطيط والاستقطاب وتدبير التمويل، وبالطبع ساحة نشاطها لدينا، فهنا التمويل وهنا شباب الجهاد الجاهز وهنا بارونات التسويغ وفتاوى الجهاد. الظروف بدأت تخدم القاعديين مجددا بعد هزائم كبيرة جعلتهم يتوارون، فبدأوا بمخطط جديد تميز هذه المرة بخطورة لافتة بتجنيده للنساء واختطاف الأطفال وتكوين مجتمع عائلي قاعدي.

أما فصيل الإخوان، فإنه بعد زوال سحابة الأمل بالنصر المؤزر وخيبة الأمل التي منوا بها ودخول قادتهم السجون انسحبوا قليلا من الواجهة، خصوصا بعد تصنيفهم جماعة إرهابية، لكنهم ازدادوا حقدا وكراهية تضاف إلى طبائع الغدر والخيانة واللؤم المتأصلة فيهم، ولأنه لا مبدأ ثابتا لديهم، فإنهم يقدمون استشارات مجانية للفصائل القاعدية والداعشية وغيرها التي تتمنى إلحاق الضرر بوطننا، إنه اشتراك في رغبة التدمير وإن اختلفت الأسباب والأهداف. وإضافة لهذا الدور، فإنهم يسعون بهمة عالية إلى إحداث البلبلة في المجتمع باختلاق قضايا وأزمات من عندياتهم لتهيئة المناخ المناسب لمسرح الفوضى الذين يريدون تدشينه.

الخلايا الجديدة التي تم مؤخرا إعلان اكتشافها وضبطها يجب أن تجعلنا في أقصى درجات الحذر واليقظة، وتتطلب تفكيرا وأداء نوعيا يستطيع الإحاطة بالتحول النوعي في مخطط التخريب، وهنا لا بد من التأكيد على أن الحل لن يكون كاملا إذا اقتصر على الجانب الأمني وإن كان متفوقا، بل لا بد من استئصال كل أفراد إدارة التخطيط والتطوير في مؤسسة الخراب، لا بد من ضبط الفكر الشيطاني الذي ما زال يمارس دوره بهمة ونشاط.

المصدر: عكاظ