عاصمة النور

آراء

عاصمة النور تضاء بصرح من صرح النور على لسانه، بأبهى الصور، وأجمل العبارات، وأنبل القيم، وأكمل الشيم، ومن تسامت الكلمات وهي ترسم للوطن صورة المثال والنموذج المحتذى، والقدوة التي تمضي نحوها الأوطان.

عاصمة النور، تبتهج بصرح مد للمدى مداد القصيدة، فامتد يمد الخطى باتجاه الأفق، يرنو إلى العالم بحدق الصفاء، وروح الوفاء للأرض، للإنسان، لبيان القدرة الإلهية التي منحت هذا الشعب قائداً جعل من الوطن محيطاً تسبح في أعماقه أرواح المحبين، وتعزف الموجة لحن الانتماء إلى كون نحن فيه فراشات تهتف باسم الخالق العلي القدير.

عاصمة النور، تخلد صرحاً فيه البيان والبنان والتبيين، فيه خصال النجمة، وطبع الغيمة، وسجايا النعمة، وثنايا القيمة، فيه الجلال والجمال وشيم الوصال، فيه سحر البدايات التي انبثقت منها لحظة الانبهار والازدهار والإثمار والإعمار، ونبوغ المسار وبلاغة الوعي في العلاقة ما بين الإنسان والإنسان، وما بين الإنسان والأرض.

عاصمة النور، تفتح مصابيح الحياة على صرح مد للصروح آفاقاً وأطواقاً وأعناقاً وأشواقاً، وفتح للإنسان ينابيع الأمل، ومنح للصحراء أوراق الينوع واليفوع، وأهدى الطير أنشودة التغريد، لتصبح الإمارات اليوم واحة، وأبناءها قصائد معلقة على جدر المجد، ويصير البحر مراكب سفر محملة بالأحلام الزاهية، والأمنيات المزدهرة بثراء الواقع.

عاصمة النور، تزهر اليوم بصرح زايد، وتزدهر بذكراه المعبقة بمنجزات ومكتسبات أذهلت وأدهشت وأسعدت، وجعلت القلوب مثل بساتين تفوح بعطر الفرح، وتزهو بألوان الورد. عاصمة النور، تستقبل اليوم وجهاً من وجوه النور، وتحتفي بالبهجة والسرور، وتمضي في الحياة مكللة بالفخر، مجللة بالعز، متوجة بكرامة من صنع للوطن قدرته الفائقة على النصوع والسطوع وارتفاع الهامة.

عاصمة النور، تبدو اليوم ريانة بالمشاعر الرقيقة، والأفكار الذاهبة إلى التاريخ بكل اعتزاز وكبرياء، لأنها تحتفل بأعز ما أنجبته هذه الأرض، هو زايد الخير.

عاصمة النور، عاصمة الكلمة التي فاهت بها الصحراء، فانبلج الفجر من أرجائها، ومنحت الشمس أهدابها للوطن كي يغني للوجود، ويرفع النشيد محيياً ميلاد فذ وجهبذ، كان للصحراء هدية، وللإنسان أمنية، وللعالم كتاباً يشرح معنى الانتماء والولاء.

المصدر: الاتحاد