مشاريع حسين بن عاقول

آراء

راودتك أحلام اليقظة لبدء مشروعك التجاري الخاص، تتخيل نفسك ذلك الملياردير الذي يظهر في مواقع التواصل الاجتماعي راكباً طائرته الخاصة، تتناول الكافيار القزويني ومحار البحر المتوسط، مع مجموعة فاخرة من الأجبان الفرنسية، ومحاطاً بشلتك المباركة، تتحدث لمتابعيك تارة بالعربية ثم الإنجليزية، دع عنك المشاريع المكررة التي تشبع منها السوق، مثل: بيع «الكب كيك» والمحاشي على «إنستغرام»، أو فتح مغسلة للسيارات، أو محل خياطة.

فكّر في شيء جديد مبتكر، ما رأيك في الفكرة التي طرحها «حسينوه» في مسلسل درب الزلق، فكرة نقل الأهرامات من مصر إلى الكويت؟! في رأيي هذه هي الفكرة الخلاقة التي ستدخلك نادي المليار دولار، وحتى لا يقال بأنك سرقت حقوق الفكرة من حسين بن عاقول، يمكنك أن تنقل شيئاً آخر، وهذا بالفعل ما يود صاحبي فعله، فقد تواصل مع مستثمر من آيسلندا، وعرض عليه نقل 50 ألف طن من رمل صحراء الربع الخالي إلى أراضي آيسلندا المتجمدة، الكمية تعادل ما عدده مليون ونصف المليون «تريب» رمل، وكما هو معلوم فإن قيمة «التريب»، بسعر سوق اليوم، تراوح ما بين 1000 و3000 درهم، إذا كان رملاً صحراوياً، تضاف إليها تكاليف الشحن البحري، ولو سألتني: ماذا ستستفيد آيسلندا من هذا المشروع؟

دخول هذه الرمال الصحراوية إلى أراضٍ جليدية سيؤثر في الحرارة المنخفضة في شمال المحيط الأطلسي، فتتحول إلى معتدلة صيفاً وشتاءً، كما أنها ستشكل عامل جذب سياحي كبيراً، خصوصاً إذا استغلت الحكومة الرمال سياحياً بإنشاء مركاض لسباق الهجن، وميدان لمزاينة الإبل، كما سيلعب المشروع دوراً مهماً في تحويل جليد آيسلندا إلى واحات نخيل خضراء، في مدة لن تتجاوز 10 سنوات فقط.

يقول صاحبي إن إطلاق هذا المشروع ليس بالمهمة الصعبة التي تتطلب الكثير من العمل الشاق، كل ما تحتاجه فيديو باللغة الآيسلندية، يشرح فكرة المشروع، ثم ستجد الكثير من الآيسلنديين يتداولونه عبر الـ«واتس آب» والـ«إنستغرام»، ويروج بينهم بكل فخر.

إن صح وتداول الآيسلنديون فيديو المشروع الصحراوي، فنصيحتي للحكومة الآيسلندية ــ وأقولها عن خبرة ــ ألا تنفي الشائعة، بل تدعها تكبر وتكبر، ثم تطلب من وزير التعليم مراقبة ما يحدث، وفي أول اجتماع للحكومة تطلب منه تقديم خطة لتطوير التعليم الأساسي في آيسلندا.

المصدر: الإمارات اليوم