خالد السويدي
خالد السويدي
كاتب إماراتي

مغاليق للخير

آراء

«مفاتيح للخير ومغاليق للخير»، هكذا يصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أنواع المسؤولين في تغريدة كتبها على موقع «تويتر»، قبل أيام عدة، وهي بلاشك واقع ملموس يراه الشيخ محمد من خلال تعامله مع المسؤولين واستماعه لكل ما يتعلق بالمواطن والمقيم في شؤون الحياة كافة.

المسؤولون من نوعية مغاليق للخير باتوا يتناقصون في الفترة الأخيرة، وأصبحوا معرّضين للانقراض بسبب سياسة المحاسبة التي يتّبعها الشيخ محمد في إدارته، فلا مكان فيها لمن يتلذذ بتعطيل مصالح الناس، ومن يعتقد أن أهمية منصبه في كثرة المراجعين الذين يتوافدون على مكتبه لينجز معاملاتهم، فتأخذه العزة بالغرور كما أخذت الكثيرين غيره.

هذه النوعية نفسها لا تريد الخير إلا لها وللحاشية المحيطة بها، فيعمد المسؤول من هذا النوع إلى تعقيد الإجراءات والتضييق على الناس بفرض أمور إدارية تعسفية ما أنزل الله بها من سلطان، قد تشمل الموظف والمتعامل في آنٍ واحد، لكونها متلازمة مرضية في نفسه لا ينفع معها لا علاج ولا دواء، فيكون الحل في نهاية المطاف في العزل أو الإحالة إلى التقاعد.

في حياتنا نلتقي بعشرات وربما مئات المديرين والمسؤولين، قد يتعامل الواحد منا معهم مرات عدة، ليعرف من أي نوع هذا المدير أو غيره، وهناك من لم نتعامل معهم ولكن سمعنا الكثير عنهم، سواء كان كلاماً طيباً أو غير طيب، وبتلقائية شديدة يذكر الواحد منا المسؤول الذي يسعى للخير بكلمات وعبارات جميلة، أما النوع الآخر فلا نقول سوى قل أعوذ برب الفلق من شرّ ما خلق!

المسؤولون من نوعية مفاتيح للخير، ينشرون السعادة والارتياح أينما وجدوا، تعاملهم في منتهى الأدب والاحترام مع الجميع، لا يصدّون سائلاً أو محتاجاً، يعملون على تذليل كل العقبات على المواطن والمقيم، وسترى أن نسبة الرضا الوظيفي في مقر عملهم مرتفعة جداً، ولا يمكن مقارنتها نهائياً مع النوع الآخر من المسؤولين، هنا أتذكر مقولة الكاتب الفرنسي الراحل فولتير: «أفضل طريقة لإلزام الناس أن يقولوا فينا خيراً في أن نصنع الخير».

المصدر: الإمارات اليوم