عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

وللناس أعين!

آراء

هل أدعي أنني سعيد لجميع أشقائنا الذين بدأوا بالتوافد لزيارة الإمارات! لا أستطيع! أرجوك لا تطلب مني التمثيل مرة أخرى! كيف أكون سعيداً لعائلة أو موظف حصلوا على إجازة أكثر من 10 أيام تؤهلهم للسفر خارج حدود دولتهم، والعيد لم يبدأ بعد، بينما سيكون جدولنا هو: الذبح في اليوم الأول والزيارات في اليوم الثاني والتجهيز للعودة إلى الدوام/المدارس في اليوم الثالث! على الأقل أعطونا إجازة (مطولة) نوعاً ما، لغرض ألا نحسد السياح ليعودوا بذكرى حسنة، بدلاً مما سيعودون به من مغص في البطن، وآلام في الظهر، وشخط سيارات، وفقدان بطاقات ائتمان، والسبب تعرفونه جيداً.

بعيداً عن سعادتنا بهم ولهم، وبعيداً عن «هاشتاق» مرحباً بالأخضر، في عام 2010 أقرت بلدية المنطقة الغربية مشروعاً واعداً، وأطلقت عليه في ذلك الحين اسم (بوابة الإمارات)، كان المشروع يطمح إلى خلق مدينة خدماتية كاملة، على مدخل الحدود السعودية الإماراتية، بحيث تتوافر فيها كل الخدمات من فنادق ووسائل ترفيه وسياحة، وتعكس التغيير في النمط والجو لزائر الدولة، بمجرد وصوله إلى أراضيها، إلى أن بعض التغييرات التي طرأت على إعادة هندسة المشروعات أجلت المشروع إلى وقت آخر.

التقارير الأخيرة التي أشارت إلى احتمال وصول عدد زوّار الإمارات إلى أكثر من مليون شخص في فترة الأعياد، خصوصاً مع إغلاق الدكاكين في سورية ولبنان، وعدم وضوح ساعات الدوام الرسمي في مصر، هي تقارير منطقية، لكن الضغط الكبير الذي سيكون على البنى التحتية سيجعل من المستحيل الاستمتاع بالوضع العادي والطبيعي للمرافق، إن لم تتم توسعتها بشكل كبير لتستوعب الزيادات الموسمية السنوية. حدثتني أسرة عربية عن وقوفها أكثر من ساعتين ونصف الساعة، للحصول على تذاكر دخول (كدزانيا)، ما أثر في مقدار الاستمتاع بالتجربة نفسها.

وجود وجهات سياحية ضخمة وحقيقية في المنطقة الغربية أصبح ضرورة أولاً لتسويق المنطقة سياحياً واجتماعياً واقتصادياً، وثانياً لكسر حدة الازدحامات التي تطال المدن الكبرى، خصوصاً أن الغربية قريبة نسبياً ثقافياً من المملكة العربية السعودية، لذا فإن القيام بإحياء مشروعات على غرار «بوابة الإمارات» لن يؤذي أحداً.

الربع يذهبون إلى صلالة، والسعوديون يسيحون في الإمارات، والبحرينيون والعمانيون والكويتيون في موسم الحج، موسم مداورة بامتياز، بانتظار أن يتم تعميمه على الموظفين في القطاعات الحكومية من باب كسر الروتين، ويا حظه إللي يبدأ التجربة منقولاً من (دبي) إلى (خميس مشيط)!

المصدر: الامارات اليوم