آراء
الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٢
خلال الفترة من 2-3 ديسمبر 2012م عقدت في الدوحة ندوة كبرى بعنوان (العلاقات العربية الايرانية في منطقة الخليج) بتنظيم من منتدى العلاقات العربية والدولية وقدمت في الندوة أوراق هامة ومتميزة ونادرة، أبرزها «العلاقات العربية الايرانية في ظل صفقات ايرانية امريكية محتملة» للمتخصصة في الشئون الايرانية د. فاطمة الصمادي و «قضايا الهوية والثقافة السياسية في ايران وظلالها في العلاقات العربية « للدكتور محجوب الزويري و «المشكل الواقعي والمتوهم في العلاقة العربية الايرانية « للدكتور توفيق السيف و «ايران والشبكات الشيعية في الخليج» للدكتورة لورنس لوير و «الأسس الحاكمة للعلاقات العربية الايرانية» للدكتور عبد الخالق عبد الله و «ايران في المخيال العربي» للدكتور العراقي حيدر سعيد و «تأثير مكونات الهوية الايرانية في سياسة ايران الخارجية تجاه دول المنطقة» للمتخصص في الشئون الايرانية الأردني الأستاذ حسن العمري و «العلاقة العربية الايرانية في الواقع الجغرافي والسياسي» للدكتور عبد الوهاب القصاب، و «العلاقات الخليجية الايرانية بين التحديات والفرص» للدكتورة ابتسام الكتبي و» العامل المذهبي في العلاقة العربية الايرانية» لوزير الثقافة الايراني الأسبق الدكتور عطاء الله مهاجراني و «العلاقة العربية الايرانية اعادة نظر في الواقع الجغرافي والسياسي» لبيرويز مجتهد زادة و «العرب وايران صراع المصالح والايدولوجيا « والمسألة الايرانية في العقل العربي» للدكتور محمد محفوظ و «نظرة على مستقبل الخليج في ضوء العلاقات العربية الايرانية» للدكتور…
آراء
الإثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٢
تشهد الساحة السعودية تبدلاً حاداً في الرؤية الأمنية وطريقة التعاطي مع القضايا المختلفة، العفو الملكي عن يوسف الأحمد، تصريحات المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية عن سليمان العلوان ومن ثم الإفراج عنه، بيان وزارة الداخلية عن الموقوفين، زيارات متكررة للسجون وكأنها مناطق سياحية، شفافية مفرطة في محاكمة عبدالله الحامد ومحمد القحطاني سواء من حيث العلنية أو التغطيات الإعلامية الحرة. اللافت أن هذه التغيرات جاءت، خلال شهر تقريباً، في مسارات متوازية وتوقيت واحد ما يعني تبدلاً جذرياً في الرؤية الأمنية يكسر حاجز الصمت والعزلة ويسير في اتجاه غلق كل الملفات العالقة، إضافة إلى تفعيل المحاكمات بصورتها المفتوحة مما ينزع كل الحجب السرية التي تلبستها، ويسقط كل الشبهات التي كانت تجد في الغموض بيئة حاضنة تنمو وتزدهر فيها. محاكمة القحطاني والحامد العلنية مظهر حضاري مشرف فالمداولات تنشر وسائل الإعلام أدق تفاصيلها دون حرج من نوعية التهم والعبارات مما سمح للناس بالتعرف إلى حقيقة دعاواهما وكأن المجتمع بأكمله، أو على الأقل المهتمين بالقضية، هيئة محلفين ترصد وتراقب ومن ثم تعلن حكمها. رؤية جديدة وجريئة لاتعترف بالهاجس الأمني ولاتتكئ على السرية بل تراهن على الوضوح جاعلة القضاء العلني صاحب القرار النهائي فلايكون ثمة اعتراض إلا إن كان رفضاً للقضاء نفسه وهذا تطرف متقصد لايبتغي سوى التشويش والتحريض. «الحياة» زارت سجن الحائر في خطوة إيجابية ونقلت وصفاً…
آراء
الإثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٢
كثيراً ما نسمع كلمة ( الوعي ) تتردد في نقاشاتنا دون أن نمسك بمعنى محدد لها . يقول فرويد :" إننا بصدد واقعة بدون أي مكافئ لها ، لا يمكن تفسيرها ولا وصفها ، وعلى الرغم من ذلك يعرف كل منا مباشرة ومن خلال التجربة ما هو المقصود حين يجري الحديث عن الوعي ". فهو من المفاهيم التي تُدرك وتُعرّف من خلال إحساس المرء بها ومعايشته إياها ولا يمكن الاتفاق التام على وصف واضح له . فمن معانيه انتباه الإنسان ومراقبته لأفكاره وسلوكياته وتقييمها وفق منظور محايد و موضوعي ، فكلما اهتم بذلك أكثر زادت درجة وعيه . يقول الدكتور مصطفى حجازي :" هنالك علاقة وثيقة بين الوعي والانتباه ، إذ يتمثل الانتباه في عملية التركيز على اليقظة الواعية مما يوفر حساسية متصاعدة لفئة من الخبرات التي تحتاج إلى معالجة تحليلية نقدية أكثر شمولاً وعمقاً ". وهو أشبه بكاميرا فيديو ترصد المحيط السلوكي كما أنه يعمل كمُوجِّه له ، فهو يتدخل حين يصبح هنالك اختلال في العادات السلوكية اليومية ، كالمشرف في المصنع يركز على مناطق الخلل ليقوم بتقويمها ، لذا فهو مرتبط دوماً بعمليات التفكير التحليلي النقدي الذي ينهض بالإنسان ويرتقي به ، وهنا تتدخل عدة عوامل في محيط الإنسان فتقوم بمحاولة التضليل أو التسطيح أو الإرباك وحين يركن…
آراء
الإثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٢
لا أستغرب أن تتحول وسائل الإعلام المصرية إلى وسائل لبث الأفكار والمواقف السياسية لتلك الجماعة أو ذلك التيار، فذلك وإن كان من الناحية المهنية يعد خروجا عن الموضوعية أو الحياد الذي يجب أن يتحلى به الإعلام، إلا أنه يعد أمرا- في ظل الواقع الإعلامي الحالي- مقبولا نوعا ما، وإن كنت أتحفظ عن وصفه بالإعلام المهني. في الصحف الحزبية هذا أمر مقبول، فهي ممولة ومخصصة للدفاع عن رأي القائمين على تلك الأحزاب ونظرتهم لأحوال البلاد والعباد، في حين أن وسائل الإعلام التلفزيونية المصرية اليوم، وإن كانت تدعي الاستقلال من حيث الرؤية والرسالة، إلا أنها في حقيقة الأمر تعمل بشكل عام عمل الصحف الحزبية، وإن كانت لا تحمل صفة أو تبعية مؤسساتية لتلك الجماعة أو ذلك التيار. الشيء الذي أجده مستغربا أن نشهد في ظل الحراك المصري المحتدم تخندقا واضحا لأهم قناتين تلفزيونيتين عربيتين، وأقصد بذلك قناتي "الجزيرة" و"العربية" اللتين أصبحتا تتنافسان في جميع القضايا والمواقف والأسواق، لدرجة أنك قد تتصور أن وجود إحداهما هو بهدف منافسة الأخرى في كل شيء. لا شك أن المتابع سيصل لقناعة راسخة بأن المواقف بين الطرفين حتى في الأزمات التي فيها شبه اتفاق يتم فيها تبني المواقف، بحيث تكون إحداهما مع اليمين والأخرى مع اليسار، وهو مشهد لا شك أنه إيجابي للمشاهد الذي بإمكانه أن يتلقى…
آراء
الإثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٢
رسالة مؤتمري مرشد «الإخوان» محمد بديع، والرجل القوي في جماعة الإخوان خيرت الشاطر، كانت عدائية داخليا وخارجيا، وعززت الشائعة التي راجت في الأيام الماضية بأن الاثنين هما من يديران الحزب والحكومة، وما الرئيس محمد مرسي إلا واجهة فقط! لكن تراجع الرئيس عن إعلانه الرئاسي غير الدستوري أعطى تطمينات بأنه لا يزال في قمرة القيادة، وأن الخطاب الهجومي لبديع والشاطر لا تأثير له على الأزمة، لكنه كان تكتيكا رديئا في لحظة عجز عن مواجهة الشارع. تراجع مرسي عن إعلانه الرئاسي كان أهم ما فعله منذ توليه الرئاسة، فقد بين أنه سياسي حكيم، وعقلاني براغماتي لا دوغمائي، يدرك أن حفظ البلاد أهم من حفظ ماء الوجه، وأن الخلافات مع المعارضة قابلة للحل، وهذا جزء من واجباته الرئاسية. قراره ضيق شقة الخلاف، وعزز وضعه في الشارع، وأحرج المعارضة، وأهم من هذا كله أنقذ النظام المصري الجديد من تدهور قد يؤدي إلى صدامات وربما تدخل الجيش والعودة إلى نقطة الصفر. أما ما زعمه المرشد بديع، وردده الشاطر، عن مؤامرة داخلية وخارجية وراء المعارضة في مصر، فأقل ما يمكن أن يقال عنه إنه هراء ومحاولة مكشوفة للهروب من الأزمة بدلا من حلها. المعارضة لم تستيقظ هكذا في صباح يوم معلنة العصيان حتى نصدق أنها مؤامرة، ولم تعترض على نتائج الانتخابات التي فاز فيها مرسي بفارق…
آراء
الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٢
تصدمك أحيانا مظاهر بعض الأشياء لدرجة أنك لا تقبل مطلقا الاطلاع على المضمون أو الدخول في التفاصيل، ففي ذلك مضيعة للوقت. بعض مسؤولي الخدمات باختلاف مواقعهم ومناصبهم من كثرة ما يثرثرون عما سيعملون وما يعتقدون وما يظنون لم يعد لأحاديثهم أي اهتمام وقبول لدى الرأي العام. هؤلاء يستعيضون عن تقصيرهم الواضح فيما أنيط بهم من أعمال ومسؤوليات عبر الثرثرة في وسائل الإعلام؛ ظنا منهم أنهم يحسنون صنعا، بينما هم يحرقون أنفسهم أمام الرأي العام الذي هو أساسا غير راض عن أعمالهم، والنظرية الإعلامية تقول (إذا أردت أن تحرق شخصا سلط الضوء عليه). هذه النظرية دقيقة للغاية، ومن تمعن فيها وأسقطها على واقع الكثير من الناس لوجدها تمثل عين الحقيقة، فهناك أناس ليس لهم قبول عند الرأي العام وليس لهم مصداقية، لكثرة أحاديثهم وقلة أعمالهم. في المحيط الذي أعيش فيه وأتحرك عبر محاوره المختلفة أعاني مثل بقية السكان من العديد من جوانب القصور والضعف وما يمكن وصفه أحيانا بالتخلف، وقد كتبت هنا كثيرا عن مدينة الدمام وما تعاني منه، وكيف أن مدينة بهذه الأهمية وهذا الموقع الاستراتيجي والتاريخي تصدم أي زائر لها بسبب حالها، بدءا من مشكلة زحمة السير في مداخلها ومخارجها دون أن يوضع لها حل، ومرورا بالعبث الذي يصيب بحرها عبر ردمه، وإقامة مبان ومشاريع غير مجدية على شواطئه…
آراء
الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٢
تصاعدت المشكلات السياسية والاجتماعية في البلدين العربيين اللذين وصل فيهما الإسلام السياسي إلى السلطة بعد الثورات: تونس ومصر. وفي حين تتقدم في مصر المشكلات السياسية والدينية، تتقدم في تونس القضايا المطلبية والاجتماعية والاقتصادية. وهذا الفرق أو الافتراق، ليس سببه الوحيد الخصوصيات التي توجد في كل بلد؛ بل والسبب أيضاً يكمن في أمرين آخرين: آليات المرحلة الانتقالية، والطبيعة الفكرية المتباينة بين «الإخوان» المصريين، وحركة «النهضة» الإسلامية التونسية. فلجهة الأمر الأول، أي المرحلة الانتقالية، استخلف الرئيس المصري المستقيل الجيش المصري ليتولى المرحلة الانتقالية؛ بينما لم يستخلف الرئيس التونسي أحداً قبل مغادرة البلاد، ورفض الجيش تولي الأمور، فتولاها رئيس مجلس النواب الذي عهد إلى سياسيين مشهود بنزاهتهم في إدارة الحكومة الانتقالية. وتحددت مواعيد للانتخابات، ومواعيد أُخرى لكتابة الدستور، وكل ذلك ضمن المرحلة الانتقالية، والتي ما اعترض عليها فريق سياسي وازن. وقد اختلف الأمر بمصر، بمعنى أن كل أجزاء أو محطات المرحلة الانتقالية في ظل المجلس العسكري، كانت عليها خلافات، ومن البداية: الدستور أولاً أم الانتخابات النيابية والرئاسية. وكانت الدعسة الناقصة الأُولى إصدار إعلان دستوري ينظّم المرحلة الانتقالية، وإجراء استفتاء عليه. وفي هذه المرحلة ظهر تحالُف بين المجلس العسكري و«الإخوان». فبدلاً من أن تجتمع القوى الثورية، والتي دخل إليها «الإخوان»، وتضع جدولاً لتنفيذ أهداف الثورة، يكون من ضمن بنوده الخلاص من المجلس العسكري بأقصر…
آراء
الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٢
كانت هناك عناصر ثلاثة صعدت بالصحوة إلى أن أصبحت قوة سياسية يتبعها الشارع وتخشى منها الدول العربية. هذه العناصر هي قضية الدين والدولة، وكسب الشارع واستتباعه على أساس من هذه القضية، وأخيراً إتقان دور المعارضة. كانت هذه حال العلاقة بين الدولة وتنظيمات الإسلام السياسي على مدى أكثر من أربعة عقود مضت. ثم جاءت ثورات الربيع العربي، وجاءت معها بنتائج سياسية كبيرة لصالح هذه التنظيمات، وتحديداً وفق الترتيب في مصر وتونس والمغرب، ففي مصر فاز الإخوان المسلمون في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وفي تونس فازوا بالأغلبية في البرلمان، وبالتالي برئاسة الحكومة، وكذلك في المغرب، والسبب وراء ذلك بسيط ومنطقي. عندما انفجرت الثورات كان الإسلام السياسي يملك في هذه البلدان أقوى التنظيمات من بين قوى المعارضة، ويتمتع من بينها بأكبر قاعدة شعبية. لكن الغريب أنه وبسرعة لافتة، دخل الإخوان المسلمون في مصر -وبعد تسلمهم الحكم هناك- في مأزق سياسي مع المجتمع. هناك أزمة مشابهة تواجهها جماعة «النهضة» في تونس وإن بحجم أقل حتى الآن، وأخطر ما تواجهه هذه التنظيمات أن تسلمها للحكم لم يغير من العملية السياسية كثيراً، والأخطر من ذلك أن الشارع الذي كان يبدو خلفها قبل الثورة، أصبح منقسماً حيالها بعد الثورة، وبخاصة في مصر، وهذا مؤشر على انحسار سريع ومفاجئ لتيار الصحوة. لم يكن أحد يتصور أن تخرج مئات الآلاف…
آراء
الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٢
عبد المنعم أبو الفتوح إسلامي، وإخواني، وزعيم سياسي كبير في مصر، لم يخشَ أن يقول كلمته، كلمة حق في اللحظات الصعبة في مصر اليوم، قال إنه ضد إسقاط الرئيس محمد مرسي لأنه جاء بالأغلبية، لكن في الوقت نفسه ضد استبداد الرئيس حتى ولو كان هو أبو بكر الصديق، مضيفًا أنه لن يحمي الرئيس غير الشعب المصري الذي انتخبه. وقال أيضا إن قصر الرئاسة ملك للشعب وليس ملكا لأحد، لا الرئيس ولا جماعة الإخوان، مطالبًا الرئيس مرسي أن يكون رئيس كل المصريين، لأنهم هم الذين أتوا به وبفضلهم يجلس الآن على كرسي الرئاسة. وهناك إسلاميون آخرون أيضا ضد مرسي في الأزمة الحالية، وبالتالي فالمسألة ليست بين إسلاميين وغيرهم بل صراع سياسي. ورغم أن النزاع على قضايا أساسية، مثل الدستور والقضاء، فإنها خلافات قابلة للحل بتعديل بعض فقرات الدستور وإلغاء الإعلان الرئاسي الذي قال مرسي إنه مستعد لإلغائه. وسبب الفشل في التصالح إما لأن الرئاسة أو قوى المعارضة لا تريد الحل، وإما أنها لا تملك مهارات إدارة النزاع، أو ربما العلة في ضعف التواصل بين المعسكرين، إضافة إلى وجود أزمة ثقة بين الجانبين، كل يدعي أن الآخر يريد أن يتعشى به. ويبدو أن مشكلة الرئيس مرسي الحقيقية ليست قوى المعارضة بل حزبه الذي ينتمي إليه، حزب الإخوان الذي يتضح مع الوقت أنه…
آراء
الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٢
عندما أقامت طالبة في كلية العلوم والآداب في مدينة بلجرشي معرضاً تشكيلياً، وحرصت موظفات الكلية على دعوة عميد الكلية ليقوم بافتتاح المعرض في يومه الأول، فإن أقل ما توقعته الفنانة التشكيلية الواعدة هند الغامدي هو أن يقوم سيادة العميد بدعمها وتشجيعها، بخاصة وأنه قبل الدعوة، وجاء متحمساً إليها بخطة رباعية استطاعت خطف الأضواء من مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي، فعميد كلية العلوم والآداب حين زار المعرض التشكيلي قام بتمزيق اللوحات أولاً، ثم توقف عند دفتر الزوار وقال كلمته كي لا يسمح للعواذل وأعداء التعتيم بأن يقولوا إن الفأر هو من أكل اللوحات، أو إنهم جماعة مرسي من الصعيد، فكتب لها كلمة ترشدها للطريق السوي تنصحها «بأن ترتقي بالمجتمع»، بخاصة أنه قد ترجم لها عملياً كيف يمكنه هو أن يرتقي بالمجتمع حين قام بارتقاء وجوه اللوحات ودهسها، فهل هناك أمهر من هذا الارتقاء؟ لم يكتفِ عميد الكلية بهذا، فهو على ما يبدو كان متفرغاً تلك الليلة لخوض معركته «الجهادية» ضد اللوحات التشكيلية، فقام بالخطوة الثالثة وهي كتابة رسالة أرسلها إلى هاتف إحدى الموظفات: «لقد مزقت اللوحات، خلها تسامحني». وكما يبدو فإن الجملة في سياق فعل «أمر» تقديره «تسامحين وأنت ما تشوفين الدرب» لا في سياق الرجاء، إلا إن كان يختبر أخلاقها وسعة صدرها. الطالبة لا بدّ أن تفهم وفق أي وعي…
آراء
السبت ٠٨ ديسمبر ٢٠١٢
ليس من الضرورة أن يتطور الوضع المصري إلى ما رسمه المبدع عز الدين شكري فشير، في روايته «باب الخروج»، حيث توقع أن تعم الفوضى مصر لفترة تتجاوز العشر سنوات بعد أحداث يناير (كانون الثاني) 2011، تتلوها سلسلة من الانقلابات والتحالفات غير المستقرة، إلا أن سير تسلسل الرواية الخيالي حتى الساعة ينطبق على أحداث الأرض المصرية؛ فوضى وفراغ سياسي، وخلو من توجهات سياسية حصيفة، تخرج مصر مما هي فيه من عدم يقين مزمن ونفق يبدو أن لا نهاية قريبة له. ليس سرا أن جماعة الإخوان المسلمين تفتقد الكثير من الخبرة لممارسة السياسة العملية، ولديها قصور عن امتلاك تحليل سياسي مواكب لعالم حديث تغيرت فيه معطيات ضخمة وعميقة منذ أن بدأ الشيخ حسن البنا مخطوطاته الأولى في الدعوة ورسم المسار، وليس سرا أن التنظيم كان وما زال تنظيما حديديا أساسه الطاعة، يدرب أفراده خير تدريب لمقاومة الأمر القائم، ولكن يفتقد التدريب لإدارة الدولة. التنظيم الحديدي عادة ما ينتهي إلى إخراج المبدعين من صفوفه، لأن المبدع يتساءل ويعلق على الحدث ويريد أن يُقنع بالعقل لا بالأوامر غير المنطقية، وينتهي التنظيم بمجموعة ظل صغيرة تقود، ولا يعرف أحد - خارج المجموعة الضيقة - وجوه تلك المجموعة التي يتبعها، وجمهور مطيع ينفذ الأوامر، فيفقد التنظيم الكفاءات من جهة، ويتقوقع حول مقولات قد تغري البسطاء ولكنها…
آراء
السبت ٠٨ ديسمبر ٢٠١٢
بينما أنا في طريقي إلى المنزل ليلاً برفقة ابني الصغير عبدالله "وهو بالمناسبة في السادسة من عمره" إذ به يبدأ نوبة من البكاء زاعماً أنه جائع ولا يستطيع الانتظار حتى نصل المنزل، ملمحاً إلى رغبته في التوقف عند أحد مطاعم الوجبات السريعة التي تقع في طريق المنزل. استجبت لرغبته نظراً لتأخر الوقت ورغبتي في إيجاد حل سريع للسيطرة على بكائه، وبدخولي المعطم فوجئت أن ابني لم يُعر انتباهاً للوجبة التي أخترتها له لتسكت جوعه، فقد كان منشغلاً بالحديث إلى موظف الخدمة ملحاً له بالحصول على لعبة كالتي حصل عليها صديقه عند شرائه وجبة من المطعم ذاته، ففهمت بالطبع أن الأمر لا علاقة له بالجوع، وأني كنت ضحية حيلة منه للحصول على اللعبة التي تأتي هدية مع وجبة طعام الأطفال!! قصة أعتقد أنها تكررت وتتكرر مع الكثيرين منا، حيث يقع أطفالنا فريسة لوسائل الإعلان التي تُروج لمنتجات خاصة بالأطفال عبر استخدام تقنيات حديثة وأساليب ترويجية من شأنها التأثير في عقول الأطفال وضمان استجابتهم للمادة الإعلانية، وبالتالي استخدام وسائلهم الخاصة للضغط على الأهل لشراء السلع والمنتجات التي شاهدونها في الإعلان، ليصبح المعلن هو الفائز الأكبر. وفي دراسة قامت بها مؤسسة "كيسر للعائلة" في الولايات المتحدة عن الإعلانات التجارية الموجهة للأطفال دون 12 سنة، وجدت الدراسة أن القنوات التلفزيونية الأربع الكبرى في الولايات…