آراء
السبت ٠٨ ديسمبر ٢٠١٢
بدا الرئيس المصري محمد مرسي مضطرب الخطى طوال الأيام الأخيرة، بعدما أصدر إعلاناته الدستورية التي حولته إلى «فرعون» كما يقول معارضوه، الذين ثوّروا طائفة من الشعب عليه، وبدا هؤلاء كأنهم جاهزون ينتظرون من يدفعهم للغضب والإحراق ورمي الشرطة وكل من خالفهم بالحجارة، بل لو ترك لهم الأمر لتسوّروا على الرئيس الأسوار وانقضوا عليه طعناً وقتلاً وسط أهله. هذه الصورة الغاضبة، غير الطبيعية، الخارجة عن سياق التحول الديموقراطي المنطقي في مصر، يمكن أن نستخدمها لفهم «العقل الإخواني» الحالي. فما الذي دعا الرئيس مرسي إلى اتخاذ قراراته الانقلابية من دون أن يشاور مستشاريه أو حتى يطلع نائبه عليها؟ ودعا الإخوان عموماً إلى حالة الاستنفار المشاهدة، إنه هاجس المؤامرة الذي يعيشه الإخوان. هذه الهواجس، بغض النظر عن رأي النخب السياسية المعارضة، فيرفضونها بحجة ودليل، أو ينفونها سياسة وتقية، أو حتى يستسخفونها استحقاراً للإخوان، إلا أنها موجودة بقوة عند الإخوان، وتشكّل منظومة قراراتهم ورود أفعالهم. الداعية منهم وخطيب المسجد مستعدان أن يسترسلا من على المنبر لشرح كيف أن «الكيد» للدعوة سُنّة جعلها الله عز وجل لتمحيص المؤمنين، أما السياسي منهم فسيستعرض كيف تآمر أعداء الإخوان عليهم مراراً وتكراراً، فعطلوا مسيرتهم، وسرقوا انتصاراتهم، وأخروا نصرهم المستحق. يبدأ من رواية «مؤتمر فايد» في الإسماعيلية على قناة السويس، إلى اضطهاد الرئيس الراحل عبدالناصر لهم، التي دخلت تفاصيلها…
آراء
السبت ٠٨ ديسمبر ٢٠١٢
(الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان” غارسيا ماركيز) بعد أكثر من ثمانين عاما، أعلن شقيق الكاتب العالمي غابرائيل جارسيا ماركيز، عن إصابته بالخرف، و قبلها بعدة سنوات انتشرت “رسالة وداع” لنفس الكاتب فيها من الإلهام والحكمة ما يجعل للنهاية طعم البداية. كان يرى الأشياء من خلال عدسة مكبرة، بينما الكثير منا يرى الحياة من زاوية ضيقة، تحدث عن الوقت في وقته الضائع، وتمنى لو أن الله يمد في عمره لينظر إليها بطريقة مختلفة ! و كان مما قال في رسالته: “هناك دوما يوم الغد، والحياة دائما تعطينا الفرصة لنفعل الأفضل، لكنني لو كنت مخطئا، وهذا يومي الأخير أحب أن أقول كم “أحبك” و أنني لن أنساك أبدا، و لأن غدا غير مضمون لأحد فربما يكون هذا اليوم هو المرة الأخيرة التي ترى فيها من تحبهم. فلا تنتظر أكثر، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي و لا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت الكافي من أجل ابتسامة، أو عناق، أو قبلة أو حتى إرسال أمنية أخيرة لهم”. (“عندما تفقد عزيز.. تختلط عليك كل الأوراق..و تبقى تلك اللحظة الاخيرة في الذاكرة معلقة.. الناس يعيشون أوقاتهم و أنت أسير لحظة الفراق”). يقال عندما تضيق بك سبل الحياة وتقسو عليك، فهي في طريقها للانفراج تماما كحالة الولادة…
آراء
الجمعة ٠٧ ديسمبر ٢٠١٢
أصدرت المحكمة العليا للجرائم الكبرى في العاصمة الآذربايجانية «باكو» الحكم بالسجن لفترات طويلة لأربعة متهمين بالتجسّس والإرهاب وأكدت «ارتباطهم بالحرس الثوري الإيراني لتنفيذ عمليّات إرهابيّة في جمهورية آذربايجان». وأعلنت وزارة الداخليّة الآذربايجانية من قبل عن «ضبطها كميّات من الأسلحة والمتفجّرات في حوزة أربعين جاسوساً يقودهم وقار باداروف وينوون القيام بعمليات إرهابيّة بالتزامن مع المهرجان 52 للفن والغناء في آذربايجان بمشاركة 42 دولة». وأكّدت الوزارة «نيّة الإرهابيين اغتيال الرئيس إلهام علييف إبان سفره لمدينة زاقاتالاي الآذربايجانية». كما أعلنت سابقاً عن «إلقائها القبض على 22 جاسوساً آخر يعملون لحساب الحرس الثوري الإيراني»، الأمر الذي ساهم في توتر العلاقات بين البلدين وبلغ حد استدعاء السفراء في باكو وطهران. وفي حلقتها الخامسة نشرت المخابرات الروسيّة ملفاً حول الإرهاب يفيد أن «حزب الله الإيراني تأسّس عام 1980 ويتلقّى عناصره تدريبات قاسية في طهران وقم لتنفيذ العمليّات الإرهابيّة خارج الحدود». ومثلما تمتهن «ميليشيا الباسيج» التابعة للحرس، الإرهاب الداخلي وقمع الاحتجاجات، يختص «فيلق القدس» بقيادة «قاسم سليماني» بالإرهاب الخارجي تحت إشراف الحرس الثوري وينشط في العراق وسوريا وفي عدد من الدول العربيّة الأخرى. ونال الحرس الثوري عدّة ألقاب مثل «دولة داخل دولة»، و«إمبراطورية الحرس الاقتصادية»، ونعته «نجاد» بـ«الإخوان المهربّين» نظراً لتهريبه المخدّرات وامتلاكه عشرات الأرصفة السريّة البريّة والبحريّة وموانئ الملاحة الجويّة غير الخاضعة لمراقبة إدارة الجمارك. المصدر:…
آراء
الجمعة ٠٧ ديسمبر ٢٠١٢
اختلف المحللون في فهم شعار «الشريعة والدستور والشرعية»، الذي رفعه متظاهرو «الإخوان» والسلفيين أمام المحكمة الدستورية، وأمام جامعة القاهرة. فقال البعض إن المقصود أنهم يمتلكون السلطة الدينية (الشريعة)، والسلطة الدنيوية (الشرعية). وقال البعض الآخر: بل إن المقصود هو اقتران الشرعية بالشريعة. وهذا الفهم هو الأقرب لما قصده رافعو اليافطة والشعار. فالشرعية لا تتحقق إلا بالدستور الذي تسوده الشريعة. وهذه ثقافة إخوانية انتشرت منذ الستينات من القرن العشرين. ففي سياق الأسلمة المتصاعدة في زمن الصحوة، ظهرت الإعلانات الإسلامية لحقوق الإنسان في مواجهة الإعلان العالمي لتلك الحقوق. وفي مواجهة الدستور المدني للدولة الذي يحفظ الحقوق والحريات، انتشرت صناعة الدساتير الإسلامية. والمعروف أن الدساتير تتكون من ثلاثة أقسام رئيسية: قسم الإحالات والمرجعيات (بمعنى الهوية والانتماء القومي، واللغة، وطبيعة الدولة ونظام الحكم)، والقسم الخاص بنظام الحكم وفصل السلطات، وصلاحيات كل منها وأصول ممارستها، والقسم الخاص بحريات المواطنين وحقوقهم وآليات تحققها وصونها. وقد كان الهم الأول لفكر الهوية في مرحلته الأولى: مسألة المرجعية وطبيعة الدولة، وهل هي عربية أم إسلامية؟ وعلمانية أم دينية؟ وفي هذه المرحلة كان الصراع يدور مع الأنظمة العسكرية التقدمية. ولأن تلك الأنظمة كانت تعتبر نفسها ديمقراطيات شعبية؛ فقد كانت الضحية الثانية للوعي الإسلامي الجديد بعد العروبة هي الديمقراطية. وقد جاءت المرحلة الثانية في الستينات ومطالع السبعينات من القرن الماضي مع التأثر…
آراء
الجمعة ٠٧ ديسمبر ٢٠١٢
أشكر صديقي وجاري الناشط الحقوقي العزيز، المهندس منسي حسون، الذي أهداني كتاب " النخاولة (النخليون) في المدينة المنورة: التكوين الاجتماعي والثقافي " من تأليف المهندس حسن بن مرزوق رجاء الشريمي النخلي، الصادر عن دار "الانتشار العربي، بيروت، طبعة 1، 2012م،" والمكون من 278 صفحة من الحجم الكبير، والذي استمتعت كثيراً في قراءته، حيث عرفت ما كنت أود أن أعرفه عن إخواننا الأعزة النخليين في المدينة المنورة، منذ زمن ليس بالقصير. وكانت مهمتي في البحث عن واقعهم الحقيقي، كما هي حقيقته، تشبه نخل أطنان الرمال، للخروج منها ببضع خرزات صغيرات من الفضة، وذلك من أجل فرز حقيقتهم من أطنان الأكاذيب والافتراءات التي كدست ودست عليهم وعنهم، منذ قرون. الكتاب استعرض تاريخ النخليين وامتداداتهم التاريخية والجغرافية، حيث هم من أقدم من سكن المدينة المنورة، وتشرفوا بمجاورة رسول الهدى نبينا وسيدنا محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحبه الغر الميامين، وسلم، ورعاية وخدمة زوار مسجده النبوي الشريف. كانت نتف المعلومات التي تصلنا عنهم، على قلتها وندرتها، هي معلومات سلبية في حقهم ومغالطة لحقيقتهم الكريمة. عندما كنت طفلا زرنا المدينة المنورة، وسمعت من نعرفه يحذر عمي من الشراء أو التعامل معهم. وعندما أصبحت شاباً، كنا نستخدم كلمة يا "نخولي" أو لا "تنخول" معي، بمعنى لا تخدعني أو تقول لي…
آراء
الخميس ٠٦ ديسمبر ٢٠١٢
كانت المرأة السعودية حديث الركبان وعنوان الصحف وموضوع الفضائيات العربية والأعجمية يوم الثلاثاء، بعد أن تحقق لها فتح تأريخي مبين، لم يخرج من معامل الأبحاث أو مختبرات التجارب العلمية، وإنما من مقرر اللغة الإنجليزية لوزارة التربية والتعليم الذي احتوى بضع صور لفتيات في عدد محدود من المواضيع. والحقيقة أنني لست متأكدا، بل أشك في أن تلك الصور تخص فتيات سعوديات، وأغلب الظن أنها على طريقة تلفزيوننا وبعض الفضائيات الموجهة للجمهور السعودي، حين تبث إعلانا لسلعة ما تقدمه فتاة تلبس العباءة والطرحة وتجتهد في تقليد اللهجة السعودية، بينما هي من دولة عربية أخرى، وأحيانا من دولة لا علاقة لها بالعرب والعروبة، مجرد تحريك شفتيها مع صوت آخر يجعلها بنتنا ومنا وفينا.. كل وسائل الإعلام التي اهتمت بالخبر بدأته بعبارة: لأول مرة في تأريخ التعليم في السعودية... ثم تدلف إلى التفاصيل، وبمشاهدة نماذج الصور لا نجد فيها غير أشباح وأجزاء من ملامح نساء لا تزيد عن عيون تتراءى من فتحتين في نقاب كأنهما حفرتين والباقي سواد في سواد، وبعض الصور اجتهد مسؤولو الوزارة في طمس ما ظنوه عورة فيها، رغم أن كل جزء فيها مطموس أساسا. وقد وضعت تلك الصور ضمن مواضيع تتحدث عن المرأة بلغة في غاية التحفظ لا نستطيع أن نفهم منها شيئا.. وعلى أية حال، نهنئ مجتمعنا بهذا التحول…
آراء
الخميس ٠٦ ديسمبر ٢٠١٢
بين معسكر «يحب الله ويعشق شريعته» ومعسكر «يحب الله بقلبه وليس بحنجرته» يتبارى المصريون في القدرة على تظهير الموقف من الأزمة الراهنة، والقدرة هنا لا تقتصر على ذكاء اختيار الشعارات والسجالات المطولة، بل في القدرة أيضا على حشد حراك شعبي لا يقل تعداده عن الملايين خلف كل من الشعارين، وما يستنسل منهما من شعارات. بالتالي فإن حسم وجهة الانقسام الحاد الحاصل حاليا لن يكون سريعا، وحتما لن يمر بهدوء وسط كل هذا الصخب والضجيج في الشارع وفي الإعلام. والمتابع لتطورات الحراك المصري يستشعر كم هناك محاولات حثيثة لإعلاء الصوت وجذب مؤيدين، وهذا تماما ما نسعى جميعا من أجله في عصر الربيع العربي حيث ثبت أن المعركة الأولى في المنطقة هي معركة تثبيت الحق في الحريات العامة والقدرة على التعبير عن الرأي، لكن تشي التطورات بأن الأمور لن تكون مبارزة سلمية، خصوصا أن هناك ما يدلل على أن وصول «الإخوان المسلمين» إلى السلطة لا يعني أنهم قطعوا صلتهم بتراثهم العنفي الذي اقترن بهم منذ تأسيسهم أواخر العشرينات. ولأن المعركة في الأساس هي معركة رأي، فقد عاد الزخم بقوة إلى سجالات ومواجهات تتكثف وتيرتها في الإعلام المصري على اختلاف شاشاته ومواقعه الإلكترونية وصحفه، ثم تتمدد إلى الشارع لتعود مرة جديدة وتستأنف عبر الإعلام لتعاود الكرة من جديد. ولم يكن مفاجئا أن مليونية…
آراء
الخميس ٠٦ ديسمبر ٢٠١٢
أن تدخل الكويت كيم كارديشيان نجمة أفلام الواقع بما فيها من عري وتفسخ وقلة حياء وسماجة وتُمنع الكاتبة السعودية بدرية البشر من الدخول إلى أراضي الكويت فهذا لا يليق بمنارة الثقافة في العالم العربي في الستينات والسبعينات حتى عام 1990. مجلس التعاون الخليجي ماذا يفعل هو الآخر؟ هل يتفرج على أمور مثل هذه تعصف بالشأن الثقافي في الخليج؟، لماذا لا يكون للمجلس دور ثقافي إذا كان أخفق في أدوار أخرى، من خلال أسبوع ثقافي خليجي سنوي يتبادل فيه المثقفون الخليجيون في الدول الخليجية ولم نقل اللاتينية شؤون الهم الخليجي ويكون مسرحاً للندوات واللقاءات الثقافية؟. ما حدث لبدرية البشر يمكن أن يحدث لأي كاتب سعودي في مطار خليجي خصوصاً أنها مُنعت من دخول قطر بعد تلقيها دعوة من جامعة لإلقاء محاضرة كما أنها تلقت دعوة لتوقيع كتابها في الكويت ففي كلتا الحالتين لم تأت بدرية سائحة وهي لها الحق في ذلك. يُغضبنا أن تنزل الكويت الخليجية الشقيقة إلى مزالق الإقصاء هذه «هذي لكويت صل على النبي». أن يُسمح لنجوم العُري بالدخول إلى سماء دولة خليجية وتُمنع نجمة ثقافية خليجية من الدخول هو أمر أتمنى أن لا يمر مرور الكرام على المسؤولين في البلدين، إذا لم نحترم الثقافة والمثقفين في الخليج ونعطيهم حقهم فهذا مؤشر خطير خصوصاً إذا ما تزامن معه ترحيب…
آراء
الخميس ٠٦ ديسمبر ٢٠١٢
عندما تفجرت الأزمة المالية العالمية عام 2008م، وبدأت بعض البنوك العملاقة، وبعض شركات التأمين الكُبرى، وبعض المؤسسات الشهيرة، تتهاوى على ذلك النحو السريع اللافت، كانت شركات الطيران هي الأخرى تُواجه الصِعاب الشديدة، فبعضها أفلس، وبعضُها ظل يمشي وهو يعرج، وكان لافتاً آنذاك أنه في ظل ذلك الوضع الاقتصادي السيئ على مستوى المؤسسات، وعلى مستوى الأفراد، برزت شركة طيران جديدة، فاستطاعت أن تبدأ العمل، وتلفت الانتباه، وتصمد وتنجح وتواصل الصعود، وأتذكر أن إحدى شركات السياحة أقامت آنذاك حفلاً تكريمياً لها، وفي الحفل سُئل رئيسها عن السر الذي مكّن الشركة من معاكسة التيّار بنجاح، فقال لهم اسألوا الراكب. الأمر بالنسبة لصحيفة «الشرق» أغربُ من ذلك بكثير، فبالإضافة للمصاعب المالية على كل المستويات كان كل راكبٍ عندما بدأت الشرق نشاطها يستطيع أن يفتح «اللابتوب» أو حتى «الموبايل» ويسحب منه جناحين فيرتديهما ويطير بسرعة مُذهلة نحو الوجهة التي يبتغيها، فما حاجته والأمر كذلك لهذا الطيران التقليدي عبر الصحافة الورقية..؟ لذلك كنتُ أتساءل- عندما علمتُ بـ «الشرق» كمشروع -عن هذه الشجاعة الكبيرة، التي واتت القائمين عليها ليُقدِموا على هذه المغامرة، وبدأت أسئلتي تتكاثر وتتعدد أنواعها وأحجامها وأنا أرى «الشرق» تمشي على قدميها في أيامها الأولى على ذلك النحو الجميل، ثم ازدادت الأسئلة وتضخَّمت وأنا أرفع رأسي وأتابع تحليقها في الأشهر الأولى. وفي غمرة اندهاشي وتكاثر…
آراء
الخميس ٠٦ ديسمبر ٢٠١٢
بقيادته لصحيفة "الرؤية" الإماراتية التي صدر عددها الأول الأحد الماضي، يقوّض الإعلامي السعودي محمد التونسي أحاديث من يطرحون فكرة نهاية الصحف الورقية وتحول العالم إلى الصحافة الإلكترونية. يحاول التونسي من خلال رئاسته لتحرير "الرؤية" أن يغير من الحالة الرتيبة التي اعتادت عليها الصحف الإماراتية عامة، ومنذ أعدادها الأولى حققت "الرؤية" الحضور على الساحة المحلية بتحقيقاتها الجريئة والجديدة وغير المألوفة من قبل. أما طريقة الإخراج فهي حالة مختلفة بدورها، إذ ارتكز فيها على إبراز الصورة والاختصار في العناوين الرئيسة خاصة في "المانشيت". ومن خلال الشكل العام يبدو أن هذا "المانشيت" يمثل هاجسا لديه بحيث تطل الصحيفة يوميا بموضوع صارخ في النصف الأعلى منها. يراهن محمد التونسي في مغامرته الجديدة على كسب القارئ في الإمارات كلها من أقصاها إلى أقصاها، فلا يكاد يترك مكاناً إلا ويبث فيه عدساته ومحرريه، حتى ليحسب المرء أن لديه جيشا في فريق عمل الصحيفة، فيما الواقع الذي رأيته عن قرب يقول إن عددَ من يعملون معه بما فيهم من يتولون مهام المركز الرئيس أقل من ربع العاملين في صحيفة أخرى، لكنه بهم حقق معادلة الاختراق والوصول بحسب مؤشرات البداية. عبر الموضوعات والقضايا التي تطرح يوميا في "الرؤية" يحاول التونسي ملامسة الواقع المعيشي للإماراتيين وللمقيمين في تجربة نوعية من عمله الإعلامي، لكنه وضع نفسه أمام الرهان الصعب. فإما…
آراء
الأربعاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٢
هناك دعابة متداولة يرددها بعض أساتذة الاقتصاد لشرح النظم الاقتصادية المعاصرة تقول: حينما يكون لديك بقرتان، فإن الدولة تسمح لك بواحدة، وتعطي بقرتك الثانية لشخص آخر، وهذا هو النظام الاشتراكي. أما في النظام الشيوعي، فإن الدولة تأخذ منك البقرتين وتعطيك حليبا في المقابل، فيما يسمح لك النظام الرأسمالي بالاحتفاظ بإحدى البقرتين، وتبيع أنت الأخرى لتشتري ثورا. ولكن ما عسانا أن نقول عن نظام تحكمه جماعة أصولية إسلامية تكون فيه الدولة رهينة لأهوائها؟ فهذا نظام يصادر منك البقرتين، الأولى لعدم موافقتها للشريعة - حسب فهمهم - والأخرى تَنفق، إما لأنك لا تمتلك ثمن علفها، أو لا تجد من يشتريها. مناسبة هذا الحديث هي الظروف الصعبة التي تعاني منها الأنظمة العربية، التي وصلت فيها أحزاب إسلامية إلى السلطة نتيجة للانتفاضات الشعبية التي هزت المنطقة، والتي حدثت لأسباب عديدة لعل من أبرزها تدهور الأوضاع الاقتصادية في عدد من البلدان العربية نتيجة لتباطؤ الاقتصاد العالمي خلال السنوات الأربع الماضية. في ولاية سليانة غرب تونس ثمة مظاهرات مستمرة، وبعض أعمال الشغب، تتعلق في الظاهر بمطالب إقالة الوالي، ولكنها في الحقيقة تخفي خلفها حالة احتقان سياسي شديدة، اضطر معها السيد حماد الجبالي، رئيس الحكومة، أن يدافع عن بقاء حكومته، بل واتهم اليسار بإشعال الاضطرابات. يقول الجبالي: «والي سليانة لن يرحل حتّى لو اضطررت إلى تقديم استقالتي»،…
آراء
الأربعاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٢
ظلت مدينة القدس طوال التاريخ مكاناً لصراعات وتناوبات على الظفر بها بوصفها عاصمة الرسالات السماوية الثلاث. لم تدم تلك العاصمة الدينية بيد حاكم واحد من دين أو عرق محدد، فهي كلما أخذت زخرفها وزيّنت أتاها من يثير شعثها من جديد. وكنت قد ختمت مقالتي الفائتة، المعنونة: «هل نزور المسجد الأقصى الآن؟» بالنظر في الموقف الإسرائيلي من الدعوات العربية والإسلامية التي باتت تتكاثر الآن في الحضّ على زيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى. وقلت إن السيناريو الإسرائيلي المضاد لهذه الدعوات، وهو الأمثل والأنعم والأقل خسائر بشرية ومادية عليها، هو إشعال صراع عربي / عربي على القدس. وقد بدأت بوادر الصراع تلوح في الأفق! الصراع الجديد على القدس هو صراع فلسطيني / أردني. فالمملكة الأردنية الهاشمية التي ظلت مسؤولة عن إدارة المقدسات والأوقاف الإسلامية والمسيحية منذ الاحتلال الإسرائيلي للقدس، باتت تخشى الآن من فقدان هذا الشرف والامتياز، ليس بسبب خروق العدو الصهيوني وتهميش الجنود الإسرائيليين للولاية الأردنية، ولكن بسبب الخوف من استرجاع هذه الوديعة والامتياز «الموقت» إلى الدولة الفلسطينية التي تترعرع الآن وتحصد اعتراف المنظمات الدولية واحدة بعد أخرى. الجديد في الأمر، أن الأردن أصبح يعلن الآن أن ولايته على المقدسات ليست موقتة أو بالإنابة عن دولة فلسطين الغائبة، بل هي حق أصلي مناط بالأسرة «الهاشمية» التي تزاول حق آل البيت في…