أخبار
الأحد ٠٢ ديسمبر ٢٠١٢
يأتي دائما في الموعد، كقطعة سكر تغازل كوب ساخن في مقهى حياتنا المرّة. أو كفارس نبيل فوق صهوة محبة، يشق برمحه أستار اليأس بكلمات بيضاء. أو كروح سكيّنة تغشى لحظات الضعف والقنوط والعدم، ليبلغك باختصار: أنك لست وحدك!. هو أشبه الكتاب الصحافيين بقارئي الكف والورق وبقايا الفناجين الباردة. قلمه نادر ومن نوع خاص، ريشته مخروطة من فلز السعادة، وخزان حبره يفيض دوما بلغة الفرح وتسويق الآمال بأن الغد هو حتما أفضل من بقايا الأمس، وفلول اليوم الحزين. أختار منذ البدء، وعن سابق عمّد وترصد، أن ينثر حلاوة التفاؤل في أفواه المهمشين والمنسيين، وأن يجبر خواطر المنكسرين خلف مسرح الحياة الصاخب. كل من تابعه في بداياته الأولى في منتصف التسعينيات، كان يدرك أن خلف هذا القلم الجديد، عالم جديد، بحبر جديد، وطعم جديد. بضاعته نادرة في زمن الأنانية والشعور بالوحدة. ودائما ما يبحث بعين قناص حاذق للكتابة عن تفاصيل تجربة جريئة، أو روح وثابة نحو عالم أفضل، أو عن ملوحة دمعة حارقة سفحت على خد محتاج ضاقت به السبل، وأغلقت دونه الأبواب. وطوال رحلته مع الحرف والكلمة،كان أمينا لعشقه الأول الصحافة، ولم يتأخر يوما عن نفخ روح الحياة والتشجيع في قلم كل موهبة في بلاط صاحبة الجلالة. وأغلب جيل الشباب يدينون لكلماته وقصصه عنهم، وبأنها كانت أول وسام وشهادة تقدير، واليد…
آراء
الأحد ٠٢ ديسمبر ٢٠١٢
قرر صاحبنا أن يشتري سيارة وحدد لها ميزانية بحدود المائة وعشرين ألفاً، جزء كبير من المبلغ قرض من البنك. ثم توافدت عليه الاستشارات من كل جهة وكلها تصب في خانة واحدة: يا رجل: زد عليها ستين ألفاً واشتر سيارة أفضل. نصحه آخر: ما دمت ستدفع مائة وعشرين ألفاً، زدها قليلاً واشتر سيارة أفضل. خضع لنصائح الأصدقاء والأقارب وأم الأولاد، وراجع البنك حتى تحقق المراد فقرر تغيير نوع السيارة لأخرى أكثر «وجاهة» في مجتمع يحكم عليك من خلال سيارتك أكثر من فكرك. وما إن أوشك على شراء السيارة الجديدة حتى انهالت عليه من جديد نصائح الأصدقاء والأقارب وأم العيال: ما دمت ستدفع مائة وثمانين ألفاً، زد عليها قليلاً واشتر سيارة «ألمانية» أرقى وأكثر وجاهة. ميزانية المائة وعشرين ألفاً صارت مائة وثمانين ألفاً، والمائة وثمانين ألفاً صارت مائتين وأربعين، وكان بالإمكان أن تواصل الارتفاع -بنصائح ذات الأصدقاء والأقارب وأم العيال- إلى ما فوق الثلاثمائة ألف. وهنا فتش عن المنظر لا عن الجوهر. الناس تلبس وتشتري وتبني للناس لا لأنفسها. وأحياناً لا ألوم من «يراعي» المجتمع فيلغي ذوقه وقناعته ويركض خلف «الموجة». بطل مغوار من يستطيع السير عكس التيار! قرر صاحبنا أعلاه، وقد ضاقت به الحيلة، أن يعود لميزانية المائة وعشرين ألفاً و«لا يكلف الله نفساً إلا وسعها». قال: لو تورطت في قرض…
آراء
السبت ٠١ ديسمبر ٢٠١٢
للمؤلف سلطة على العقل، وهو المسؤول، إلى حد بعيد، عن خلق الأنساق الفكرية التي تشكل في مجموعها الثقافة العامة في أي مجتمع. ولكن يبدو أن فكرة (المؤلف) هذه قد سقطت؛ حيث لم يعد هو المرجع الذي يلجأ الناس إليه للإجابة على تساؤلاتهم الكبرى والمحيرة؟ أي أنه لم يعد مصدر الفكرة، ولا حتى الشرارة الأولى للإلهام. فالثورات العربية الحديثة، على سبيل المثال، لم تقم على أفكار مؤلفين أو مدارس فكرية، كما حدث في الثورتين الأمريكية والفرنسية. بل كان مصدر إلهامها هم الشباب الذين منحوها حيوية وديناميكية. وعلى رغم أن ذلك أدخلها في شتات وفوضى لأنها لا ترتكز على مبادئ فلسفية ونهضوية مشتركة، إلا أنه أمر طبيعي وستتجاوزه في السنوات المقبلة دون شك. ولكن ماذا سيكون دور المؤلف في عملية التجاوز المرجوة تلك؟ وهل سيكون للكُتاب دور في إعادة تشكيل هذه "الأنساق الثورية" المشتتة؟ ما نراه اليوم هو رجوع القارئ إلى نصوص قديمة محاولا استلهام رؤية مناسبة لما يدور حوله. وقد يكون هذا إعلان صامت لموت فكرة المؤلف التي طرحها الفرنسي (رولان بارت) في مقاله المعنون بـ "موت المؤلف" والتي دعا فيها إلى فصل النص عن كاتبه وفهمه في سياقه الآني دون الحاجة لربطه بمؤلفه. ويبدو المؤلف العربي اليوم إما منفصم عما يدور حوله، أو منغمس في تفاصيل الأحداث اليومية حتى صار…
آراء
السبت ٠١ ديسمبر ٢٠١٢
إن أردنا تحديد القوى التي أنجزت ثورة 25 يناير وأسقطت نظام مبارك نجد أنها كانت تتكون من كل من الإسلاميين والقوى المدنية على السواء. أحداث تلك الأيام تبين أن القوى المدنية، لا أحزاب المعارضة ولا الإسلاميين، هم من أشعل فتيل تلك الثورة و حدد مطالبها الراديكالية المتمثلة بإسقاط الرئيس وتغيير النظام. وتأتي حركات «6 إبريل» و«كفاية» و«كلنا خالد سعيد» على رأس التنظيمات السياسية الجديدة التي انبنى كل وجودها على أساس تغيير النظام السياسي الذي كان قائماً. كما يحل محمد البرادعي على رأس الشخصيات التي كان لها رأي راديكالي متصلب حيال النظام السابق قام على أساس الرفض القاطع للتشارك معه في اللعبة السياسية التي كان يديرها (مثل آخر انتخابات برلمانية في عهد مبارك في أكتوبر 2010) ورفض الاعتزام للترشح للانتخابات الرئاسية (التي كان مزمعا إقامتها في صيف 2011) مالم تتغير قواعد اللعبة السياسية بشكل يبعد النظام السابق عن إدارتها أو التحكم بنتائجها. و يذكر في هذا السياق الدور الرمزي الكبير الذي لعبه المرشح الرئاسي لانتخابات 2005 أيمن نور والذي تحدى بشجاعة جبروت نظام مبارك. كما يُذكر في هذا السياق أن حركة الإخوان لم تقرر الانضمام للتظاهرات التي انطلقت ضد نظام مبارك إلا في اليوم الرابع (أي في جمعة الغضب) بعدما شاهدت الزخم الشعبي الكبير لتظاهرات الثلاثاء (25 يناير والتي تسمى الثورة…
آراء
السبت ٠١ ديسمبر ٢٠١٢
ما إن أقلعت الطائرة من مطار البحرين وحلّقت قليلاً، إلا وأعلن قائدها عن وضعية الهبوط التدريجي نحو مطار الدوحة. الأمر طبيعي، فالبلَدان ومعهما المملكة العربية السعودية «رمية حجر» من بعضهما بعضاً، ما يفسر من دون تحليلات سياسية عميقة، كيف يفكر قادة دول الخليج حيال «أزمة» البحرين، ويتعاملون معها كشأن خليجي «داخلي». التحليلات السياسية البسيطة - في الغالب - هي الأفضل والأسلم، بينما يفضل البعض أخذ المسائل بعيداً شرقاً وغرباً، بينما المسألة بحرينية صرفة، يجب أن تعالج هناك، وإن استحكمت حلقاتها فستكون في إطار دول الخليج وعلى رأسها المملكة، فهي مستعدة دوماً للمبادرة، وفعل أي شيء ممكن لضمان سلامة البحرين وأمنها. سبب هذا الحديث هو مرور عام منذ أن جلس العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى ومعه أركان الحكم في الجزيرة الوديعة التي ينبغي أن تعيش في سلام ووفاق وفق سياقها التاريخي، ليستمعوا الى نقد شديد من الخبير القانوني الدولي محمد شريف بسيوني رئيس لجنة تقصي الحقائق في ما حصل في البحرين منذ 14 شباط (فبراير) 2011، وبتكليف من الملك نفسه، في سابقة لم تحصل في أي بلد عربي خرج الشعب فيه يطالب بالتغيير. دعيت للحديث مع آخرين في مركز الأبحاث المرموق في الدوحة «بروكنغز» لتقويم الأوضاع هناك بعد عام من تقرير بسيوني، فمنذ أن أخذت في الاستقرار في البحرين بعدما…
آراء
السبت ٠١ ديسمبر ٢٠١٢
يقول الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس ‘’إن الوقت لا يُقاس بالأيام كما يُقاس المال بالدولارات، لأن كل يوم يختلف عن الآخر’’! جدلية الوقت معنا صراع لا ينتهي وسباق محموم نتيجته محسومة، دائماً هو الفائز المتوج لأنك - إذا توهمت أنك انتصرت عليه - لا محالة مهزوم!. لكنه كعادته يأبى إلا أن يترك علينا آثاره، لذلك تجدنا نعيشه ويضيع من بين أيادينا! وعندما ننساه لا يتذكرنا، وتمر اللحظات تلو اللحظات، نكبر ويكبر معنا، وكلما حاولنا بجهد أن نسبقه، نتفاجأ بسرعته يسبقنا. ◆ أمنية لن تتحقق: أن أرجع للماضي وآخذ ما أشاء أو أسبق الغد وأغير ما أريد. بخيالنا نسافر بعيداً في آلة الزمن، نخترق حاجز الذاكرة، نبحر بين الذكريات، نرجع للماضي لنصحح أخطاء اقترفناها، ونمسح كلمات كتبناها، نعتذر منهم، نبكي في أحضانهم، كم نود حقيقة أن نكون الآن معهم! هل يسمح بذلك الزمن؟ ونغادر إلى محطة أخرى لنتساءل بضعف: كيف سولت لنا أنفسنا فعل ذلك؟ ولماذا فعلناه في الأساس؟ ونواصل بعدها رحلة جلد الذات، ونتمنى بصدق وبصدق نتمنى! فقط لو قدر لنا أن نغير ما بأيدينا ارتكبناه أو نأخذ معنا من يعز علينا تركهم، لكنه الزمن قد قال كلمته ومضى. وفي لوحة أخرى، ماذا لو بريشتنا رسمنا مستقبلنا واخترنا كل الألوان وعلقناها على جدران الفرح وغطينا بها ثقوب وفراغات الحزن والقلق!…
آراء
السبت ٠١ ديسمبر ٢٠١٢
ولتكن خيبة أمل كبيرة في نتائج الربيع العربي إلى الآن، لكنها تشكل درساً مهماً لمجتمعاتنا التي ظلت رهينة لخطاب ومواعظ وشعارات الإسلام السياسي لعقود. ها هم اليوم وقد وصلوا لسدة الحكم في مصر يناقضون أنفسهم ويمارسون ذات الممارسات السابقة التي عابوها على النظام السابق. كل المؤشرات تقول ذلك. وتلك تجربة مهمة للشعوب العربية لعلها تتعلم أن تتجاوز عواطفها التي استغلها الطامحون في السلطة منذ زمن بعيد. نشأت أجيال وماتت أجيال وهي تستمع لشعارات مؤثرة تخون الغير وتزعم أنها وحدها الحل! ولعبت جماعات الإسلام السياسي على عواطف الناس ومشاعرها الدينية مستغلة القمع الذي مورس ضدها كي تقنع الجماهير أنها مالكة مفاتيح الحل لكل مشكلات الأمة. وها قد ملكوا الفرصة وها هم يهدرونها حينما غلبت نزعة «الحكم» على حكمة «الإدارة». المرحلة تتطلب من يدير لا من يحكم. وإن لم تكن إدارة التنمية -بمفهومها الشامل- أولوية ومسؤولية أساسية فكل الشعارات مجرد كلام سياسي فارغ لا يرصف شارعا ولا يفتح مدرسة. مصر اليوم، وهي لاعب مهم في تحولات المنطقة، تمر بمرحلة حرجة ومهمة نجاحها وفشلها سيسهمان في تشكيل الرؤى والمواقف في العالم العربي في المستقبل القريب. من هنا تأتي أهمية مراقبة ونقد أخطاء المرحلة الراهنة في مصر. أما أولئك الأسرى لأيديولوجياتهم وشعاراتهم الماضية فإنما يتعاطون مع الحاضر بعقلية الماضي. وهم عملياً يحبسون عقولهم في…
آراء
الجمعة ٣٠ نوفمبر ٢٠١٢
عندما يغضب سياسي من عمل فني أو أدبي، فهو يغضب عليه سياسياً، لا فنياً ولا أدبياً، ففتش إذاً عن سر غضبه في خبايا دهاليز أجنداته السياسية، لا في العمل الفني أو الأدبي، الذي فجر غضبته عليه. فاجأ رئيس وزراء تركيا، السيد رجب طيب إردوغان، الجميع بتهجمه على المسلسل التركي التاريخي الأضخم "حريم السلطان" أو"القرن العظيم"، بتسميته التركية، الذي حصد عدة جوائز تركية وعالمية، لدرجة قبول النجم والممثل العالمي، براد بت، للمشاركة في الجزء الثاني منه. مثل هذا الإنجاز الدرامي العظيم، كان ينتظر من رئيس وزراء تركيا إردوغان، أن يشيد به لا أن يشن هجوماً شديد اللهجة ضده. إذاً فما دواعي تهجم إردوغان عليه بدل الإشادة به؟ قبل أن نبحث عن سر غضبة إردوغان على المسلسل التاريخي النوعي نمهد لذلك بنبذة عن سبب النجاحات التي حققها المسلسل، التي استحق عليها حصاده للعديد من الجوائز المحلية والدولية، وفوق كل هذا نسبة المشاهدة العظيمة له في تركيا والعالم العربي. المسلسل وبحق يعد نقلة نوعية في صناعة الدراما التركية التي أوصلته وبجدارة لمستوى العالمية. حريم السلطان أو القرن العظيم Muhteşem Yüzyıl، مسلسل تاريخي تركي، يعد أضخم إنتاج تلفزيوني يحكي جانب من حياة عاشر سلاطين الدولة العثمانية وأعظمهم سمعة وقوة. المسلسل تناول الجانب العاطفي للسلطان سليمان القانوني، ابن السلطان سليم الأول. أثار المسلسل الشارع التركي…
آراء
الجمعة ٣٠ نوفمبر ٢٠١٢
أربعون سنة سيطر فيها القذافي على ليبيا دون أن يبني مستشفى أو جامعة أو طريقاً. من زار ليبيا أيام حكمه يقسم أن أصغر مستوصف في أي دولة خليجية يفوق أي “مستشفى” في ليبيا. وحينما ثار التونسيون ضد الرئيس السابق، خطب فيهم القذافي، عبر التليفزيون، معنفاً إياهم على الثورة ضد بن علي قائلاً: ماذا تريدون؟ لديكم كل شيء. ثم شهد بنفسه كاشفاً خيبته وفشله حينما اعترف بحماقة: الليبيون يذهبون للعلاج في تونس! لماذا اضطر الليبيون للعلاج في تونس؟ وكل هذه الثروات النفطية المهولة في ليبيا لم تبن مستشفى لائقاً لليبيين في ليبيا؟ الاستبداد يعمي الأبصار. والمستبد عادة تسوقه حماقته إلى نهايته، هذا ما حدث بالضبط مع القذافي، وهذا غالباً ما سيحدث لبشار الأسد. الأسد في رهانه على الروس والإيرانيين وأتباع نصر الله يظن أنه في مأمن من تلك النهاية التي قد لا تختلف كثيراً عن نهاية القذافي. الاستبداد واحد حتى وإن تنوعت أشكاله وممارساته، فسوريا بثرواتها وطاقاتها البشرية المبهرة سُخرت من أجل سيطرة آل الأسد ومن في دائرتهم من أولاد العم وأولاد الخال والخالة. حينما تجد بلداً طاردة لخيرة عقولها، من أطباء وتجار ومهندسين وأصحاب رأي، فتأكد أن شكلاً ما من أشكال الاستبداد يحكمها، لا شيء أسوأ من الاستبداد يقود الأوطان إلى الفقر والخوف والتراجع. إن وطناً تهرب منه خيرة عقوله…
أخبار
الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢
في المقابلة الأخيرة من لقائي مع الدكتور سليمان الهتلان في برنامج حديث الخليج في شهر يونيه 2012م، طرحت وجهة نظر لتصوُّر "شخصي" لأسباب أو شروط حدوث خلل في الاستقرار السياسي للدولة أو الحزب الحاكم، حيث أوجزته بأنه شرطين: شرط ضروري وشرط كافي. وهذا المنهج (شرط ضروري وشرط كافي) مشهور لدى العلوم البحته، خاصة الرياضيات؛ حيث نقلها الاقتصاديين إلى فروع علمهم العديدة. وقد وصلني رسائل من مشاهدين للحوار استحسنوا هذا الطرح، لذلك رأيت أن أتوسع في هذا الطرح وكتابته بقليل من الإسهاب وإرساله لموقع الهتلان بوست، الذي وَعَدتْ "ولي أمره" الدكتور سليمان الهتلان بالمشاركة فيه بمقال. وأرجو المعذرة على التأخر في تنفيذ وعدي. شـروط الاسـتقرار السـياسي من وجهة نظري الشخصية، فإنَّ حدوث عدم الاسـتقرار السـياسـي لأي دولة يحتــاج إلى شـرطين مُهمين: (1) الشـرط الضــروري Necessary Condition. (2) الشرط الكــافي Sufficient . أولاً: الشــرط الضــروري الشرط الضروري أو الأساسي لحدوث عدم الاسـتقرار السياسي للدولة (أو الحزب الحاكم) يندرج تحته العديد من العوامل أو الأسباب التي تتشابه بين كثير من الدول والمجتمعات مع وجود اختلافات بسيطة في دول دون غيرها (سيتم الإشارة لها في موقعها). ومن أهم الأسـباب أو المشاكل التي تندرج تحت الشرط الضروري ما يلي: (1) ارتفاع نسبة البطالة. (2) طوفـان من العمـــالة الوافــدة النظـامية وغير النظـامية (هذا السبب خاص بدول الخليج العربي…
آراء
الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢
لا يغيب عن بالي وجه مستثمر روسي قدم إلى الدولة في التسعينيات بقصد مزاولة نشاط تجاري، وأقنعه شخص يرتدي كندورة بتسليمه آلاف الدولارات، ثم اختفى ذلك الشخص. وبسؤال الروسي في التحقيقات عن ضمانات تسليم النقود، قال إن الضمانة كانت الكندورة، فمن يرتدونها معروفون بالشرف والأمانة. يبتعد عن الصواب من يعتقد أن عجلة الازدهار والتنمية في الإمارات ما كانت لتدور لولا النفط، فماذا جلب النفط لدول، ستخطر ببالنا الآن، إلا الدمار والاقتتال؟ أو من يختصر نجاح الإمارات بقوة الإرادة، والكفاءة، والتخطيط، فمن يسوقون شعوبهم للحروب ويصبّون على رؤوسهم البلاء لديهم قوة إرادة أيضاً، وكفاءة، وتخطيط، لكنها تستخدم حطباً لنيران الطمع والعدوان. وواهم من يتصوّر أن الأيدي الخفية هي التي تدفع الدول إلى الهاوية، وأن دولاً تحدد مصير دول أخرى بقرار واحد، أو أن قوة الجيوش هي التي تضمن الاستقرار، أو أن القدرة على مواجهة التحديات تكون بعقد التحالفات مع الدول الكبرى، أو أن دوام النعم من كثرة دور العبادة وانتشار التديّن، فكلها مهمة، لكنها لا تغني شيئاً ما لم يكن أهل البلد في عمومهم خيّرين. لكن للأسف، في قوانين السياسة، لا يُذكر الخير والشر، بحجة أن طبيعة السياسة متغيرة، وربما يخجل المتخصص في العلوم السياسية من ذكر الخير والشر على لسانه، لئلا يصبح «درويشاً» وساذجاً مغفلاً، فالاعتبارات الأخلاقية عندهم تخص البشر…
آراء
الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢
في كل عام في مثل هذه الأيام تغتال فرحتنا وسائل الإعلام وهي تنشر صوراً لعجائز فلسطينيات يحتضن أشجار زيتون عمرها من عمر حضارتنا، مانعات محاولات جرافات إسرائيلية اقتلاعها ومحاولة طمس وجود هذه الشجرة المباركة في الأرض المباركة في البقعة المباركة، وكلما أوغلت الجرافات في غيها ومحاولة اقتلاع تاريخنا من الأرض، زاد الاقتلاع من قيمة ما تبقى من أشجار الزيتون وزاد من معنى وجودها لدى الفلسطينيين. لم تعد أشجار الزيتون تحمل معنى تجارياً أو غذائياً أو صحياً، بل أصبحت ذات دلالات وطنية فقط، ولذلك لا نرى في الصور سوى كبار السن من نساء ورجال يحاولون الحفاظ عليها لأنها أصبحت رمزاً للوجود الفلسطيني على تلك الأرض، فإما أشجار الزيتون أو شجرة الغرقد! في الشارقة وفي كل فريج لدينا يوجد معلم فلسطيني من أيام الستينات أو السبعينات، هو دائماً متقاعد، ودائماً ذو هيبة، وغالباً كان عضواً في منظمة فدائية أو ثورية قبل «أيلول الأسود»، ودائماً يمتدح «صدام» على استحياء وتوجس، تقول له مستفزاً إن الأخير كان متهوراً، فيجيبك بأنه لم يذق طعماً للسعادة منذ عام 48 إلا حين دوت انفجارات الـ«سكود» عام 90 في تل أبيب، ولهذا فهو لا يقبل منك أي نقد عليه، في كل عام نتلقى ذلك الاتصال من المعلم المتقاعد: «وصلت تنكات زيت زتون عصرة أولى»، ويضيف بلهجته المقدسية جداً:…