آراء

آراء

مأساة وطن.. رحيل “الرويلي” أنموذجا

الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢

لم يكن رحيل - بل استشهاد – الروائي والقاص السوري محمد رشيد الرويلي الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي عاديا، بل كان مأساويا مؤلما على يد أبناء بلده من "قتلة" النظام السوري الذين دخلوا بيته ونهبوه وعاثوا فسادا في محتوياته ثم اقتادوه إلى جهة غير معلومة. وفشلت كل محاولات أهله ومعارفه المقربين في إطلاق سراحه أو معرفة مكانه، لتظهر جثته الأسبوع الماضي وقد تفسخت، لتشير الترجيحات إلى أن "القتلة" أعدموه قبلها بشهرين، أي في اليوم ذاته الذي اعتقلوه فيه من غير ذنب ارتكبه سوى أنه قرر ألا يغادر مدينته، ويصبح إن فعلها لاجئا داخل وطنه أو خارجه. فالتزم بيته ليكتب عن المرحلة، مفضلا الصمت على الوقوف في صف النظام ضد الشعب الثائر. الرويلي الذي رحل عن 65 عاما، أعرفه عن قرب، شخص ظريف مرح، عاشق للكتابة منذ صغره، ومحب لبلده ومدينته دير الزور بفراتها وغَرَبها ونخيلها. يشكل رحيله خسارة للأدب السوري. لكن النظام الذي صار يقتل عشوائيا لم يعد يميز بين رجل وطفل وامرأة ومبدع وفنان ومسنّ... القتل صار السمة الوحيدة في بلد سيعود جميلا بعد زوال الطغيان، لكن إعادة الإعمار ستكلف، وإعادة التوازن للنفوس وإخراج الأطفال من اضطراباتهم الذهنية سوف تكلف أكثر، فهي تحتاج أعواما كثيرة من التعايش والأمان اللذين كرس النظام جهده لهدمهما وتخويف الشعب مما يحدث بعد سقوطه.…

آراء

ميدان التحرير من جديد

الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢

يا سبحان الله! نفس الشعارات التي حملها ورددها شباب ميدان التحرير ضد الرئيس مبارك تتكرر اليوم في نفس المكان ولكن ضد الرئيس مرسي. عبارات مثل «ارحل» و«الشعب يريد إسقاط النظام» يتردد صداها اليوم في ميدان التحرير. بل لن أستغرب لو حمل بعض المتظاهرين ذات اللوحات التي حملوها قبل أشهر في ميدان التحرير ضد مبارك. لوحات ربما لم يجف حبرها بعد منذ أيام المظاهرات الشهيرة ضد النظام السابق. وفي هذا تأكيد أن شباب مصر قد عرفوا سر قوتهم حينما اكتشفوا -عبر وسائل التواصل الاجتماعي- قدرتهم على تنظيم أنفسهم وترتيب صفوفهم. لكنها مفارقة أن يتحول ميدان التحرير اليوم إلى منبر للتعبير عن صدمة قطاع واسع من شباب مصر في رغبة «الإخوان» الجامحة للهيمنة على مفاصل الدولة. أيام المظاهرات الكبرى ضد مبارك تعامل «الإخوان» فيما يبدو مع الموقف بفكرة «تمسكن حتى تتمكن». ركضوا للتفاوض مع عمر سليمان. ولو أن فصيلاً سياسياً سبقهم لمقابلة عمر سليمان لفضحوه وكالوا ضده تهم العمالة والخيانة. أمر محزن أن تأخذهم اليوم العزة بالإثم في إصرارهم على الهيمنة الكاملة على مفاصل الدولة في مصر. ليتهم قرأوا جيداً تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا وفق «واقعية» سياسية لا «انتهازية» مؤدلجة تسعى لتثبيت أقدامهم في السلطة نقيض كل وعودهم و تعهداتهم. إسلاميو تركيا أقنعوا غالبية قطاعات المجتمع التركي، بمن فيهم غلاة…

آراء

ماذا علمني ملعب ” ذا أولد ترافورد ” ..!

الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢

بعد استقراري في مدينة مانشيستر للبدء في دراسة الدكتوراة، كانت أولى زياراتي السياحية - بعد شرائي السيارة - لهذا الملعب الشهير الذي يطلق عليه عشاق الشياطين الحمر " ملعب الأحلام "، هذا الملعب يعتبر مقصدا سياحيا مهما في مدينة مانشيستر تتوافد إليه يوميا وفود من جميع أنحاء العالم. خلال تجولي في انحاء الملعب صادفت مكتب الإدارة أمامي، فقلت في نفسي: لماذا لاأدخل وأسأل عن تذكرة لحضور أقرب مباراة لمانشيستر يونايتد، وهذا ماحدث بالفعل وبعد السؤال أجابتني موظفة الاستقبال بأن هناك مكتبا أخر خاصا لبيع التذاكر ولكن لاداعي للذهاب إليهم سأتصل بهم حالا لأستفسر لك عن مدى توافر التذاكر ( خدمة متميزة )، فرفعت سماعة الهاتف واتصلت فقرأت من ملامحها بأن كل التذاكر قد نفذت وقد كان حدسي صحيحا، لذا، أعتذرت مني وشكرتها على خدمتها هذه.قفلت راجعا لأستكمل جولتي، وفجأة وجدت نفسي أمام مكتب التذاكر، وقررت الدخول والسؤال بنفسي وكعادة هذه المكتب لابد من طابور أمامك فوقفت كما يقفون بانتظام، وعندما وصلت وجاء دوري سألته عن تذكرة لحضور مباراة مانشيستر يونايتد القادمة، بحث قليلا وسمعت صوت الطابعة وهي تطبع التذكرة فاستبشرت ثم دفعت وخرجت فرحا ومرحا. لا أخفيكم سرا بأني أتخذت في حياتي أسلوبا جديدا أراه مفيدا وهو " المراجعة "’، وأقصد هنا مراجعة مواقفي الحياتية وتقييمها لأتعلم منها وأستفيد وأصحح…

آراء

الشيطان الغائب .. الحاضر

الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢

رغم أني أتحاشى استخدام تعبير: (الغائب / الحاضر) لكثرة ما استُخدم حتى استُهلك، لكني فعلت حين فطنت أن هذا الوصف لا ينطبق على أحد مثلما ينطبق على الشيطان! كانت مدينة فيينا، قبل البارحة، تحتضن في إحدى كبرى قاعاتها الأخاذة، الزعامات الدينية المسيّرة لمشاعر وشعائر سكان هذا الكون. تحت قبة واحدة، بل ربما على الطاولة نفسها، كان يجلس الشيخ الإسلامي والقس النصراني والحاخام اليهودي والزعيم الهندوسي والبوذي، يجلسون معاً لا للتقريب بين الأديان كما كان المفهوم الخاطئ في زمن مضى بل للتقريب بين أتباع الأديان فيما يخدم مصالحهم الإنسانية المشتركة ويخفف الاحتقان الذي يهدد أمنهم كل يوم. قلت لزميلي على الطاولة: أرى أن المنظمين قد دعوا كل المعنيين عن الاحتقان الذي يلف العالم اليوم لكنهم نسوا أن يدعوا واحداً من أهم الأطراف المعنية في التشابك البغيض بين بني البشر .. لقد نسوا أن يدعوا الشيطان!! كانت هذه ممازحة، في الحين الذي كنت أعلم أن الشيطان موجود أصلاً في حفلة التصالح تلك، حتى من غير دعوة، فالشيطان عادة لا ينتظر دعوة للحضور، خصوصاً في المناسبات الخيّرة كتلك! كان افتتاح مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بفيينا حفلة خيرية نبيلة وحكيمة بكل المقاييس، ويتضاعف هذا النبل المكنوز فيها عندما نتأمل في توقيتها الحساس حيث تكاد تتحول فُرُش البشر اليوم إلى…

آراء

خارجٌ من مارج

الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢

في ظل الثورات التي طالت عدداً من الدول العربية وأسفرت عن نتائج اختلفت في مخرجاتها ومدلولاتها والأهداف التي تقف ورائها فإن ما كان سبباً فيها كلها على الأقل ( ظاهرياً ) هي السياسة الإجتماعية التي كانت تُتّبع في تلك الدول والتي لم تأتِ موافقة تماما ً لرغبة وإرادة الشعب. هذه السياسة التي هي مسئولة عن تلبية متطلبات الأفراد والنظر في حاجاتهم وتقديم الرعاية الاجتماعية اللازمة لهم والتي يعني تأمينها توفير حياة كريمة مُرضِية، وما غاب عن أذهان بعض الرؤساء الذين أسقط الشعب أنظمتهم أنه من حق الفرد أن يكون طرفاً في عملية وضع هذه السياسة التي كانت سبباً في ازياد نسبة الفقر والبطالة والمشكلات الاجتماعية الأخرى في بلدانهم. لكن أن يكون الفرد مساهماً في وضع السياسة الإجتماعية لا يعني أن يكون الأمر عشوائياً فجاً وغوغائياً، ولا أن يتم عبر التخطيط المبطّن والتحزّب والإنضمام إلى جماعات سرية تتآمر على بلدانها وحكوماتها خاصة إن كانت الأخيرة غدت نموذجاً يُضرب به المثل في الإعتناء بالإنسان قبل المكان. نعم إن من كامل حق الفرد أن يساهم في وضع السياسة الإجتماعية حين يكون الهدف تحسين المستوى المعيشي مثلاً عبر طرح أفكار ورؤى واضحة وقابلة للتطبيق فهذا طموح حضاري يمس شأن المجتمع ويدر بالفائدة عليه؛ ولكن لا بد أن يكون ذلك ضمن ضوابط تضعها الحكومات وتعتمدها…

آراء

الحب في زمن فيسبوك..

الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢

يزداد سعر المعادن الثمينة كالذهب والألماس بندرتها وصعوبة الوصول إليها، ويقل سعر البترول رغم تكلفة استخراجه والحاجة المفرطة إليه بسبب وفرته الحالية. هذا المثال يجيب على السؤال الشائع: هل تغيرت حياتنا الاجتماعية وعلاقاتنا بعد دخول الشبكات الاجتماعية (فيسبوك وتويتر) إلى حياتنا؟ الجواب يمثل معادلة صعبة، فبقدر ما زادت العلاقات الاجتماعية والصداقات من ناحية الكم أضعافا مضاعفة، فإنها من حيث الكيف قد تناقص عمقها، وصارت سريعة سطحية مع القليل جدا من الولاء لهذا الكم الهائل من «الأصدقاء». هذه النتيجة البدهية ليست كلامي بل هي نتاج مئات الدراسات العلمية عن تطور حياتنا الاجتماعية والعاطفية مع تطور الشبكات الاجتماعية. السؤال إذن: لماذا نكلف أنفسنا العناء والوقت في بناء علاقات هشة وننسى أساليب أيام «زمان» لما كانت الصداقة أقوى وأعمق، تصادف صاحبك وجها لوجه فلا تنسى ابتسامته لأيام وتتردد كلماته في ذهنك وتعيش معه همه وهمك. لماذا تنازلنا عن هذا كله من أجل «أسماء مستعارة» وهويات محدودة وكثير جدا من المجاملة التي لا تحمل أي معنى؟ هناك نظرية علمية هامة تنظر للعلاقات الاجتماعية والعاطفية بنظرة اقتصادية، بمعنى أن الإنسان يقارن في تجاويف قلبه الخفية بين «تكلفة» العلاقة الاجتماعية وبين «العائد» منها، فإن كان العائد بالنسبة له أكثر من التكلفة مضى في العلاقة الاجتماعية أو العاطفية (بما فيها الزواج)، وإن كانت التكلفة أكبر، رأى نفسه…

آراء

صورة أبهم وحكاية الوالي العريان

الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢

كنت سأكتب لكم عن حكاية الوالي العريان ولكن صديقي الساخر العظيم “أبهم” خرّب السالفة، أبهم وعد أن يكشف عن صورته الحقيقية إذا تجاوز عدد متابعيه مائة ألف وهذا ما حدث، أخيراً شاهدنا صورة أبهم، حسناً من هو الوالي العريان؟ يُحكى أن خياطاً مخادعاً وصل لمدينة يحكمها والٍ سفاح يبطش بكل معارضيه من مستشاريه أو مواطني المدينة، ذهب الخياط لقصر الوالي ووقف بين يديه وأخبره أنه سيصنع له ثوباً سحرياً خاصاً لم يسمع به البشر من قبل، ذُهل الوالي واتفق مع الخياط أن يستعجل صناعة الثوب ليرتديه في العيد الوطني في المدينة بعد أسبوع، انتشر خبر الثوب في المدينة وتجمّع المواطنون للاحتفال ولرؤية ثوب الوالي، في نفس الوقت كان الخياط يضع اللمسات الأخيرة على ثوب الوالي، في الحقيقة لم يكن هناك ثوب ولكن الخياط المخادع كان يهيئ للوالي ويقول له أدخل يدك من هنا.. شد طرف الثوب من هناك.. والوالي يشد الهواء ويدخل يده في الهواء، بعدها وقف الوالي بملابسه الداخلية أمام مستشاريه ووزرائه فصفقوا له وأشادوا بالرداء السحري الشفاف ففرح وابتهج وخرج أمام الجماهير من شرفة القصر فصفقوا له وعزفت الفرقة الموسيقية نشيد الولاء، ولكن بعد دقائق بدأ الناس يرون أن الوالي فعلياً لا يرتدي سوى ملابسه الداخلية ولكن لم يجرؤ أحد على القول، وفجأة صرخ طفل صغير بين الجماهير:…

آراء

في سجن العراق!

الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢

الزيارة التي قام بها لبغداد مؤخراً السفير السعودي لدى الأردن فهد عبدالمحسن الزيد خطوة مهمة من الضروري أن تتبعها خطوات أهم. فملف السعوديين المعتقلين في العراق مسألة وطنية من المخجل التقصير في التعاطي معها. أعرف أنه ملف شديد التعقيد إذ إن جماعات دينية متطرفة وأخرى سياسية في المنطقة قد وجدت في شبابنا خامة جاهزة لاستغلالهم في ألاعيب سياسية انتهت بهم إلى الموت العبثي أو إلى سجون المالكي. طريقة التعامل مع كثير من شبابنا في المعتقلات العراقية ليست بريئة من العنصرية الطائفية البغيضة. وهم -بلا استثناء- قد أضاعوا سنوات عزيزة من أعمارهم في البحث عن الوهم في العراق. ويا ليتنا نحاسب من ضلل شبابنا وقادهم إلى ميادين الموت العبثي، من أفغانستان إلى بغداد. الرقم المعلن لعدد المعتقلين السعوديين في العراق بلغ 62. لكن المتداول أن مئات من شبابنا ما زالوا يبحثون عن مخرج من ورطتهم في اليمن وباكستان وأفغانستان وخارج سجون العراق. مأساة أن يُستغل الشاب السعودي في لعبة سياسية أكبر منه قبل اعتقاله ثم يُستغل سياسياً خلال اعتقاله كما تفعل حكومة المالكي اليوم! هؤلاء الذين يضللون شبابنا، باسم الجهاد، ويحرضونهم على الانخراط في جحيم الموت العبثي يتحملون المسؤولية الكبرى تجاه موت شبابنا وضياعهم وعذابات أهلهم. إنهم يرسلون أبناء الناس للموت العبثي في كل بقاع الدنيا لكنهم قليلاً ما يشجعون فلذات…

آراء

أحمد صلاح الدين ومحمد صلاح الدين

الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢

اضطررت مرة لاستخدام اسم مستعار في عملي الصحفي، فكان أول ما خطر ببالي اسم «أحمد صلاح الدين»، ما جعل زميلاً لي يعتقد أنني اخترت هذا الاسم تحديداً، لأن والدي أحمد، وابني صلاح الدين، ولكن الحقيقة أنني كنت أفكر في أستاذي محمد صلاح الدين . أكثر ما كان يعجبني فيه هو أنه صحفي «ملتزم»، والمقصود بذلك أنه كان صاحب رأي وموقف، ظل مؤثراً وواضحاً في مسيرته الصحفية حتى خطفه الموت قبل أكثر من عام، حاولت ـ ولا أزال ـ أن أكون ذلك الصحفي الملتزم، مع الاحتفاظ بالموضوعية، وقبول الرأي الآخر، وعدم التعصب . كان هذا قليلاً ممّا تعلمته من محمد صلاح الدين، وهو لمن لا يعرفه صحفي سعودي من جيل الرواد الذين احترفوا الصحافة وعملوا في مختلف المواقع فاكتسبوا الخبرة والحرفية معاً، وهذا أمر آخر تعلمته منه؛ أن الصحافة تستحق أن تتفرغ لها وتصبح كل حياتك . ولكني تعلمت منه أموراً أخرى، بعضها شخصي، أهمها التواضع، كان رحمه الله مستعداً لأن يقبل دعوة من أي أحد، ولا يرد من يطلب منه موعداً، خاصة الشباب، فما أكثرَ دعواتنا له ونحن شباب لكي نستشيره أو نستأنس برأيه، ربما عززت خلفيته الدعوية تلك النزعة لديه، كنت أراه يتهلل بالحديث مع الشباب . لم يكن يهمل أي مكالمة تصله، إن لم أجده في مكتبه كنت…

آراء

أفا يالهامور..!

الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢

يعرف الشباب الذين «يطلعون بحر» معنى أن يقوم أحدهم باصطياد هامور كبير، فأول ما سيفعله هو النظر إلى البقية الباقية من رفقاء «الطراد» بفوقية وازدراء، وكأنه كان له دور في اختيار نوع هذه السمكة المرغوبة بشدة لدى هواة الصيد وهواة الأكل على حد سواء، فاصطياد هذه السمكة بشكلها المميز ونقاطها الحمراء الجميلة ينسي الجميع معاناة دوار البحر وإفراغ البطن، بسبب عدم تناول الحبة السحرية في القارب، وصوت المحركات المزعج، ورائحة الديزل المحترق، ورطوبة الخليج السمجة، والخوف الدائم من تغير مزاج البحر أو عبور الخط الدولي من دون قصد، والتعرض لمضايقات وسخافات حرس الحدود الإيراني. الهامور في تراث الشعوب الخليجية بدوره له دلالات خاصة، فهو مسمى يطلق على كبار التجار في العادة، ويكون له عادة بعض الدلالات السلبية المتعلقة بالجشع والاحتكار، ولايزال مطلع قصيدة ذلك الشاعر الذي خسر ثروته أثناء أزمة سوق الأسهم محفوظاً: «هامور» سوق السهم وقف وكلمني                                                   قل لي على اللي حصل بالسوق يا فاشل بالمحفظة ما بقا مليم يلزمني                                                …

آراء

صنع في الصين

الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢

ثمة مؤامرة كبرى تحاك في العالم ضد المنتجات الصينية، فالدول الصناعية الكبرى وبعد ان أدركت ان الصناعات الصينية يصعب منافستها، وذلك لتوافرها ورخص أسعارها، رغم عدم كفائتها، تنحت جانباً، وأفسحت المجال للصناعات الصينية لتغرق الأسواق، ولا يعد ذلك استسلاماً منها بقدر ما هي مؤامرة كبرى مدروسة، غرضها كشف الصناعة الصينية الركيكة على حقيقتها. هو تراجع تكتيكي، فهي متأكدة ان المستهلك مهما كانت درجة إهتمامه بالجودة، فإنه في الأخير سوف يتخلى عن كل ما صنع في الصين بعد اكتشافه بالتجربة بأنها صناعة واهية مزيفة " تقليد في تقليد". المنتجات الصينية مع احترامي لها، لا يُعتمد عليها، فكرتها تقوم على البهرجة التى تجذب العيون، أو على تقليد صورة طبق الأصل للشكل الخارجي لمنتج موجود، بمواد رخيصة ركيكة، لا تصمد مع الزمن، هي كالطبل صوتها عالي لكن من دون أية محتوى. وهاهم أولئك الذين، بهرجوا خطابهم الإنتخابي، بشعارات العدالة والحرية، وبشعارات الديمقراطية، وأعلنوا بأنهم سيقضون على الدكتاتورية للأبد، وانهم سيشركون الجميع في صنع القرار، وعلا صوتهم، فوصل للقاصي والداني، واغرقوا السياسة بشعاراتهم، فأعادوا تعريف فن الإنتخابات، وعلموا مخالفينهم درساً في استلاب عقول الشعوب، هاهم بدؤا يثبتون لنا بأنهم ما هم سوى منتج ركيك. منتج لا جودة له، بل عاطل، لا ينفع حتى للإستعمال الواحد، تكتشف عند اقتنائك له انه يحتاج الى طاقة تشغيلية…

آراء

مصر.. “ديمقراطية” أم “ديمقرادينية”؟!

الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢

حين يدخل الدين من الباب إلى "الديمقراطية" تخرج "السياسة" من الشباك! هذا ما نشاهده الآن في مصر، الدولة العربية الأكبر من حيث نسبة السكان والأكثر تأثيرا ببعدها التاريخي والسياسي، فمحمد مرسي خلال خطبته التي نقلتها القنوات الإخبارية الجمعة الماضية رمى بالسياسة من الشباك وهو يؤكد ما أعلنه من قراراته الصادمة التي أقلقت ليس المصريين فقط؛ بل حتى المجتمع الدولي، فقد منح نفسه صلاحيات لم يجرؤ مبارك أن يمنحها لنفسه! وكنتُ أتأمل عباراته المرتجلة في خطبته: "أنا لن أسمح.. إنني أغض الطرف.. إياكم.. إني له بالمرصاد.." كانت هذه كافية لتنهي ما أسماه العرب بالربيع العربي في مصر، فلا يغيب هنا ما تشي به الخطبة من "أنوية تسلطية" لا تمثل الثورة وأطيافها المتعددة بل تمثل الرئيس وحده وجماعته، وكان الأجدر به أن يقول "نحن.. إننا.. معا.. إلخ" كما أنه لم يتجه إلى المعارضين في ساحة ميدان التحرير بل إلى المؤيدين، فهل هو رئيس لهؤلاء دون الآخرين! والأجدر به وهو رئيس كل المصريين أن تكون كلمته عبر التلفزيون المصري الرسمي، فلا يُحسب على فريق دون الآخر! أما المقلق في خطاب الرئيس تلك اللغة الصريحة بالتخوين لمن يختلفون معه، لا أعلم كيف تذكرت كلمات مبارك والقذافي وهو يتحدث عن البلطجية المخربين، ثم ماذا يعني حين يقول: "لا يقلقني أن تكون هناك معارضة قوية، بل…