القطيف – محمد المرزوق
أوضحت الاختصاصية النفسية آلاء الزين أن نحو 25% ممن تجاوزوا 65 عاماً مصابون بالزهايمر في المملكة، مشيرة إلى أن النسبة قد تزيد في الأعوام المقبلة إلى 50%. وقالت في ندوة «كيف لا ننسى مرضى الزهايمر»، في الملتقى النفسي الاجتماعي بمحافظة القطيف، إن مريض الزهايمر حظي باهتمام متأخر في المملكة، مبينة أن الدراسات العالمية تكشف عن إصابة 5% ممن هم بين 65 و74 عاماً، وترتفع النسبة إلى 50% بين البالغين 85 عاماً وأكثر.
وذكرت الزين أنه لا يوجد علاج للمرض، إنما قد تساعد العلاجات الدوائية وغير الدوائية في تحسين الأعراض السلوكية والإدراكية لدى المرضى، مضيفة أن الباحثين يعكفون على محاولة العثور على أدوية جديدة.
تقدم العمر
وقالت الزين إن مرض الزهايمر ليس مرحلة طبيعية من مراحل الشيخوخة، إلا أن احتمال الإصابة به يتزايد مع تقدم العمر، مبينة أن النساء أكثر إصابة به من الرجال. وذكرت أنه مرض يصيب الجهاز العصبي، وعبارة عن ضمور في خلايا المخ السليمة، وسببه تراكم غير طبيعي لمادة «بيتا أمايلويد»، في دماغ مرضى الزهايمر، وتؤدي المادة إلى تدمير خلايا الدماغ في مناطق معينة، ما يسبب تراجعاً في القدرات العقلية والذهنية، ينعكس على الذاكرة والقدرة على التركيز والتعلم. وأضافت أن ذلك يؤدي إلى إعاقة الأداء اليومي في الحياة العادية، وقد تحدث تغييرات في شخصية المريض، ويصبح أكثر عصبية أو يصاب بالهلوسة، وتبدو على المريض مظاهر نسيان الأحداث القريبة وعدم المقدرة على استدعاء الكلمات واتباع الإرشادات، وضعف القدرة على القراءة والكتابة.
جينات وراثية
وذكرت أن من بين الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالزهــايمر: الوراثـــة عن طريق انتقــال الجينات الوراثية من أحد الأبوين أو كليهما، موضحة أن هذا النوع غير منتشر ويحدث بنسبة 10% لمن هم أصغر من 65 عاماً. ومن بين الأسباب «وجود متلازمة داون»، حيث يصاب مرضى المتلازمة بالزهايمر في العقد الرابع – الخامس من عمرهم. إضافة إلى التعرض لسموم معينة مثل «الألومينيوم»، وتعرض الرأس إلى ضربة.
وبينت الزين أن هناك عوامل تؤدي إلى الإصابة بالزهايمر وليست أسباباً، ومن بينها الإصابة بجلطة قلبية، والكوليسترول العالي وضغط الدم المرتفع، والاكتئاب المزمن.
ثلاث مراحل
وبينت الزين أن المرض له ثلاث مراحل، الأولى مبكرة، بين سنتين إلى أربــع ســنوات، وتتميـــز بنســــيان المريض مواعيده وعدم انتباهه لمرور الوقت، وعدم تذكر أحداث الماضي القريب، ويميل إلى العزلة والانطواء. وذكرت أن المرحلة الثانية المتوسطة، بين سنتين إلى عشر سنوات، وتبدأ بعجز المريض عن القيام بأمور يدوية مثل شبك الأزرار، وصعوبة في فهم الكلمات، وتنتهي المرحلة بحاجة المريض إلى من يساعده في الحركة، كما يعاني من نوبات الغضب والإحباط واضطرابات النوم.
وقالت إن المرحلة الثالثة، (الشديدة، المتأخرة)، تبدأ بعجز المريض عن القيام بما يقوم به الإنسان الطبيعي في دورة المياه، وتنتهي بأن يصبح لا يستطيع عمل أي شيء دون مساعدة، وتعتبر هذه المرحلة أصعب المراحل.
وبينت أن المرضى يتناولون أدوية تحسن من الأعراض السلوكية والإدراكية، مثل أدوية تحسين الذاكرة والمضادة للاكتئاب وعلاجات اضطرابات النوم، والأحماض الدهنية «أوميغا 3». وأشارت إلى أن طرق الوقاية من الإصابة بالزهايمر تتمثل في الحركة النشطة، وممارسة الرياضة، والقيام بعمليات حسابية محفزة للدماغ، والغذاء الصحي والبعد عن الأغذية المشبعة بالدهون.
المصدر: صحيفة الشرق