«آي نكبة» (iNakba) تطبيق جديد على هاتف «آيفون»، يتيح لمستخدميه التجوال في جغرافيا فلسطين عام 1948، وهو عام حلول النكبة. وتقول جودي روديرون، في «نيويورك تايمز»، إنها توجهت بداية هذا الأسبوع إلى بحيرة طبرية في زيارة إلى الأرض المفقودة عبر ملاحة إلكترونية على هاتفها «آيفون»، فيما كان زوجها يتجول عبر الحقول والمتاجر الكبرى في إسرائيل عام 2014.
وأتاح لها استخدام «آي نكبة» رؤية عدد من القرى التي دمرت أو هجرت عند إعلان دولة إسرائيل قبل 66 سنة مضت. وفي أول تجربة لها وعند ركوبها دراجة هوائية لمسافة يسيرة من مزرعة الكيبوتز «حكوك» عبر مناطق بناء لفيلات جميلة، أظهر التطبيق قرية «يعقوق» مع خمس صور منها، لينبوع ماء قديم، ومعصرة للزيتون، وبقايا عمود لبيت.
وطورت التطبيق شركة «نتاج» الإسرائيلية – العربية. وكشف النقاب عن «آي نكبة» في يوم استقلال إسرائيل الأسبوع الماضي، من قبل مجموعة «زكروت» Zochrot الإسرائيلية (التي تعني الذاكرة) بهدف غرس تلك الأحداث في وعي وذاكرة الجمهور.
وطرح التطبيق باللغات العبرية والإنجليزية والعربية. والأمر المهم جدا أنه دمج مع «خرائط غوغل» ومع أداة «ويز» الملاحية بنظام «جي بي إس»، الأمر الذي يضع كل التاريخ المؤلم المتنازع عليه، مثله مثل البيانات اليومية المتدفقة، على شاشة هاتف «آيفون» لأي مستخدم.
ويقول ليات روزنبرغ مدير مجموعة «زكروت»: «ليس من قبيل المصادفة أننا نستخدم دوما عبارة (إنك الآن موجود على الخريطة) – فالخرائط أدوات سياسية قوية». ويضيف: «إن كنت موجودا على الخريطة فإنها ستحصل على وضع قانوني. إنها تجبر الإسرائيليين على مواجهتها». وظلت مجموعة «زكروت»، وعلى مدى 13 سنة، تقود جولات عبر القرى المهدمة لجمع شهادات من الشيوخ والعجائز من عرب فلسطين، وهي تدافع عن حق العودة لملايين اللاجئين الفلسطينيين.
ويوظف تطبيق «آي نكبة» أزرارا افتراضية، يتوزع 500 منها عبر خريطة إسرائيل من «غوغل». ويوفر التطبيق تفاصيل مثل: يوم احتلال كل قرية عام 1948، والفرقة العسكرية التي احتلتها، والمستوطنات اليهودية التي بنيت قربها. ولعل أعظم ما يعد به هذا التطبيق هو جانبه المرتبط بالشبكات الاجتماعية، إذ يمكن للمستخدم إرسال صور وعروض فيديو للقرى أو «متابعتها»، أي إنه يتمتع بإمكانية خلق مجموعات سكانية فقدت تماما، بشكل افتراضي.
وتقول جودي روديرون إنها وعند خروجها من القدس مرت بقرية «لفتا» التي رافقتها صورة كان عنوانها: «شكل اللباس الذي كان يرتديه أبو يعقوب عند تركه القرية». وعلى الطريق رقم 90، في الموقع الذي وضعت فيه علامات تشير إلى اتجاهات «طبرية»، و«عفولة» و«تل أبيب»، أشار تطبيق «آي نكبة» إلى قرية «السامرية» (السكان – 290، احتلت 1 مايو «أيار»)، و«فروانة» (السكان – 380، احتلت 11 مايو)، و«بشاتوي» (السكان – 1810، احتلت 1 مايو). وفي «بيت شيعان» الموقع الذي يضم بقايا تاريخية قديمة ومطاعم مكدونالدز الحديثة جرى البحث عن قرية «بيسان» (السكان – 6010 احتلت 12 مايو). إلا أن تطبيق «آي نكبة» وجد محلها مجمعا تجاريا يحمل اسم «موسى». ثم وإلى الشمال منها وبين منطقة من الغابات، أشار التطبيق إلى قريتي «المنارة» و«نصر الدين» اللتين كانتا موجودتين قبل غرس الأشجار.
ويقول عبد برغوثي، المدير التنفيذي لـشركة «نتاج» التي طورت التطبيق: «إن التطبيق أجاب عن سؤال طالما أرقه وهو: كيف سأروي لأبنائي قصة (صفورية) القرية التي انحدرت منها عائلتي»؟ وقال برغوثي إنه حالما يرى شجرة الصبار التي غالبا ما يزرعها العرب حول بيوتهم حتى يتصور أنه قد عثر على بقايا قرية عربية، إلا أنه لا يعرف اسمها وعدد سكانها وزمن رحيلهم عنها. وقال إن عدد سكان صفورية كان 5020 نسمة يوم احتلت في 16 يوليو (تموز) 1948.
المصدر: لندن – «الشرق الأوسط»