أحمد برقاوي
أحمد برقاوي
عميد بيت الفلسفة

بؤس التراثيين العرب…. من مروة إلى الجابري!

السبت ١٩ نوفمبر ٢٠٢٢

خاص لـ (هات بوست) لم يشهد تاريخ الفلسفة عربياً، بل وتاريخ الفلسفة بالعالم وعياً ساذجاً ميكانيكياً وسطحياً، كوعي بعض المشتغلين العرب المعاصرين بالفلسفة العربية الوسيطة.يتساوى في هذه السذاجة جميع التثويرين من مروة إلى الجابري. حسبنا الاستماع إلى الدعاوى التي أوردها العائدون إلى التراث الفلسفي العربي لنعرف حجم المهمة المستحيلة التي ألقيت على هذا التراث لإنجازها‭.‬‬‬‬‬ فها هو محمد عمارة- حين كان عقلياً – يصدر كتابه “التراث في ضوء العقل” قائلاً «إن الوعي بالتراث وإحيائه، لا يعني تقليده ولا أن نعود بحاضرنا ومستقبلنا ونصبهما في قوالب الأمس‭..‬ ولكنه يعني أن نبصر جذور غدنا، الذي نريده مشرقاً، في الصفحات المشرقة في التراث‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬ وأن نجعل العدل الاجتماعي الذي نكافح من أجله الامتداد المتطوّر لحلم أسلافنا بسيادة العدل في حياة الإنسان وأن نجعل قسمات العقلانية والقومية في تراثنا زاداً طيباً وروحاً وثورية تفعل فعلها في يومنا وغدنا، وبذلك يصبح تراثنا روحاً سارية في ضمير الأمة وعقلها تصل مراحل تاريخها وتدفع مسيرة تطوّرها خطوات وخطوات إلى الأمام، وبذلك وحده يصبح التراث طاقة فاعلة وفعالة، وليس “ركاماً” أو “أكفان موتى” كما يحسبه ويريده الكثيرون»‭.‬‬‬‬‬ ويرى الدكتور حسن حنفي أن «التراث هو نقطة البداية كمسؤولية ثقافية وقومية، والتجديد هو إعادة تفسير التراث طبقاً لحاجات العصر‭.‬ فالقديم يسبق الجديد، والأصالة أساس المعاصرة، والوسيلة تؤدي إلى الغاية، التراث هو…

أكثر من عتاب إلى هابرماس

الثلاثاء ١١ مايو ٢٠٢١

خاص لـ (هات بوست) ينتمي الفيلسوف إلى ذاته، وليس هناك سلطة تحمله على التفكير كما تشاء، أو على اتخاذ موقف معين. ولهذا الفيلسوف لا يتردد، وبانتمائه إلى ذاته، إلى عقله فإن سلطته هي عين ذاته. ولأن سلطته عين ذاته فهو حر بامتياز في نظرته إلى العالم، لكنه ليس حراً في صناعة الشروط الموضوعية للحياة. إن البشر، كما قال ماركس، يصنعون تاريخهم ولكنهم لا يصنعونه على هواهم. وإن كانوا يصنعون مواقفهم من تاريخهم الذي لم يصنعونه على هواهم. الضجة التي أثارتها قضية رفض الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس لجائزة الشيخ زايد بعد قبولها، خضوعاً لسلطة مقال نُشر في جريدة ألمانية تأخذ عليه. قبول الجائزة لا يعني بأن عالم الاجتماع الشهير قد انتقل من الجهل إلى المعرفة كما برر ذلك، فتلك المزحة السمجة التي حررها كتابةَ والتي تقول بأنه ارتكب خطأً بقبوله الجائزة وها هو يصحح هذا الخطأ ليست سوى التبرير الأيديولوجي الذي لا يقنع عقل طفل صغير. هذه الواقعة التي حصلت على هذا النحو وبطلها فيلسوف رفض جائزة بعد أن وافق عليها، إنما تنتمي إلى حقل خسارة الفيلسوف وربحه في مجتمعه الألماني بعد مقال ألماني في جريدة ألمانية، وليس إلى صحوة ضمير أو عقل، وليس إلى انتقال من الخطأ إلى الصواب. وهذا نمط من الانتهازية لا يليق بفيلسوف حر.، فالفيلسوف لديه مطلق…