ما أروعها من كلمات وأعمقها من دلالات في حديث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهو يخاطب أبناءه المواطنين لدى افتتاح حصن الذيد التاريخي مؤخراً، داعياً كل من تشرف بالانتماء لهذا الوطن الغالي للاعتزاز والفخر بموروثه وقيمه، انطلاقاً من مقاصد «راعي الذيد» الذي يعني «راعي الشيمة والعزة والكرامة»، داعياً إياهم ألا يستبدلوا كلمة «الذيد» بسواها.. وقال لهم: «إذا سأل أي عنها، فقل: إن أبانا سلطان قال لنا، الذيد هي العزة والكرامة والنخوة والشيمة».
لقاء جسد في المقام الأول جمال وألق العلاقة التي تربط قادتنا وشيوخنا بأبنائهم المواطنين، فلا علاقة أرقى وأسمى من تلك التي تجمع الوالد بأبنائه وفي تفاصيلها كل صور ومعاني الحدب والرعاية والاهتمام لبناء أجيال صالحة منتجة، نالت من العلم أكبر قدر ونصيب، متمسكة بقيمها وهويتها الوطنية وموروثها المستمد من الدين الحنيف والعادات والتقاليد العربية الأصيلة.
قبل ذاك تابعنا دعوة قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، بعدم استبدال أو اختزال اسم إمارة عظيمة كرأس الخيمة لها تاريخها وأدوارها الوطنية وعطاءاتها المشهودة بذلك الاسم الأجنبي المختصر «راك»، دعوة تحض على الفخر والاعتزاز بالاسم وغرسه في الأجيال بما يحمل في طياته من اعتزاز بتضحيات الآباء والأجداد الذين التفوا حول شيوخنا من القواسم في مختلف حقب تاريخ الإماراتيين.
عندما تكون في الإمارة الباسمة تلمس بصمات «أبونا سلطان» في كل مكان، بصمات من عطائه الممتد لأكثر من نصف قرن، تلامس كافة جوانب حياة الإنسان، فهناك – على سبيل المثال لا الحصر- عند استراحة السحب في عروس الساحل الشرقي خورفكان، تتجسد طموحات تعانق السماء لإسعاد الإنسان، وفي اتجاهك للمدينة عبر الطريق الجديد المؤدي إليها تستحضر عزيمة وإرادة «أبونا سلطان» التي اخترقت الجبال بعددٍ من الأنفاق لتسهيل التواصل بين أبناء المنطقة ووصول قاصديها من مختلف أنحاء البلاد.
وفي كل ركن من الإمارة يزدان جِيدها بجملة من المنجزات والمكتسبات، يتصدرها ما تحتضن من جامعات لبناء الإنسان وصقل مهاراته وتحصينه بالعلم والقيم من رديء الأفكار، وكذلك الاعتناء بالثقافة والفكر لتصبح عاصمة للثقافتين العربية والإنسانية، ناهيك عن تمتين الروابط الأسرية ورعاية الإنسان حتى كهولته. حفظ الله أبانا سلطان وأمد الله في عمره وبارك لنا في علمه وعمله.
المصدر: الاتحاد