كاتب إماراتي
قلة فقط كانوا يعرفونه، ولكن شعب الإمارات بات يعرفه الآن، كان من أولئك الأصدقاء الذي من النادر أن تجد له مثيلاً، طيب وهادئ ومتواضع في كل الأوقات، حازم عندما يستدعي الأمر ذلك، لا يتوانى عن تخصيص وقته لأي صديق يحتاج مشورته، مخلص لوطنه ولقادته، مميز في إنجازاته وعمله، ولم يكن من النوع الذي ينتظر الشكر والثناء من أحد.
ذات مرة قام بعمل بطولي استطاع من خلاله إيقاف سيارة مواطن من ذوي الإعاقة، تعطل مثبت السرعة في سيارته، وعندما تم تكريمه رفض أن يُكتب اسمه وتنشر صورته في وسائل الإعلام، مؤمناً بأن ما قام به واجب إنساني قبل أن يكون بطولياً.
كان واحداً من شهداء القوات الإماراتية في اليمن، أحس بأنه لن يعود عندما قالها لأحد الأصدقاء قبل مغادرته إلى اليمن: جهزوا لي علم الإمارات فقد أعود شهيداً، وما أعظم مرتبة الشهادة التي نالها.
مشاعر مختلطة من الضيق والألم والبكاء راودتنا من دون استثناء، كل واحد من الشهداء يمثل قطعة من أجسادنا التي تمزقت.
كنت أعرف واحداً منهم فقط، لكني شعرت أني أعرفهم فرداً فرداً، أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة، كان لكل إمارة نصيبها من الشهداء الذين وهبوا أرواحهم فداءً للوطن، وحلقوا عالياً في السماء.
ما زادنا هذا المصاب إلا فخراً وعزة وتلاحماً، زادنا إصراراً على أن نقف مع القيادة ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن الخليج في يوم اختلطت فيه الدماء الإماراتية والسعودية والبحرينية واليمنية.
نحن لن نتوقف، ما بدأ سنكمله، فصبراً أيها العدو صبراً، واللهِ لتذرف الدمع دماً، نحن للوطن سد وجند، وأنت ستموت حزناً وكمداً، ثأرنا لا يبات ليلةً، سندُكُ جحورك دكاً دكاً، جيشٌ لا يهاب الموت أبداً، أبطال نحن قولاً وفعلاً.
المصدر: الإمارات اليوم