خلال خمسة أعوام فقط، لن يكون الكثير مضطرين لامتلاك سيارة ملكية كاملة، كما هو عليه الوضع حالياً، لأنه ستكون هناك خيارات وبدائل أخرى، منها مثلاً أن تشتري هاتف «آي فون» من شركة «أبل» مضافاً إليه اشتراكاً سنوياً أو شهرياً، يتيح لك استخدام شبكة واسعة من السيارات الذكية الفخمة ذاتية القيادة للشركة، تنتشر حول العالم، وتنقلك من أي مكان إلى أي مكان، في أي وقت. كما سيكون بإمكانك أن تنشئ حساباً على خدمات «ويب أمازون»، لتصبح عضواً في خدمة «برايم رايد»، التي تتيح لك الوصول إلى شبكة واسعة منتشرة عالمياً من السيارات الذكية ذاتية القيادة، التي تنقل الوجبات الخفيفة والمشروبات، والبضائع والهدايا الخفيفة، التي يتم شراؤها وتوزيعها عبر نظام «أمازون» لتجارة التجزئة إلكترونياً، فضلاً عن أنها في الوقت نفسه تتسع لنقل أربعة ركاب على الأقل، من أي مكان لأي مكان، وفي أي وقت.
– سيارات «أبل» ترتبط بهواتف «آي فون».. ومركبات «أمازون» ترتبط بخدمات «برايم».
– توقعات بتغير عالم السيارات بعد المزج بين القيادة الآلية والخدمات المدعومة بالتقنية.
تحديات كبيرة
توقعت شبكة «زد دي نت» المتخصصة بالتقنية أن تواجه صناعة السيارات وشركات التأجير التقليدية تحديات كبيرة في حال تغير نمط ملكية السيارات، بعد المزج بين الخدمات المدعومة بالتقنية والقيادة الآلية الذاتية للمركبات، مشيرة إلى أن من المحتمل أن تختفي شركات التأجير، خصوصاً عندما تصبح التكنولوجيا الكهربائية من دون سائق ناضجة من الناحية التكنولوجية، وأكثر قبولاً من الناحية التنظيمية والتشريعية والجماهيرية.
انقلاب كبير
وتناول هذين النموذجين من الخدمات تقرير حديث، نشره موقع شبكة «زد دي نت» المتخصصة بالتقنية، أخيراً، الذي أوضح التأثير المحتمل للمزج بين الخدمات المدعومة بالتقنية من جهة، والقيادة الآلية الذاتية للمركبات من جهة أخرى.
وخلص التقرير إلى أن هذا المزج سيقود في الأغلب إلى انقلاب كبير في عالم السيارات، تنفذه شركتا «أبل» و«أمازون»، ليغير من أنماط ملكية السيارات، وطرق التعامل معها والاستفادة منها.
وتوقع أن تظهر تباشير ذلك خلال خمس سنوات من الآن، ليبدأ الملايين حول العالم في التحول من نمط الملكية الكاملة للسيارة، التي تظل قيد الانتظار في مرآب المنزل، أو بأماكن الانتظار أمام مقار العمل، إلى العضوية الدائمة في شبكة سيارات آلية ذكية، ترتبط بخدمات ومنتجات تقنية، كخدمات «آي فون» من «أبل»، و«برايم» للتجارة الإلكترونية من «أمازون»، وذلك كبداية.
مشروع سري
ورشح التقرير «أبل» و«أمازون» لقيادة هذا التحول الكبير، على الرغم من أن كلتا الشركتين ليس لديها حالياً الكثير الذي تفعله في عالم السيارات، لكنه أشار إلى أن «أبل» لديها مشروع سري كبير قيد التنفيذ في مجال السيارات، مرجحاً أنها لا تطور نسخة خاصة من نظام للقيادة بلا سائق، بل في الأغلب تطور سيارة كاملة، ليس من المستهدف أن يشتريها أي شخص في حد ذاته، لكنها ستكون نسخة جديدة كلياً من سيارات الأجرة «أوبر»، وتعمل بطريقة أفضل وأكثر حصرية وخصوصية.
وبيّن أنه لتستمر «أبل» كعلامة تجارية فاخرة مبدعة ومميزة، لابد أن تعمل على دمج خدمة المشاركة في الركوب مع نظام تشغيل منتجاتها المحمولة، بحيث تكون واحدة من الصلاحيات والميزات التي يحصل عليها مالكو هواتف «آي فون» منحهم القدرة على الوصول إلى خدمات المشاركة في شبكة واسعة من سيارات الركوب المملوكة لـ«أبل» بصورة حصرية، وهي سيارات كهربائية فاخرة ذاتية القيادة، ومتاحة من خلال هذه الخدمة لمن يشتري أو يملك «آي فون» فقط.
اشتراك سنوي
ووفقاً لتقرير «زد دي نت»، سيكون من يقرر شراء «آي فون» بإمكانه أن يدفع اشتراكاً سنوياً للحصول على عضوية دائمة في شبكة من السيارات الفاخرة تدار آلياً، وتكون تحت أمره في أي وقت. وتوقع أن يكون الاشتراك السنوي من 1000 الى 3000 دولار، أو يمكن أن يتم دفعه لكل رحلة على حدة، إذ لم يكن الدفع سنوياً شيئاً مناسباً، وفي هذه الحالة ربما يكون المبلغ 10 دولارات للرحلة.
وأفاد التقرير بأن «أبل» واحدة من الشركات القليلة التي لديها الموارد المالية والهندسية الكبيرة الكافية للعمل مع الشركات المصنعة للسيارات، مثل «جنرال موتورز» أو «كرايسلر» أو «نيسان» أو حتى «تسلا»، لتصنيع مركبات كهربائية ذاتية القيادة، مخصصة للعمل بنظام المشاركة في الركوب، كما أنها مؤهلة للمشاركة في تشييد البنية التحتية المميكنة بالكامل لشحن السيارات، وغيرها من الأشياء المطلوبة لذلك، فضلاً عن مستودعات الخدمة للحفاظ على هذا التشغيل.
آفاق جديدة
أما بالنسبة لشركة «أمازون»، فأوضح التقرير أن السبب وراء الاعتقاد بأن «أمازون» ستدخل هذا المجال لا محالة، يعود إلى أن نمط القيادة الذاتية يوفر للشركة آفاقاً جديدة على صعيد تطوير خدماتها الأساسية المتمثلة في تجارة التجزئة الإلكترونية، وخدمات الـ«ويب» عموماً، لافتاً إلى أن المركبات ذاتية القيادة تساعدها إلى حد كبير على توسيع ونشر خدمة «برايم» الحالية في مجال التجارة الإلكترونية وتجارة التجزئة، كما تمكنها من أن تنشئ علامة تجارية جديدة، ربما تحمل اسم «برايم رايد».
وأضاف أنه في هذه الخدمة ستقدم المركبات ذاتية القيادة خدمات مزدوجة، لكل من سلسلة مطاعم «هول فود» التي استحوذت عليها «أمازون» أخيراً، وتوزيع بضائع «أمازون» التي تتضمنها صفقات تجارة التجزئة في مجال التجارة الإلكترونية التي تمثل العمود الفقري الأساس لأعمال «أمازون»، وفي الوقت نفسه تقبل بأن يستقلها الركاب، وهي تتنقل من مكان إلى آخر في أي وقت، عبر اشتراكات تبدأ بالتسجيل في خدمات «ويب أمازون».
أسعار مخفضة
وتوقع التقرير أن توفر «أمازون» خدمة نقل من المنزل إلى العمل بأسعار مخفضة للركاب في الضواحي، الذين لا يرغبون في تحمل أعباء امتلاك سيارة أساسية أو ثانوية تنتظر في موقف للسيارات طوال اليوم، لافتاً إلى أنه مع خدمات «ويب أمازون»، تستطيع الشركة، من خلال استخدام البيانات الضخمة وغيرها من أشكال التحلي لات وتقنيات تعلم الآلة، جدولة مسارات الرحلات الخاصة بنوبات العمل الصباحية وبعد الظهر، جنباً إلى جنب مع خدمات تنبيه وإفادة بهذه الجداول لمن يرغبون في الاشتراك، لأنه في هذا السياق يكون من المحتمل جداً أن تكون صفقة الشراء المقبلة لـ«أمازون» هي شركة «أوبر» أو «لايفت» أو إحدى شركات تنظيف المنازل.
واعتبر التقرير أن مشروع «أمازون» في مجال السيارات لن يكون تطوير سيارة فريدة من نوعها مثل «أبل»، لكنه شيء أقرب إلى سيارات الركوب الجماعية طراز «سيد ميد إسكو»، التي تتسع لأربعة أشخاص، مع مكان مخصص للبضائع.
المصدر: الإمارات اليوم