بادرت دولة الامارات العربية المتحدة منذ اندلاع اعمال العنف في سورية، إلى تقديم الخدمات الانسانية الخيرية للمتضريين من هذه الاحداث، الذين لجأوا الى الاراضي الاردنية هربا من اعمال العنف، اذ دأبت المؤسسات والجمعيات والهيئات التابعة للدولة على تقديم مساعداتها التي اخذت بالتنوع تدريجيا وفقا لحاجة اللاجئين السوريين الى ان وصل الامر لاقامة مستشفيات خيرية ميدانية في المملكة تطوف في الاراضي الاردنية بحثا عن اللاجئين السوريين.
وارتأت الدولة الحاجة الماسة لخدمة اللاجئين صحيا حيث عمل المسؤولون في الدولة على التنسيق مع فرق الاغاثة الموجودة في الاردن لاقامة ثلاثة مستشفات.
وأقيم المستشفى الميداني الاول في منطقة المفرق شمال شرق البلاد، فيما يقدم المستشفيان المتحركان الآخران خدماتهما الصحية على نطاق جغرافية المملكة وحيثما وجد اللاجئون السوريون.
وتجاوزت المساعدات الغذائية التي سبق أن قدمتها الهيئات والمؤسسات الخيرية التابعة للدولة الـ65 الف طرد غذائي وصحي، وفي مقدمة هذه المؤسسات مؤسسة خليفة بن زايد للاعمال الانسانية، وهيئة الهلال الاحمر الاماراتي.
وتواصل المؤسسات والهيئات الاماراتية ومنها هيئة الهلال الاحمر الإماراتي بالتنسيق مع سفارة الدولة في عمّان تنفيذ برنامج الإغاثة عبر تجهيز المساعدات وتوزيعها وتسيير القوافل الإنسانية على آلاف الأسر السورية في عمّان والزرقاء ومعان واربد ومادبا والسلط والكرك والمفرق والرمثا وغيرها من المدن والمناطق الأردنية.
وسبق أن زار المملكة أكثر 15 وفدا امارتيا للاشراف على الخدمات التي تقدمها الدولة للاجئين وباشراف مباشر من السفارة.
المستشفى الميداني
وافتتح المستشفى الميداني الاماراتي لخدمة اللاجئين السوريين في الاردن بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين في الاردن، في محافظة المفرق الاردنية شرقي البلاد. ويقدم المستشفى خدمات علاجية وجراحية ووقائية مجانية للاطفال والمسنين في جميع المناطق التي يوجد فيها اللاجئون.
وجاء المستشفى إحدى مبادرات زايد العطاء واسس بقرار رسمي من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الاحمر، وبمبادرة مشتركة من المجموعة الاماراتية العالمية للقلب.
ويشرف على المستشفى فريق عمل من مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة أبرزها هيئة الهلال الاحمر ومؤسسة الشيخ زايد بن سلطان للاعمال الخيرية والانسانية ومؤسسة الشيخ خليفة الانسانية ووزارتا الصحة والداخلية والقوات المسلحة وهيئة الصحة في ابوظبي وشركة صحة وصندوق الزكاة والهيئة الوطنية لادارة الطوارئ والازمات وغيرها من المؤسسات من الداعمين للعمل الانساني والاجتماعي الذي ارسى دعائمه المغفور له باذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الامارات العربية المتحدة طيب الله ثراه مشكلين بذلك انموذجا مميزا للعمل الانساني والتلاحم الاجتماعي والعطاء العالمي.
اطمئنان
وكان سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطفة الغربية ورئيس هئية الهلال الاحمر الاماراتي قد زار المستشفى الاماراتي الذي اقامته دولة الامارات العربية في مدينة المفرق الاسبوع الماضي، واطمأن على مستوى الخدمات التي تقدمها أجهزة الدولة الصحية للاجئين السوريين.
وخلال الجولة جدد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان حرص دولة الامارات العربية المتحدة على تقديم الدعم المطلوب للاجئين السوريين المقيمين على الاراضي الاردنية.
وقال سمو الشيخ حمدان آل نهيان: “ان دولة الامارات العربية المتحدة معنية للوقوف الى جانب الشعب السوري من أجل تخفيف المعاناة التي يتعرض لها في ظل الظروف الحالية التي يعاني منها الاشقاء في سوريا”.
ووقفت “البيان” خلال جولاتها على المستشفى على الاعداد الكبيرة من المراجعين السوريين في المستشفى، الا ان اصعب الحالات التي يستقبلها المستشفى الجرحى الذين وصلوا للتو الى مخيم الزعتري بعد نجاحهم في اختراق الشيك الحدودي بين الاردن وسورية.
افتتاح المستشفى
وافتتح المستشفى نهاية الشهر الماضي الدكتور عبدالله ناصر سلطان العامري سفير الامارات في الاردن، وناصر جودة وزير الخارجية الاردني وبحضور عبد اللطيف الوريكات وزير الصحة الاردني، والدكتور محمد الحديد الرئيس العام للهلال الاحمر الاردني وأندرو هاربر ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة.
كما حضر الافتتاح مها احمد مديرة برنامج الغذاء العالمي في الاردن، وايمن المفلح الامين العام للهيئة الخيرية الهاشمية، والدكتور موسى بريزات المفوض العام لحقوق الانسان وتاثرين جون مسؤولة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في عمان وأملي جلبر مندوبة الاتحاد الدولي للصليب الاحمر، واحمد حميد المزروعي رئيس مجلس ادارة هيئة الهلال الاحمر الاماراتي. ومنذ بدء عمل المستشفى استقبل آلاف الجرحى والمرضى والمراجعين من اللاجئين السوريين في “الزعتري” أو السوريين القاطنين مدينة المفرق وتقديم الخدمات الصحية والعلاجية لهم.
وتصل الطاقة الاستيعابية للمستشفى وعياداته المختلفة الى نحو 500 مريض يوميا، وغالبية الحالات التي تم استقبالها تعاني من اصابات وكسور وامراض مزمنة بالذات السكري وضغط الدم اضافة الى امراض اخرى حيث تولى الفريق الطبي الذي يضم اطباء من الامارات والاردن وبعض دول العالم الكشف على الحالات المرضية وتحديد البرامج العلاجية المناسبة لكل حالة وتوزيع الادوية اللازمة مجانا.
ويضم الفريق الطبي طبيبا متخصصا بالجراحة والعناية المركزة، وطبيبا متخصصا في امراض القلب، وطبيبة متخصصة في امراض النساء والولادة، وطبيبا متخصصا في أمراض وجراحة الاطفال.
ويتم استبدال الاطباء الاخصائيين والاستشاريين اسبوعيا، بعد ان وجد تجاوبا كبيرا من المئات من الاطباء المتخصصين من الامارات ومن دول عربية ومن دول العالم للتطوع للعمل في المستشفى الاماراتي الاردني الميداني.
ويأتي تشغيل المستشفى الإماراتي الاردني الانساني الميداني انطلاقاً من حرص دولة الإمارات العربية المتحدة من التخفيف من معاناة المنكوبين والمتضررين في مختلف دول العالم وانسجاماً مع الروح الإنسانية للمغفور له بإذنه سبحانه وتعالى الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى إغاثة الشعب السوري وانطلاقاً من رؤية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى تسخير جميع الإمكانات للتخفيف من معاناه المرضى من خلال تقديم الخدمات الإنسانية العلاجية والجراحية والوقائية المجانية للاجئين في مختلف المخيمات.
متطوعون
وقال الدكتور خديم الدرعي رئيس الفريق المشرف على المستشفى الاماراتي الانساني العالمي المتنقل ان الكادر الطبي والفني من المتطوعين يتم زيادة عدده بشكل تدريجي، مشيرا الى ان هذه المرحلة تعتبر المرحلة الاولى من خلال افتتاح مستشفى ميداني يعقب ذلك المرحلة الثانية وهي تشغيل المستشفى المتحرك الثاني ثم المرحلة الثالثة تشغيل المستشفى المتحرك الثالث مما يتيح تشغيل 150 سريرا في المستشفيات الثلاثة الميدانية والمتحركة.
وقال الدرعي ان سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الاحمر وجه بتوفير البرامج العلاجية التي يحتاج اليها اللاجئون السوريون في الاردن.
اهتمام كبير
قال أحمد المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الاحمر الاماراتي ان دولة الامارات العربية المتحدة وبتوجيهات القيادة الرشيدة تولي الاعمال الانسانية والخيرية اهتماما كبيرا من خلال رصد الميزانيات وتأهيل الكوادر المدربة ذات الكفاءة العالية لتنفيذ البرامج المختلفة، مشيرا الى ان المستشفى الاماراتي الاردني الميداني احدى المبادرات الانسانية التي يحرص عليها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الاحمر. واضاف ان المستشفى الميداني وما يقدمه من خدمات صحية يعتبر نموذجا رائعا في مجال توفير خدمات صحية للاجئين السوريين، مؤكدا ان هيئة الهلال الاحمر ستسخر امكانياتها لدعم ومساندة جهود المستشفى المتنقل. مخيم رباع السرحان
وما إن اعلن الاردن عن خشيته من الزيادة المستمرة في تدفق أعداد اللاجئين السوريين الى المملكة حتى سارعت دولة الامارات الى التحضير لاقامة مخيم على نفقتها الخاصة في منطقة رباع السرحان في شمال شرق المملكة من المنتظر ان يجري افتتاحه خلال الاسابيع المقبلة.
وحال افتتاح المخيم سيستوعب ما بين 15 20 الف لاجئ سوري وسيساهم في ايجاد ملاذ آمن للاشقاء السوريين جراء الاحداث الدامية التي تشهدها سوريا، لافتا الى انه سيتم قريبا تجهيز البنية التحتية للمخيم ليصار الى افتتاحه بما يساهم في تخفيف الاعباء التي تتحملها الدولة الاردنية جراء تزايد الاسر السورية النازحة إلى الأراضي الأردنية.
حمدان بن زايد ينقذ حياة الرضيعة «لجين»
من بين القصص المؤلمة التي وقف عليها المستشفى قصة “لجين” الرضيعة السورية اللاجئة في الاردن البالغة من العمر أربعة شهور وتعاني من مرض خطير في النخاع الشوكي وبحاجة ماسة لزراعتها.
وكانت السبل قد تقطعت بوالدي “لجين” على مدار الاسابيع الماضية لعلاجها بسبب عجزهما عن تدبير التكلفة المادية الباهظة، الى ان حمل الوالدان طفلتهما الى المستشفى، فوجه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الاحمر الإماراتي لعلاجها فورا وتحمل كافة تكاليف علاج الطفلة السورية ومتابعة حالتها الصحية عن كثب، وتنفيذاً للتوجيهات السامية كلف السفير الاماراتي في الاردن الدكتور عبدالله ناصر العامري سيارة تابعة للسفارة بنقل الطفلة على الفور من محافظة المفرق الحدودية الى مستشفى الجامعة الاردنية بالعاصمة عمّان.
حيث تقرر إجراء عملية زرع نخاع شوكي عاجلة للطفلة من احد الابويين. وكان قد أقر الأطباء بصعوبة حالة الطفلة وحاجتها الملحة لنقلها الى مستشفى متخصص واجراء عمليات جراحية خاصة حيث أكد الأطباء بأن حياتها – إذا لم يجر لها العالج اللازم – مهددة بالموت خلال أقل من شهر.
وكانت الايادي البيضاء وعمل الخير الدؤوب الذي لا ينضب لحكام دولة الامارات العربية المتحدة وقادتها سببا في انقاذ حياة طفلة تئن من مرض خبيث وقلة ذات يد والديها. ولم يجد الوالدان ما يقولانه أمام انقاذ حياة طفلتهما، بينما بدأت الام بالنظر الى طفلتها والبكاء والابتسام معا في مشهد لم يجد الاطباء معه التعبير عنه سوى حمل الطفلة وتقبيلها.
وتقدم الخدمات الطبية الاماراتية للاجئين السوريين اعلى مستوى مطلوب طبيا. وهو ما جعل المستشفى يسجل عدد مراجعين عاليا جدا، نظرا للامكانيات الهائلة التي وضعت فيه من كفاءات طبية وأجهزة عالية المستوى.
وقال أيمن اقبال (اللاجئ السوري المقيم اليوم في مخيم الزعتري): ان المساعدات الانسانية الطبية والغذائية التي تقدم في المخيم عملت على التخفيف من حدة قسوة المكان الصحراوي الذي وضع فيه “الزعتري”.
وأضاف، لا يخشى اللاجئ اليوم على نفسه من عدم وجود دواء لعلاجه أو طبيب لفحصه، فكل الاحتياجات الطبية اليوم في المخيم باتت بين يدي اللاجئين، معبرا عن امتنانه الشديد لدولة الامارات العربية المتحدة لما تقدمه من خدمات انسانية للاجئين.
تنوع الخدمات الصحية
قال أندرو هاربر ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة في الاردن سابقا: إن المستشفى الاماراتي الاردني الميداني في الاردن يعتبر من أفضل المستشفيات الميدانية التي تمت زيارتها طوال حياتنا العملية لعدة اسباب اهمها تنوع الخدمات الصحية التي يقدمها وتعدد الاقسام والوحدات التي يتكون منها المستشفى الى جانب العدد الكبير من الكادر الطبي المتطوع والذي يضم مختلف التخصصات.
واضاف: لقد عودتنا الامارات دائما بقيادتها الرشيدة على مثل هذه المبادرات الانسانية الرائدة والسباقة مما جعل الامارات محل احترام وتقدير دول العالم اجمع التي تشهد للامارات ريادتها في مجال الاعمال الانسانية ومساعدة المحتاجين ونصرة المستضعفين وتوفير احتياجتهم.
واستقبل المستشفى الاماراتي الاردني الميداني خلال الاسبوع الاول من تشغيله – حيث تم تشغيله التجريبي الاسبوع الماضي – في مخيمات اللاجئين في الاردن آلاف المرضى والمراجعين من الاطفال والنساء والمسنين والمصابين الذين يعانون من مختلف الامراض.
لقاء
عبدالله الثاني يثمن دور الإمارات في تقديم مختلف خدمات الإغاثة الإنسانية
أعرب العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني عن شكره وتقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة لدعمها ومساندتها الأردن ومساعدته في استقبال اللاجئين السوريين وتقديم خدمات الإغاثة الإنسانية لهم، مثمنا الدور الذي تقوم به دولة الإمارات في تقديم مختلف خدمات الإغاثة الإنسانية والطبية لهؤلاء اللاجئين جاء ذلك خلال استقباله لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية ورئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الذي نقل إليه تحيات أخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله،
وتحدث عدد من المصابين انهم هربوا من القتل والتدمير في سوريا واصيبوا في الاحداث ودخلوا المملكة طلبا للأمان والعلاج، مشيدين في الوقت نفسه بدولة الامارات الشقيقة على الدعم والاهتمام الصحي الكبير الذي يتلقاه اللاجئون السوريون في المستشفى الميداني في محافظة المفرق.
عطاء
السفير الإماراتي: المستشفى الإنساني لتخفيف معاناة اللاجئين
قال الدكتور عبدالله ناصر العامري السفير الاماراتي في عمان في تصريحات صحافية: إن افتتاح المستشفى الاماراتي الاردني الانساني الميداني بمنطقة المفرق في المملكة الاردنية الهاشمية جاء لتخفيف معاناة اللاجئين السوريين من خلال تقديم خدمات علاجية وجراحية ووقائية مجانية للاطفال والمسنين في جميع المناطق التي يتواجد بها النازحون بإشراف فريق طبي إماراتي أردني عالمي تطوعي.
وأضاف إن ذلك يأتي في إطار حملة العطاء الانسانية التي دشنت مسبقاً تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بمبادرة من زايد العطاء وبادارة المستشفى الإماراتي الإنساني العالمي المتنقل الذي يشرف عليه فريق عمل تحت مظلة هيئة الهلال الأحمر وبالشراكة مع مؤسسة الشيخ زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة الشيخ خليفة الإنسانية وبالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الأردني والاتحاد النسائي.