هالة الخياط
رسخ معرض أبوظبي للصيد والفروسية مكانة العاصمة راعية للثقافة والصيد المستدام، ومركزاً اقتصادي له مكانته المرموقة على الخارطة الدولية.
وواصل المعرض فعالياته أمس، حيث خيمت الأجواء العائلية على أركانه في يومه الثالث، الذي شهد أمس زيارات مكثفة.
وسجل المعرض خلال اليومين الأول والثاني زيارة 56 ألفاً و682 زائراً بزيادة عن العام الماضي تقدر بـ2764 زائراً، بحسب إحصاءات اللجنة المنظمة.
وتختتم اليوم في أبوظبي فعاليات المعرض الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات، وسط توقعات بأن يتجاوز عدد زوار المعرض 100 ألف زائر.
وشهد المعرض أمس حضوراً لافتاً للزوار من خارج الدولة، خصوصا دول مجلس التعاون الخليجي والدول الأجنبية، الذين حضروا للتبضع استعداداً لموسم الصيد الذي يبدأ أكتوبر المقبل.
وسجل المعرض الذي تقام فعالياته في أرض المعارض أبوظبي خلال اليوم الثاني للمعرض 29 ألفا و723 زائرا، فيما يتوقع أن يرتفع عدد زوار اليوم ومن كافة إمارات الدولة باعتباره اليوم الأخير للمعرض ويتزامن مع إجازة نهاية الأسبوع.
وتوقعت اللجنة المنظمة للمعرض أن يتواصل اليوم الإقبال الجماهيري للمعرض والذي لوحظ ارتفاع منسوبه منذ يوم أمس، مما أتاح الفرصة لعدد كبير من العائلات بالقدوم للمعرض مصطحبين معهم أطفالهم، بما أضفى جوا أسريا مميزا على الأجواء.
وأبدى زوار المعرض أمس إعجابهم بالتنوع الذي تشهده الفعاليات، لافتين إلى أن المعرض نجح في استقطاب كافة أفراد المجتمع ومن مختلف الفئات العمرية، حيث تفاوتت أعمار مرتاديه بين الكبار السن والشباب إلى جانب الأطفال، الذين وجدوا في المعرض أجنحة كانت تلبي رغباتهم، وفي نفس الوقت تعرّف الأطفال بتراث دولتهم.
تقديم الجديد
ذكر مارتن كين أحد الزوار ويعمل في أبوظبي أن “المعرض يقدم في كل دورة الجديد فيما يخص الرياضات التراثية، حيث يركز ضمن فعالياته على مسابقات جمال الصقور والسلوقي، والمزادات الضخمة للخيول والهجن، ومسابقات البحوث والاختراعات والشعر والرسم والتصوير الفوتوغرافي”.
وقال محمد المعمري زائر للمعرض من سلطنة عمان إن “أهمية المعرض ونجاحه يكمنان في استقطابه للكبار والصغار في الوقت ذاته”، حيث يرسخ المعرض بفعالياته العادات والمفاهيم التراثية عند الأطفال، من خلال تركيزه وفي أكثر من جناح على فلكلور أبوظبي والعروض الفنية التراثية للكبار والأطفال، مثل رقصة اليولة وغيرها”.
مهرجان تراثي
من جانبه، أكد حسين الحمودي زائر للمعرض أنه حرص على زيارة المعرض منذ اليوم الأول، لا سيما أن المعرض يعد مهرجانا تراثيا يستمتع به جميع أفراد العائلة وكافة المواطنين والمقيمين في الإمارات، إضافة لاستقطابه عشرات الآلاف من الزوار من داخل وخارج الدولة.
وحظي الأطفال والناشئة باهتمام واضح من قبل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ونادي تراث الإمارات وهيئة البيئة والصندوق الدولي للحبارى والقائمين على تنظيم المعرض الدولي للصيد والفروسية، وفي هذا الإطار حرصت الجهات سابقة الذكر على إقامة وتنظيم العديد من الأنشطة التراثية والثقافية الموجهة للناشئة والأطفال لتعريفهم بمكانة التراث في تاريخ كل شعب، وضرورة العمل بجد للحفاظ عليه، وذلك من خلال مركز المواهب والإبداع التابع للهيئة.
وللأطفال هذا العام حظ وافرمن المرح والتسلية والفائدة، فكثيرٌ من مجسّمات الحياة البرية والفروسية والصيد تمّ نشرها في أجنحة كثيرة.
وشارك الأطفال في الفعاليات التي يقدمها الصندوق الدولي للحفاظ على الحباري والتي تهدف إلى نشر الوعي البيئي وثقافة الرفق بالحيوان، حيث استمتع الجميع بالطيور البرية المحنطة أو طيور الحباري الحية تتراكض في مساحة رملية مسورة.
12 مدرسة
وأوضحت حمدة العامري منسق تعليم وتوعية في الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى أن الصندوق استهدف العام الماضي بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم 12 مدرسة إطلاع الطلبة في الصف الخامس والتاسع على البرامج التي تنفذ من قبل الدولة للحفاظ على رياضة الصيد بالصقور وارتباطها بالتراص وجهود الحفاظ على الحبارى وحماية الطيور المهددة بالانقراض.
وأفادت بأن العام الدراسي الحالي سيتم استهداف 20 مدرسة في إمارة أبوظبي، في خطوة نحو توسيع دائرة المعرفة بين الأطفال برياضة الصيد بالصقور والتقنيات المستخدمة في الحفاظ على طائر الحبارى.
التراث المعنوي
من الفعاليات التي تضمنها المعرض ركن يركز على التراث المعنوي للدولة يركز على نقش الحناء، وعرض المنتجات اليدوية، الرحى، الأكلات الشعبية، الطين، المحلوي، الأعشاب، الفخاريات. وتأتي الصقور في مقدمة ما يجذب جمهور المعرض منذ انطلاقته، ليليه جناح الأسلحة.
وشاركت الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية.
مركز اقتصادي
قال إبراهيم عبدالملك محمد أمين عام الهيئة إنّ المعرض يعتبر أحد أهم المحطات السنوية الهامة التي تعنى بصون التراث الثقافي، ونحن في الهيئة نحرص من خلاله دائماً على تحقيق النجاحات المبهرة عاماً بعد عام، في إطار باقة مميزة من الفعاليات التراثية والثقافية التي تؤكد دور أبوظبي كراعية للثقافة والصيد المستدام، وكمركز اقتصادي له مكانته المرموقة على الخريطة الدولية.
وأكد عبدالملك أن المشاركة في المعرض تأتي ترجمة لاستراتيجية الهيئة التي ترتكز على الإبداع والتميز إلى جانب تحقيق المشاركة المجتمعية في مختلف الأحداث والفعاليات للترويج عن العمل الكبير الذي تقوم به الهيئة وتزويد شرائح المجتمع بكل ما يخص القطاعين الشبابي والرياضي من معلومات.
أهداف
تكمن أهداف معرض الصيد الذي انطلقت دورته الأولى في عام 2003 في الترويج أساليب الصيد المستدام والابتعاد عن الصيد الجائر والترويج للطيور ‘’المتكاثرة في الأسر’’ لممارسة رياضة الصيد بالصقور كبديل عن الصقور البرية المهددة بالانقراض، وتفعيل خطط واستراتيجيات الصيد المستدام. كما يهدف إلى الترويج لإمارة أبوظبي كمكان فريد يجتذب السياح من مختلف أنحاء العالم وذلك بفضل البنية التحتية المتينة والفعاليات التراثية والثقافية المتميزة التي يتم تنظيمها على مدار العام. وحرص العديد من الجهات الحكومية هذا العام على التواجد في المعرض من خلال الأجنحة المخصصة لها ومنها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وهيئة البيئة في أبوظبي ونادي تراث الإمارات ومهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة ومزارع الوثبة ستود ومستشفى أبوظبي للصقور والصندوق العالمي للحفاظ على الحبارى وصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية ومنتجع الفرسان الرياضي الدولي ونادي الشارقة للجولف والرماية.
وشارك في المعرض لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، المشاركة في تنظيم المعرض، حيث لقي جناح النادي إقبالاً ملحوظاً من كافة الفئات والشرائح الاجتماعية ومن كافة الجنسيات، حيث تحوّل الجناح إلى منصة للتعريف ببرامج اللجنة ونشاطاتها.
وشمل الجناح ثلاثة أقسام، الأول منها اختص بالتعريف بجميع نشاطات اللجنة بشكل عام، والثاني خاص بأكاديمية الشعر وإصداراتها من الكتب والدواوين ومجلة شاعر المليون، أما القسم الثالث فكان لمجلة شواطئ التي تصدر عن اللجنة، وقد شهدت جميعها إقبالاً شديداً من زوار المعرض من المهتمين والإعلاميين وغيرهم.
وقدم القسم الرئيسي لجناح اللجنة التي تأسست بداية هذا العام بقرار من المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، كتيبين تضمن أحدهما الترتيب الزمني لجميع فعاليات اللجنة للعام الحالي، والتي بدأت مع مسابقة أمير الشعراء في شهر أبريل، وتنتهي بمهرجان الصداقة الدولي الثالث للبيزرة في ديسمبر، كما احتوى القسم على كتيب آخر يُعرف بالمهرجانات الرئيسية التي تنظمها اللجنة.
وتتوزع مهام اللجنة بين الإدارة والتنظيم الكامل للبرامج، حيث تقوم بإدارة العديد من المهرجانات منها “شاعر المليون”، “أمير الشعراء”، “الشارة”، وكذلك معظم المهرجانات التراثية الكبيرة في أبوظبي كمهرجان “ليوا للرطب” ومهرجان “الظفرة”، بالإضافة إلى إدارتها لـ”أكاديمية الشعر” و”قناة شاعر المليون” وإصدار مجلتي “شاعر المليون” و”شواطئ”، وإدارة أكاديمية نيويورك للأفلام في أبوظبي.
وتهدف اللجنة إلى إيصال الرسالة الحضارية والإنسانية لإمارة أبوظبي لمختلف ثقافات وشعوب العالم، فضلاً عن الترويج لأبوظبي وللمؤتمرات والأنشطة والفعاليات التي تنظمها وتستضيفها.
المصدر: الاتحاد