أبوظبي مدينة عصرية .. تواصل مسيرتها المظفرة نحو مستقبل واعد وغد مشرق

منوعات

أبوظبي - جامع الشيخ زايد

تدور عجلة البناء والتعمير بسرعة في مدينة أبوظبي “عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة” مواكبة لمتطلبات العصر وأدواته دون المساس بطابع المدينة القديم وجمالياته وعبق تاريخه وزخمه.

وفي أبوظبي للبناء والتعمير .. قصة أخرى حكاية ميناء صيد صغير أصبح مدينة غناء آخذة في الاتساع وواحدة من أجمل المدن العصرية في العالم وباتت الكيلومترات المائة والسبعين التي تفصلها عن مدينة العين وهي المدينة الثانية في إمارة أبوظبي تحف بها غابات خضراء كثيفة ذات أهمية جمالية وبيئية مثالية.

حكاية صحراء تحولت إلى مجموعة واحات من الأبنية ذات الطراز الحديث والراقي.. إلى ناطحات سحاب شامخة نحو السماء و فنادق لا تضاهى في فخامتها ومراكز تجارية تحتل مراتب متقدمة في العالم نظرا لتطورها واتساعها وأبراج مترامية الأطراف ومطار دولي يستقبل ملايين الزوار وفلل وقصور ومبان سكنية وغيرها الكثير.

هذه الحركة الإنمائية المزدهرة التي تحتاج إلى نخبة من المهندسين والمخططين والمقاولين وكفاءات بشرية هائلة جعلت أبوظبي “العاصمة” تعيش حضارة تماثل بل وتفوق كثيرا من المدن العالمية .

كانت أبوظبي قبل اكتشاف النفط مركزا لصيد اللؤلؤ والأسماك فيما كانت القوارب الخشبية الماثلة للعيان حتى اليوم في الميناء تستخدم ذات يوم في هذه الأنشطة التقليدية.

أبوظبي مدينة ذات تاريخ حافل ترنو دائما نحو المستقبل وأهلها يحبونها بعدما بذل قادتها المال والعرق والجهد لجعلها مدينة متألقة يفتخرون بها.

واحتفظ أهل أبوظبي بروح المغامرة والشجاعة التي تمتع بها أجدادهم وآباؤهم غواصو اللؤلؤ الذين كانوا يغادرون الشواطئ بحثا عن الأصداف المدفونة تحت رمال مياه الخليج وهم يعيشون هذه الروح نفسها اليوم من خلال الديناميكية الملفتة للقطاع الخاص بالرغم من الدعم الهائل الذي تضخه الحكومة لتواصل المدينة تألقها.

أبوظبي تعطي انطباعا قويا بالمدنية والمعاصرة لمن يشاهدها لأول مرة لكن على الرغم من أن العمران آخذ في الاتساع بسرعة يبقى للعاصمة سحرها الشرقي الخاص وجمالها الطبيعي .

واليوم تهبط في مطار أبوظبي الدولي مجموعة متنوعة من رحلات شركات الطيران الأوربية والعربية وعندما يصل الزائر قلب المدينة ويقف أمام ناطحات السحاب الزجاجية يرى صورته أمامه ومن خلفه حيوية أبوظبي عاصمة الدولة وموطن قصر الإمارات أحد أرقى فنادق العالم وذلك بالإضافة إلى الأسواق والشواطئ البيضاء ذات المياه النقية .

وفي العاصمة أيضا يمكنه اكتشاف جامع الشيخ زايد المذهل مع ثرياته الكرستالية وأعمدته الرخامية المرصعة بالأحجار الكريمة ومنه يمكن التوجه إلى عالم فيراري والشعور بالحماسة التي لن يجدها إلا على متن حلبته ..

كما يمكن استكشاف جزيرة ياس مع مياهها الرائعة ومنتزهاتها الجميلة ومطاعمها الفاخرة وفنادقها الراقية أو الاستمتاع بالطبيعة في جزيرة السعديات حيث سيجد شاطئا من الرمال البيضاء على امتداد عدة كيلومترات والتي تمثل موطن سلاحف “الهوكسبيل” والدلافين ذات المنقار .

وحالما ينتهي الزائر من استكشاف الجانب العصري من أبوظبي يمكنه أن يسافر عبر الزمن إلى ماضي المدينة حيث سيذهب في رحلة إلى القرية التراثية ويستمتع بالسوق التقليدية والمخيمات البدوية والخيام المصنوعة من وبر الماعز وبيوت العريش كل ذلك في يومنا هذا.. كما يمكنه قضاء أيام في مدينة العين التي تعتبر واحة في قلب الصحراء ويقوم بزيارة المتحف المميز الذي يعرض تحفا عثر عليها في قرية من العصر الحديدي أو تسلق جبل حفيت والاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية بين الإمارات وسلطنة عمان الشقيقة أو الذهاب في جولة على متن القطار في حديقة الحيوانات بالعين التي تضم أكثر من 4 آلاف حيوان .

وبقدرة الزائر لعب الغولف أو مشاهدة الغزلان تعدو بكل حرية في جزيرة الفطيسي حيث سيرى القلعة المبنية من الطين بالإضافة إلى آبار المياه القديمة والمساجد الأثرية أو الاسترخاء في الواجهة المائية في الكورنيش الذي يقدم ممشى ومضمارا للدراجات الهوائية ويستمتع بالمقاهي والشواطئ والملاعب بالإضافة إلى العديد من الفعاليات .

المواطن دلموك سعيد المهيري أحد سكان المدينة.. يقول: كان سكان أبوظبي يعتمدون في حياتهم على رعي الإبل وجني التمور وصيد الأسماك واللؤلؤ ويرتحلون بمواشيهم دائما إلى حيث يتوافر الماء والكلأ وفي مطلع الثلاثينيات من القرن العشرين كان الوصول إلى مدينة أبوظبي يتم عن طريق غير مباشر عبر دبي أو الشارقة وكانت المياه الضحلة قبالة سواحل المدينة تحول دون اقتراب السفن من الشاطئ أما اليابسة فكان التنقل فيها يتم على ظهور الإبل وأحيانا بالسيارات ولذلك كانت إمدادات الغذاء والماء تمثل مشكلة بالنسبة للسكان لعدم توافرها وكانت تصل من رأس الخيمة.

ويضيف: ” في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن العشرين تهالكت معظم أبنية أبوظبي نتيجة انتهاء العصر الذهبي للتجارة في العشرينيات والثلاثينيات في أعقاب تراجع صناعة اللؤلؤ الطبيعي بعد ظهور اللؤلؤ الصناعي والتي كانت تعتبر المصدر الرئيسي لدخل السكان في أبوظبي .

وكانت أسواق المدينة صغيرة ومن أبرز ما كان يتم تداوله في السوق السلع الغذائية الرئيسية فضلا عن سلع أخرى مستوردة وساهم السوق في تزويد السكان المحليين بمواد مثل الخضار والفواكه والفحم والمواشي التي كانت تنقل على ظهور الجمال من المناطق الداخلية .

وكانت ميزة نقل البضائع عن طريق البحر مقتصرة على فئة قليلة من السكان المقيمين في بعض المناطق الرئيسية وفي مواسم معينة مستفيدين من مرور بعض المراكب العاملة في مجال صيد اللؤلؤ .

وكان الرطب ينتج محليا مع وجود بعض أشجار النخيل المتناثرة هنا وهناك لكنه لم يكن من النوعية الممتازة ولم يكن ينضج مبكرا مثل تمر المناطق الأكثر حرارة في الجنوب .

ويواصل المهيري : ” كان يوجد في المدينة سوق واحد مما جعله يكتسب أهمية خاصة بالنسبة للسكان الذين يستفيدون منه في تلك البيئة الصعبة وكانت الدكاكين مظللة بسعف النخيل تعمل على توفير بعض الظل للمتسوقين وفي بعض الأحيان كان بعض التجار يقيمون أبراجا هوائية من أعمدة يحصلون عليها من جذوع أشجار القرم وتتم تغطيتها بأكياس الخيش .. كما كانت توجد في السوق مصاطب صغيرة يضع عليها الباعة بضائعهم ومن ناحية أخرى كانت حمولات السمك القادمة من البحر توضع خارج السوق وكذلك الأمر بالنسبة للبضائع كبيرة الحجم مثل الأخشاب التي تستخدم لبناء السفن وكانت أسعار البضائع تتباين حسب مكان عرضها وكانت أبوظبي مركز جذب لكل من تساعده رحلاته من البدو على الوصول إليها .

وظل الحال على حاله الصعب حتى كان بزوغ شمس السادس من أغسطس عام 1966 م عندما تسلم مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” إذ شكل هذا التاريخ البداية الحقيقية للنهضة والتي توجت بقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971 م .

وحسب المراجع استقر الإنسان في أبوظبي لأول مرة عام 1761م عندما اكتشفت قبيلة بني ياس فيها الماء وكانت الحياة آنذاك تعد ضربا من ملاحم البطولة والشجاعة والصبر في مواجهة شراسة الصحراء وقسوتها وعظيم بخلها واسم “أبوظبي” لا أحد يعرف دلالته أو من أين أتى ولكن الرأي الغالب يستند إلى كونها كانت زاخرة بالظباء وقد أثبتت الحفريات والآثار المكتشفة التي عثر عليها في الإمارة أن حضارة عريقة سكنتها قبل نحو أربعة آلاف سنة قبل الميلاد وكانت على اتصال بالحضارات الأخرى المجاورة حيث أخذت منها وأعطتها .

وأبوظبي منذ القدم كانت أحد مراكز التجارة والاقتصاد والممرات الإستراتيجية في عالم الشرق القديم بحكم الموقع الفريد أولا وطبيعة الإرادة والتصميم على الإنجاز التي توفرت للقائمين عليها سابقا .

وحافظت هذه المدينة الكبيرة على هذه المكانة والدور التاريخي بل وأضافت لها في العصور المتتالية إضافات نوعية مهمة على مستوى العمارة والفن والحداثة العملية حيث بدأ المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” بالإبداع في تطويرها وتنميتها منذ توليه مقاليد الحكم عام 1966 مما أهلها لتكون عاصمة لتلاقح الحضارات وحوار الثقافات وجعلها ملتقى للناس من كافة أرجاء المعمورة وهذا درس للعالم أجمع في البناء والتعمير وهو أن توفر وتبني وتصنع وتخلق كل الظروف والمناخات والأجواء النفسية والعملية ليكون بلدك موقعا للقاء والتعارف والحوار والزيارة والسياحة وهذا ما يشاهده الجائل بالمدينة عندما يرى المجاميع البشرية الهائلة تتحرك في طرقات المدينة والساحات والفنادق والمطاعم والمواقع الأثرية والمزارات والمولات والمعارض والمتاحف.

وقد تكون أبوظبي التي حولها الشيخ زايد إلى واحة عصرية غناء وسط الصحراء أكثر حاضرة عربية تستحق وصف ” المدينة الخضراء” فأبوظبي تستخدم مياه الصرف المعالجة في ري الحدائق العامة وزرع الأشجار التي تتصدى لزحف الرمال.

وتعود المسيرة الخضراء إلى العام 1946مع تعيين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ممثلا للحاكم في مدينة العين والمنطقة الشرقية ثم توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي عام 1966 فالراحل الكبير منذ شبابه سبق تدابير بروتوكول كيوتو للحد من تدهور المناخ فكان شغوفا بالبيئة في مختلف وجوهها ووضعها على رأس اهتماماته واكتسب لقب “صاحب القدم الخضراء” وأقام مشاريع طموحة رغم شح الإمكانات المادية في البداية ونشر الخضرة ووفر مصادر الماء واهتم بحماية النبات والحيوان وصارت البيئة تمثل هدفا دائما لديه وعمم خبرته في أبوظبي على دولة الإمارات العربية المتحدة مع توليه رئاستها بدءا من العام 1971 وهو أشرف شخصيا على أدق مشاريع التخضير وكان ينظر إلى الغابات والمزارع كمصدر ثروة متجددة .

وحصلت ” أبوظبي” على جوائز تقدير متعددة لخضرتها وحسن تنظيمها منها جائزة مسابقة “ازدهار الأمم” بين 21 مدينة عالمية وصلت إلى التصفيات النهائية بعدما خضعت طوال ثلاثة عقود لحملة تخضير وتحديث منهجية جبارة فقد خططت الشوارع بدقة وصممت المباني بعضها ناطحات سحاب على طراز عصري يراعي التراث وأنشئت الحدائق العامة والمناطق الخضراء والمتنزهات على امتداد الشاطئ وزرعت جوانب الطرق وأقيمت البحيرات الاصطناعية والقنوات ومجمعات الماء ومحطات التحلية والتكرير وشبكات الري بالتنقيط من مياه الصرف المعالجة وأطلقت الأسماك في قلب الصحراء وأتت الطيور من كل صوب وعششت في الأشجار وحلت طيور الماء على الشواطئ وفي المحميات ووجدت الطيور المهاجرة استراحة آمنة لها وغطت الغابات ما كان بحرا لا ينتهي من الرمال وامتدت ملايين الأشجار الكبيرة والصغيرة في ترتيب هندسي متناسق وأنشئت محميات طبيعية برية وبحرية مع مراكز لإكثار النبات والحيوان ووضعت برامج التعليم لترفع الوعي البيئي لدى المواطن والمقيم حتى المناخ تحول إلى اعتدال خلال هذه السنوات .

وبعد أن تفجرت الأرض الخيرة وانشق البحر وظهرت كنوز ” الذهب الأسود” لتروي ظمأ الأرض العطشى بدأت أبوظبي مرحلة تاريخية جديدة وملحمة بطولية مذهلة مع البناء والتطور قادها بحنكة وحكمة وإصرار وعزيمة لا تلين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي تفهم المعنى الحقيقي لهبات اللـه وسط الصحراء وقدر للمغفور له أن يبني إمارة أبوظبي ويجمع معها الإمارات الست الأخرى في اتحاد شهد له القاصي والداني ليستكمل البناء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه اللـه” حتى صارت الإمارات في عهد سموه رمزا للرقي والتقدم الحضاري.

وهذا التطور الكبير الذي تلاحقت فصوله في أبوظبي خلال السنوات العشر الأخيرة ما كان ليحصل أيضا لولا وجود مواطن يحب ويعشق بلده ومدينته ويعمل على الحفاظ عليها ورعايتها بأجفان عيونه وما كان ليحصل أيضا لولا مرونة القوانين والأنظمة.

وأبوظبي عاصمة تعشق الحياة والمستقبل .. شوارعها نظيفة ومحالها وساحاتها تفوح منها رائحة العطر والعبق التاريخي الحاضر بقوة في كل المواقع والأمكنة والامتدادات .

وبهذا الخصوص تقول الزائرة “جالينا مناج” من السويد : ” زرت أبوظبي في فصل الشتاء ورغم أنني قصدت هذه المدينة التاريخية العريقة مرات عدة إلا إنه في كل مرة اكتشف فيها شيئا ينطق بالجمال فهي المدينة التي تتنسم فيها عبق التاريخ وعراقة المكان والزمان معا “.

وتضيف: ” أقمت في “فندق قصر الإمارات” ومنه انطلقت للتعرف علي المدينة الجميلة وأسواقها التاريخية ومساجدها العظيمة وأبرزها جامع الشيخ زايد.. هذا الجامع بحد ذاته معلما قلما يوجد مثله علي وجه الأرض انه معجزة العمارة الإسلامية وفخر الإمارات والعالم الإسلامي كله “.

وقالت : ” زرتها قبل 10 سنوات ولاحظت كيف تتغير باستمرار وتسير نحو الأفضل.. المطاعم والمحلات الجديدة تتكاثر ومعها المساحات الواسعة من الحدائق والخضار وكذلك ناطحات السحاب الحديثة بالفولاذ الصامد والمتاحف الفنية والطراز المعماري المميز.. أبوظبي بصراحة مدينة مختلفة عن كل مدن الدنيا فهي متحف الحضارات القديمة وموطن التطور بمساجدها وقصورها وتراثها العريق . . وفي أبوظبي أيضا تشعر بالمحلية والعالمية على حد سواء وتلمس التنوع الثقافي مع الحفاظ على الهوية”.

وأكدت أنه في أبوظبي تتعانق ناطحات السحاب والتقاليد البدوية في مكان واحد وفي العناق يكمن التاريخ الذي تتراكم طبقاته وحقبه منذ آلاف السنين وعلى ضفاف أبوظبي تشمخ القصور والمساجد والجوامع وناطحات السحاب التي لا نظير لها بما تتمتع به من إبداع هندسي تاريخي فريد.

وأضافت أن الله جاد على أبوظبي بالقيادة الملهمة التي بذلت الجهد حتى أضحت لؤلؤة الإمارات ومنارة المدن تلك المدينة النابضة بكل ألوان الطيف والتي تجمع بين الضيافة العربية الأصيلة وحداثة وعصرية القرن الواحد والعشرين.

وتقع ” مدينة أبوظبي ” فوق جزيرة مطلة على الخليج العربي و”الظبي” في اسمها هو أحد أنواع الغزلان المتوطنة أصلا في الإمارة والتي تمثل رموزا ثقافية مهمة وكان اكتشاف النفط عام 1958 اللحظة الأكثر أهمية في التاريخ المعاصر لمدينة أبو ظبي فهذه الإمارة تحتل حاليا المرتبة السادسة عالميا من حيث حجم الاحتياطي النفطي العالمي بمخزون يقدر بنحو 92 مليار برميل نفط أي ما يعادل 7 بالمائة من الاحتياطي العالمي كما لا يمكن التقليل من أهمية الصناعة الهايدروكربونية في أبوظبي بالنسبة للاقتصاد الوطني لكن الصناعة النفطية هي عصب التطور المعاصر في أبوظبي .

وأبوظبي هي أكبر الإمارات السبع التي تتشكل منها دولة الإمارات العربية المتحدة وهي عاصمة البلاد وقلب النشاط الحكومي والتجاري والمالي وتعد العاصمة الإماراتية التي تضم أكثر من 1.5 مليون نسمة واحدة من أسرع مدن العالم تطورا ذلك أنها تحولت في غضون بضعة عقود فقط من قرية بدوية صغيرة إلى حاضرة متعددة الثقافات وتقوم الحكومة بتنفيذ عدد من المشاريع المتميزة لمواصلة النهوض بدور أبوظبي كمركز عالمي للفن والثقافة والتجارة ومن بينها “المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات” التي ستحتضن تشكيلة من المتاحف ومعاهد التعليم العالي بما في ذلك فروع لمتحفي اللوفر وغوغنهايم وجامعة نيويورك .

وتسير إمارة أبوظبي حاليا وفق الرؤية الطموحة والكبيرة لحكومة أبوظبي قدما لتكون العاصمة المتميزة المفعمة بالروعة والإمكانيات الكبيرة والمشاريع الواعدة .

وتستحق قصة أبوظبي أن تكون بين القصص الرائعة التي يجب أن تسجل في كتب التاريخ بداية من اكتشاف الاحتياطي الضخم من النفط في منتصف سبعينيات القرن الماضي إلى أن أصبح اقتصاد أبوظبي اقتصادا متطورا ومواكبا لكل المستجدات المحلية والعالمية بفضل الرؤية الثاقبة والتوجيهات الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” ولتكون الإمارة وجهة تجارية وسياحية وسكنية متميزة وراقية.

وتكمن قوة أبوظبي المدينة الواعدة في عدم اعتمادها على النفط كمصدر رئيسي للدخل بعدما نجحت في أن تسهم القطاعات الرئيسية الأخرى مثل العقارات والصناعة والزراعة إسهاما كبيرا في تعزيز أسس الاقتصاد وازدهاره.

المصدر: وام