أبو التعليم في سنغافورة يؤهل 300 شاب سعودي لقيادة وزارة التربية السعودية

أخبار

زيد الخمشي من سنغافورة

تعد التجربة السنغافورية في التعليم من أهم التجارب العالمية في هذا المجال، حيث تمكنت وخلال سنوات الانتقال من مستوى منخفض في التعليم إلى أن تكون من الدول أصحاب التصنيف المتقدم عالمياً.

وحول التجربة السنغافورية في التعليم، قال أس جوبنثان مدير المعهد الوطني السنغافوري للتربية السابق والملقب بأبي التعليم في سنغافورة، إن تغيير أي نظام تعليمي أمر سهل تحقيقه إذا شعرنا على مستوى القرار بالإيمان الصادق من أجل التغيير.

وبين أن أهم ما يميز التجربة السنغافورية هو الانتقال السريع وخلال 30 عاما من مرحلة التخلف والانحدار إلى مستوى الانتقال إلى مصاف العالم الأول من خلال إصلاح التعليم، الذي يأتى بفضل القرار السياسي من رجل الدولة آنذاك لي كوان يو رئيس الوزراء السابق.

جانب من المحاضرة التي شارك فيها 20 متدربا سعوديا في سنغافورة.

وأشار ”مستر جوبي” الذي حاضر على 20 متدربا سعوديا في سنغافورة في خطة تستهدف تأهيل 300 قيادي سعودي في جهاز وزارة التربية والتعليم وإدارات التعليم، إلى أن هدف السعودية للتحول إلى مجتمع المعرفة بحلول عام 2040 هدف استراتيجي طموح، وأنه يلمس النجاح من الآن خاصة في ظل الإصرار الذي لمسه من المتدربين، ومن قيادات وزارة التربية والتعليم السعودية.

ويتمحور النظام التعليمي في سنغافورة حول المتعلم (الطالب)، ودور المعلم ميسر للعملية التعليمية، وتزرع فيه عددا من القيم أهمها المواطنة وأنه عضو فاعل في بناء الوطن، ويترك لقائد المدرسة حرية التحرك والابتكار في وضع الرؤية والرسالة والأهداف والقيم، ويُسمح للمعلم بالتعديل والإضافة والحذف في المقرر بما يتواءم مع المنهج الموضوع وبما يحقق في النهاية نتائج متميزة للطلاب في الاختبار الوطني السنغافوري.

يتمحور النظام التعليمي في سنغافورة حول الطالب، ودور المعلم ميسر للعملية التعليمية.

ويعتمد النظام التعليمي على مهارات التفكير الإبداعي والتفكير خارج الصندوق لدى المتعلم من خلال مزيد من الأفكار التي تعطى للمعلمين، ومنها أن زيادة التعليم تؤثر إيجابا في الاقتصاد فإذا تحسن الاقتصاد تحسن التعليم فالعلاقة تبادلية، كما يجري إفهام المتعلمين أن أهم ما يميزهم كسنغافوريين ليس العمل فقط وإنما الكفاءة والفاعلية.

وتُنمى في المتعلم قيم نبيلة أهمها ”التواضع” لأنهم يرون أن الفرد إذا كان متواضعا كان عضوا فاعلا في ”بناء” المجتمع إضافة إلى غرس قيم نبيلة عديدة تجعل المتعلم يشعر بالافتخار بأنه مواطن سنغافوري.

ويعد التدريب خيارا استراتيجيا لوزارة التعليم في سنغافورة، حيث يلزم كل معلم بالتدرب لمدة 100 ساعة تدريبية في العام الواحد تكون بمعدل ثماني ساعات يوميا خارج أوقات الدوام، ويتسلم مدير المدرسة مهامه بعد تلقيه دورة مدتها ستة أشهر، يعطى بعدها عائدا مجزيا نظير عمله مديرا ويلزم بـ 200 ساعة تدريبية خارج أوقات الدوام.

وخلال جولة ميدانية على مستوى تجهيزات المدارس، فإذا ما عقدنا مقارنة بين مبنى مدرسة فئة (أ) أو (ب) حكومي في السعودية وبين مدرسة سنغافورية فليس هنالك فرق يذكر في التجهيزات إن لم نكن أفضل، ولكن الفرق هو الأفكار وطرق الاستفادة المثلى من المكان، فالمدارس هنالك دون جدران أسمنتية ومنفتحة على العالم الخارجي، إضافة إلى الاستفادة من بعض المساحات لعمل حديقة وأحواض أسماك وأماكن مميزة للجلوس لتناول الإفطار أو لاحتساء كوب من القهوة سواء للمعلمين أو المتعلمين.

كما أن المقاصف هنالك عبارة عن مطاعم صغيرة تؤجر مجانا مقابل توفير وجبات للطلاب بنصف السعر ووجبات مجانية للأطفال الفقراء إضافة إلى توفير قرطاسية لكل ما يحتاج إليه الطالب من أدوات، وتكثر المراوح في غرفة الصف حيث تغلق المكيفات لغرس ثقافة الترشيد في نفوس الطلاب.

ويتكون النظام التعليمي هنالك من مرحلتين ابتدائية (ست سنوات) وثانوية (خمس سنوات) والثانوية قابلة للتخفيض إذا أبدى المتعلم تميزا بناء على نتائج الاختبار الوطني لديهم، وفي حال نيله درجات قليلة ينقل الطالب إلى كلية صناعية يتعلم فيها المتدربون بعض المهن مثل النجارة والفنون والتصوير والإخراج التلفزيوني.

وعند سؤال الطالب أو المتدرب لماذا اخترت الدراسة هنا تكون الإجابة مباشرة: ”لكي أبني اقتصاد سنغافورة”.

المصدر: الإقتصادية