مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
تذكر النجمة النرويجية ليف أولمن في الصفحات الأولى من كتاب سيرتها الشخصية ما يلي: «أحاول طوال الوقت أن أتغير، لأني أعلم علم اليقين أن هناك أكثر بكثير من الأشياء التي كنت قريبة منها. أريد أن أتوجه إلى هذا الاتجاه. أن أجد السكينة، لأتمكن من الجلوس والإنصات إلى ما يجري داخلي دون أي مؤثر دخيل» لذلك اختارت لكتابها عنوان (أتغير).
وهي تكتب (السيناريو) الذي عاشته حقيقة، التفاصيل والمشاهد والمواقف والبشر الذين عبروا حياة امرأة هي في الحياة تقتات حياتها من التمثيل وارتداء الأدوار والأقنعة، إلا أنها حاولت بجهد وصدق واضحين أن تقدم الصورة التي ترى أنها تقولها وتعبر عنها بصدق، كما ترى هي نفسها لا كما تقدمها السينما والصحف ومقابلات التلفزيون وصفحات المجلات، لذلك ونحن نقرأ هذه السيرة بكل هذه السلاسة والانتقالية المختارة بدقة والانتقائية المختارة بحرص، نلمس قلب ليف أولمن وضميرها وإنسانيتها، لا صورة ممثلة المسرح والسينما كما رسمتها أضواء الشهرة المتوحشة والكاذبة أحياناً.
تقول أولمن الممثلة والمخرجة النرويجية التي اشتهرت بكونها إحدى أعظم الممثلات الأوروبيات، إنك حين تكتب سيرتك فكأنما تقف أمام مرآة واسعة وتبدأ في نزع ثيابك قطعة قطعة، وهنا فإنك تصبح ضحية سهلة لتلصص الأصدقاء والأعداء وجامعي الفضائح، لأنك تكشف أسرارك أمام الجميع مختاراً، وهي تعلم ذلك جيداً، وتعلم ما قد تعانيه من ألم وندم، إلا أن تلك هي الطريقة الوحيدة كما تقول لتقترب من جمهورها وتشكره، وتواجه ابنتها وتعتذر منها ومن كل من أحبوها وقصرت في حقهم!
المصدر: البيان