كاتب سعودي
كل عام وأنتم بخير، ومبارك عليكم عيد الأضحى وذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية، ونسأل الله العلي القدير أن يعين أبناء هذا البلد المبارك في خدمة حجاج بيت الله الحرام وهو الواجب الذي تتشرف به هذه البلاد قيادة وشعبا.
في يوم الوطن ليس ثمة شيء في هذه الدنيا أجمل من أولئك الأبطال الذين يخوضون المعارك دفاعا عن حدودنا الجنوبية وعن اليمن الشقيق، هذه القلوب الشجاعة التي تتخطى الأهوال حفاظا على عزة الوطن وسيادته وكرامة أبنائه هم مبعث فخرنا الأكيد وهم أيقونتنا الفاخرة في ذكرى اليوم الوطني هذا العام.
هذا الجندي الذي سيغيب عن أولاده وأسرته يوم العيد من أجل واجب الدفاع عن أسرته الكبيرة، الذي يجب أن يكون حاضرا في كل لحظاتنا الاحتفالية.. ملامحه السمراء أجمل من كل عبارات التهنئة.. وساعده الذي يتشبث بالبندقية أروع من كل البرامج التي تبث على الهواء بهذه المناسبة.. خوذته الصامدة بين لهيب النار ولهيب الشمس أبلغ وأكثر تأثيرا من كل اللافتات التي تزين الشوارع في هذه المناسبة المجيدة.
وفي الوقت الذي سيتحلق فيه أبناؤنا من حولنا في صباح العيد بشقاوة بحثا عن (العيدية) يشعر أبناء هذا البطل أن (عيديتهم) هذا العام مختلفة لأنها تستلزم غياب والدهم من أجل الاحتفال بعيد انتصار الوطن بإذن العلي القدير.
أولئك الأبطال الذين يقفون على جبهات القتال هم من يرسمون بشجاعة صورة الغد المشرق بعون الله عز وجل، ووفاؤنا لتضحياتهم العظيمة لا يتحقق إلا من خلال حضورهم الدائم في أذهاننا وقلوبنا في كل وقت، وحفاظنا على وحدة وطننا وسعينا لتقدمه في كافة القطاعات والتزامنا بأنظمته وقوانينه هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها أن نقف إلى جوار أولئك الجنود البواسل حتى لو لم نكن معهم في ميدان القتال.
في يوم عيد الأضحى المبارك وفي ذكرى اليوم الوطني المجيد نقول لأبطالنا من كافة القطاعات العسكرية ولإخوتنا الأبطال من جنود دول مجلس التعاون الخليجي وقوات التحالف العربي.. كل عام وأنتم بخير يا أجمل الناس.. وكل عام وبيرقنا الأخضر الخفاق يرفرف في الأعالي.. وحفظ الله الوطن وأهله وأمده بالنصر والعزة.
المصدر: صحيفة عكاظ