في فرع أحد البنوك الوطنية الكبيرة بالعاصمة ظهر أمس الأول تكدس حشد من المتعاملين أمام أجهزة الصراف الآلي، غالبيتهم لإيداع مبالغ مالية سداداً لالتزاماتهم. سبب التكدس حرص الموجودين على الالتزام بحفظ مسافة تحقيق التباعد الجسدي، وفق الإجراءات والقواعد الاحترازية المتبعة في الظروف التي نمر بها.
أما السبب الأغرب، فقد كان عدم تقبل الأجهزة للعملات الورقية الجديدة بسرعة، وتذكرت آلات «مواقف» التي لم تكن تقبل فئة الدرهم الجديد لفترة طويلة من الوقت، بينما كان « البيزو» الفلبيني يتحايل عليها قبل أن تعاد برمجتها. كما تذكرت صديقاً كان يعز ويعشق رائحة «النوط» الجديد. وها هو الجديد يتسبب في تعطيل الناس بهذه الصورة الغريبة، والكل في عجلة من أمره يريد إنهاء مصالحه ليعود للمنزل، تطبيقاً لدعوات «خلك في البيت». حتى الحارس الذي ينظم الطوابير أدلى بدلوه في المسألة، ودعا المتعاملين لتكوير الأوراق النقدية الجديدة، وإعادة فردها وإدخالها للأجهزة علّها ترضى!!. أو أخذ رقم لانتظار دورهم لإيداعها عن طريق الصراف في تراجع عن الغاية من الإيداع المباشر عبر أجهزة الصراف الآلي، اختصاراً للوقت.
المصارف واكبت الظروف الاستثنائية الحالية بالإعلان عن رفع حد السحب المسموح به يومياً، وتأجيل أقساط مستحقة، وغيرها من الإجراءات، إلا أن الدمج والإغلاق للعديد من الفروع أثر على عملياتها بشكل واضح.
كما أن تصور إدارات بأن تطبيقاتها الذكية ستحد من المتعاملين المباشرين لم يكن واقعياً ولا موفقاً، وكذلك التواصل مع مراكز الاتصال بطيئة الاستجابة، والدليل هذه الطوابير التي نشاهدها أمام أجهزة الصراف الآلي وفي داخل البنوك.
الأجهزة الذكية في مواقف معينة، وعند اشتداد الضغط تخذل أصحابها، ويجب أن تكون البنوك المسؤولة عنها سريعة الاستجابة، والتفاعل مع مجريات العمل. تجد في ذات الفرع أكثر من جهاز معطل بسبب نفاد الأوراق النقدية منه، وآخر لا يقبل المزيد من الإيداعات لأنه بلغ حده الأقصى في استقبالها. وتجد موظفي تلك الفروع بانتظار أفراد الشركة المتعاقد معها لتفريغ أو تعبئة تلك الأجهزة، وهي مشاهد تتكرر مع بدايات كل شهر لدى نزول الرواتب ومواعيد سداد الاستحقاقات والالتزامات.
الاعتماد على الأجهزة الذكية من قبل البنوك و«مواقف» و«أبوظبي للتوزيع» وإدارات الشرطة توجه طيب شريطة وجود مرونة وفعالية المتابعة حتى لا تخذلنا عند الحاجة.
المصدر: الاتحاد