في المجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفي محاضرة ضمن المحاضرات الرمضانية للمجلس، كنا أمام صور من عطاء الإمارات وأبناء الإمارات من خلال المحاضرة القيمة وغير الاعتيادية التي شهدها كذلك صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، وقدمها الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وكانت بعنوان «القوة الإماراتية الناعمة».
تابعنا حجم المخاطر والتحديات التي لا تفت عضد أبناء الإمارات من متطوعي «الهلال الأحمر» وحرصهم على إيصال المساعدات وعطاء الخيرين إلى أخوة لهم محتاجين في مناطق شتى من عالمنا المضطرب الذي يعج بضحايا الكوارث، الطبيعية منها أو تلك التي تسبب بها البشر من حروب وصراعات. وقدم أبناء الإمارات أروع معاني التضحية والإيثار، وقدموا شهداء الإنسانية الذي ضحوا بأرواحهم ليزرعوا أمل الحياة الكريمة.
من يتابع جهود الإمارات ومؤسساتها الخيرية والإنسانية، وهي من مفردات وأدوات «القوة الإماراتية الناعمة»، يلمس ذلك الحرص على توفير كل مقومات الاستدامة للنهوض بالإنسان وإعداده، وتوفير الحياة الكريمة له أينما كان موقع تنفيذ المشروع الخيري.
وأحد أسطع النماذج في هذا الميدان مؤسسة أحمد بن زايد آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والتي استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وفداً منها ضمن وفود الهيئات والجمعيات والمؤسسات الخيرية والإنسانية في ذات أمسية المحاضرة. ففي الأرض التي شهدت الإغماضة الأخيرة للشيخ أحمد بن زايد، رحمه الله، قبل سبع سنوات ترتفع كشواهد ساطعة المؤسسة الخيرية التي تحمل اسمه، هناك في منطقة عين عتيق بضواحي العاصمة المغربية الرباط. وقد زرتها وتجولت في مرافقها، واطلعت على خدماتها وما تقدمه لحماية أكثر من ألفي إنسان من التشرد والضياع، وهي تقوم بتأهيل الأيتام والأطفال المشردين وتسليحهم بالعلم ليتمكنوا من العيش الكريم والظفر بفرصة عمل شريف لائق. مشروع رائد كانت فكرة ولادته من مباراة «بيبي فوت» جمعت الفقيد بطفل شديد الذكاء والجرأة، وحملت نواة عمل ريادي تخّرج منه اليوم المئات من الشباب والشابات المؤهلين والمتسلحين بالعمل والتدريب لمواجهة تحديات الحياة، يحملون في قلوبهم وعلى ألسنتهم كل معاني الوفاء والامتنان للإمارات وأياديها البيضاء، والجميع يدعون أن يحفظ الله غرس زايد.. منارة شامخة للخير.
المصدر: الاتحاد