كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
مثقف حقيقي صاحب موقف، جريء حتى في قراراته المستقبلية.. فنان تشكيلي من طراز رفيع، وصاحب مكتبة تضم كنوزا معرفية متشعبة المشارب، وفوق ذلك كله فهو قارئ ذو ذائقة راقية وصاحب حرف أنيق.
برغم كون أرسين قيومجيان أرمني الأصل إلا أنه لم ينسلخ عن كينونته السورية، وأزيد عليها عروبته، فهو عروبي أكثر من كثير من العرب.. عاش حياته كلها في الرقة، وحين تكالبت الأقدار على مدينته التي يحب، لم يذهب إلى أرمينيا، شأن كثير من أرمن سورية الذين استقبلوا بترحاب في موطن أجدادهم، بل هاجر إلى السويد مع أهله الرقيين الذين ولد ونشأ وكبر معهم.
وطوال مرحلة الهجرة وصولا إلى شبه الاستقرار مرّوا جميعاً بمختلف الظروف القاسية التي عانوها، ولم تفارق مخيلته صورة الوطن، وببراعة المثقف المرهف يقول: (ثمة تناسق وتناغم وتكامل بين سوريا والسويد، فالسويد لم تعد بحاجة إلى سجونها، وسوريا لم تعد بحاجة إلى شعبها).
يمتلك الصديق أرسين قدرة كبيرة على رسم المفارقة بحروفه بعد أن افتقدنا ريشته زمنا، وها هو أول من أمس يرسم لوحة تداخلت فيها المدرسة الواقعية بالوحشية، وعبرها يصنع مشهدا يجعل المرء يفكر قبل لحظة اكتشاف الحقيقة. فيقول: (في مثل هذا اليوم العاشر من كانون الأول – ديسمبر – عام 1896 توفي ألفرد نوبل. وفي مثل هذا اليوم من كل عام تقام مراسم الاحتفال لتوزيع جائزة نوبل على الفائزين بها.
السويد استقبلت الآلاف، لا بل عشرات الألوف من السوريين كلاجئين فارين من القمع والإرهاب، ولكنها اليوم لم تستقبل أحدا من السوريين في قاعة الاحتفال، فمجالات إبداعنا في السنوات الأخيرة لم تعترف بها الأكاديمية السويدية بعد، برغم أن ألفرد نوبل هو من اخترع الديناميت).
أرسين قيومجيان تهجر مرتين، الأولى قبل أن يولد يوم اضطر أجداده الأرمن للهرب من بطش العثمانيين ومجازرهم مطلع القرن العشرين، ليصل من بقي منهم حياً إلى الأراضي العربية القريبة من تركيا، ويستقر هناك.
أما هجرة أرسين الثانية فكانت بعد تجاوزه الخمسين من العمر، حين تخلى النظام السوري عن الرقة وسلمها لجماعات متطرفة عاثت فيها فسادا ونهبا وخطفا وقتلا، فهاجر الكثير من أهل الرقة إلى تركيا هربا من بطش “داعش” ومجازر النظام.. ومنهم من تابع إلى أوروبا وخاصة السويد بطرق غير شرعية بحثا عن مكان يحترمهم ويأمنون فيه على أنفسهم وأهلهم، فكانت السويد محطة الهجرة الثانية لأرسين.
ومن هنا، أدعو أرسين لكتابة تجربته في هجرتيه، ولدي يقين بأننا سنحصل على إصدار فريد من نوعه في زمن الثورات العربية.
المصدر: الوطن أون لاين