كاتب وصحفي سعودي
يبلغ معدل الريتويت (إعادة نشر التغريدة) للتغريدات الخاصة بحساب خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في موقع التدوين المصغر “تويتر” نحو 129 ألف “ريتويت” للتغريدة الواحدة منذ أن أصبح ملكا.. ويعد الأعلى عالميا.
ووصل عدد “ريتويت” إحدى تغريداته التي نشرت في 30 كانون الثاني (يناير) 2015 (الساعة 12:21 بعد منتصف الليل) نحو 355 ألف “ريتويت”؛ (دخلت من ضمن أكثر عشر تغريدات “ريتويت” تاريخيا)، والحساب يتابعه نحو 2.5 مليون متابع، بينما أكثر تغريدة تمت إعادة نشرها “ريتويت” للرئيس الأمريكي باراك أوباما كانت نحو 500 ألف قبل سنوات عدة، عندما كان يملك نحو 16 مليون متابع؛ ما يعكس أن أرقام “الريتويت” والتفاعل لخادم الحرمين الشريفين قد تنفرد في المستقبل بالصدارة. وهذه الأرقام تعطي دلالة على الشعبية التي يحظى بها الملك في أوساط شعوب الوطن العربي والاختيار الموفق لمضمون التغريدة. فها هو خادم الحرمين يقترب من الوصول إلى الرقم غير المسبوق الذي حققه أوباما رغم الفارق الكبير بينهما في عدد المتابعين بسبب دخول أوباما المبكر لموقع “تويتر”، وعدد الناطقين باللغة الإنجليزية في العالم (اللغة التي يغرّد بها رئيس أمريكا) مقارنة باللغة العربية.
وأرقام الملك سلمان القياسية لا تقتصر على تغريداته فحسب، فحتى الوسوم (الهاشتاقات) المستوحاة من قراراته الملكية حققت أرقاما عالمية في أوقات قصيرة.
فمثلا عدد المشاركات في وسم (عاصفة الحزم)، الوسم الخاص بالعملية العسكرية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وصل حتى لحظة كتابة هذه المقالة إلى نحو 6.3 مليون تغريدة في “الهاشتاق”.
كما حققت وسوم كلمة الملك سلمان، وفرض الرسوم البيضاء على الأراضي، والأوامر الملكية أرقاما مليونية في إعادة التغريد “الريتويت” والتفاعل ما يشير إلى استثمار مميز لمنصات الوسائل الاجتماعية واهتمام المغردين بالقرارات والمواقف التي تبناها خادم الحرمين الشريفين.
والملاحظ في سياسة الملك سلمان الحكيمة، حرصه على إعلان القرارات مساء وهو وقت الذروة بالنسبة لاستخدام السعوديين في الإنترنت؛ ما يجعلها تحقق تفاعلا أكبر بين المؤثرين والمغردين. فمثلا قرارات تشكيل الحكومة الجديدة صدرت بعد التاسعة مساء، وقرار إعفاء وزير الإسكان نُشر في الساعة 11:39 مساء.
ما سبق يدعو للتفاؤل تجاه مستقبل أكثر إشراقا وتفاعلا بين الحكومة والمواطن، ويدفعنا لاقتراح بعض الأفكار التي نأمل أن تسهم في تعزيز هذا التواصل البناء في الإعلام الجديد.
فالإقبال والاهتمام الكبير بعاصفة الحزم حسب ما تعكسه الأرقام يدعو إلى ضرورة تدشين موقع خاص يصبح منصة ومصدرا رسميا للأخبار المباشرة عن العمليات العسكرية بلغات عدة. ويتخلل الموقع أبواب عدة؛ من ضمنها صفحة لنقل المؤتمرات الصحافية مباشرة وأخرى للأسئلة التي ستعد سابقة إيجابية أن يستقبل المتحدث الرسمي أسئلة من الإنترنت.. وصفحة خاصة بالأنفوجرافيكس والرسائل التوعوية والصور الطازجة، وكذلك إنشاء حساب تفاعلي في “تويتر” لوزارة الدفاع.
طموحاتنا كبيرة ومع سلمان كبرت وتعاظمت.
المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2015/03/29/article_944309.html