خاص لـ هات بوست :
دبي، مدينة الحياة والإبداع والفرح، عٌرفت باسم “دار الحي”.والحي هنا تعني الإنسان الإيجابي المتفائل الطموح المنتج والعاشق للحياة..وهكذا كانت دبي وما زالت جاذبة لأصحاب الأفكار الخلاقة والطموحات الكبيرة والمشاريع الرائدة.
دبي، حتى في أصعب الظروف الإقتصادية، الإقليمية والعالمية، صمدت وتجاوزت كل أزمة اقتصادية، بل وخرجت منها أقوى وأكثر جاذبية للمستثمرين من حول العالم.
أتعرف لماذا تفوقت دبي حتى خلال أشد الأزمات الإقتصادية؟ لأنها فعلاً “دار الحي”؛ قيادتها حية، مجتمعها حي؛ نظامها حي، وكل مقيم فيها لابد أن يأخذ نصيبه من حيويتها ونشاطها وتحديها لكل الظروف. في الأزمة المالية العالمية، خلال عامي 2008 و 2009، عشت تجربة دبي مع تلك الأزمة وشهدت بنفسي كيف تعاطت دبي مع كل الإشاعات والأكاذيب والأخبار الملفقة وتلك العناوين الحاسدة: “إفلاس دبي” و”نهاية دبي” و.. و..! كنا نقرأ، باستغراب واستهجان، مبالغات الصحافة البريطانية وشماتة البعض في الصحافة العربية، ولكن كانت ثقتنا في دبي أصدق من كل الأكاذيب حول دبي. أتعرف لماذا؟لأن من عاش في”دار الحي” كان يعيش صمود دبي وتجددها وحيويتها وإصرار حاكمها الفذ ليس فقط على مواجهة الأزمة بل على مواصلة مسيرة التميز والتفوق.
ثم ماذا؟
خرجت دبي من تلك الأزمة أقوى اقتصادياً وأكثر جاذبية للإستثمار والسياحة! في عز الأزمة الاقتصادية، عام 2009، ردت دبي على أكاذيب البعض في صحافة الجوار وإعلام البعيد بمشاريع عملاقة أذهلت الجميع: تشغيل مترو دبي، ذلك المشروع الحيوي العملاق الذي جسد روح التحدي الكبير والإصرار الأكيد الذي تتميز به دبي. ومن بعده واصلت دبي مفاجآتها المبهرة عبر مشاريع عملاقة لا تتوقف. فمن مترو دبي الى مزيد من مشاريع الطرق والمواصلات العملاقة، ومن أوبرا دبيإلى الإعلان عن واحدة من كبريات المكتبات العامة في العالم، مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، ومن افتتاح مطار آل مكتوم الجديد إلى تدشين القناة المائية البديعة، ومن عقد أهم المؤتمرات في الإعلام والاقتصاد وإدارة المشاريعإلى الفوز بتنظيم معرض إكسبو العالمي، ومن استضافة قمة الأجندات العالمية إلى تنظيم قمة الحكومات العالمية. وكل ما ذكرته هنا ليس سوى غيض من فيض!
كتبت عام 2009 مقالاً عن دبي والأزمة المالية العالمية حينها ووصفت دبي، وقتها، بالعربة المنطلقة سريعاً، ثم لظروف خارجة عن الإرادة، اُضطرت تلك العربة لأن تخفف سرعتها قليلاً لكنها مستمرة في السير نحو محطتها. وقائد تلك العربة، أمس واليوم، يعرف كيف يتجنب زحام الطريق ومطباته ويعرف جيداً إلى أين هو متجه.. أليس هو من يؤكد دوماً: “أنا وشعبي لا نرضى إلا بالمركز الأول”؟
أما أولئك الذين تدفعهم الغيرة والجهل وخبث السياسة إلى تشويه صورة المنجز العملاق في الإمارات فكأني بأكثرهم يلفق أكاذيبه ضد الإمارات وفي نفسه بقايا حلم الإقامة والعمل فيها.
كتب أحدهم يوماً ساخراً من التنمية العمرانية في الإمارات، وكان مقاله مليئاً بالتجني والتهكم،فبعثت له رسالة عتب تمنيت فيها لو كان منصفاً في رأيه وذكّرته بأن منجز الإمارات التنموي هو في أصله منجز عربي لنا أن نفاخر جميعاً به وقد ساد البؤس والفقر والخراب أغلب مناطق العرب، فإذا به يرد عليّ برسالة يؤكد فيها أنه لحظتها مستمتع بجولته في محيط برج خليفة. أدركت لحظتها مدى تناقض أغلب من يكتب ضد الإمارات عموماً ودبي خصوصاً: خلطة تعيسة من الغيرة والحقد والحسد وسوء النية!
لكن كل الكتابات والمواقف المشككة في تنمية الإمارات لم تزد التنمية فيها إلا نمواً وصلابة. والشواهد كثيرة: انظر لأعداد المسافرين من وإلى مطاراتها، اقرأ عن مشاريعها التنموية والسياحية العملاقة الجديدة والتي حتماً ستستقطب الآلاف من زوارها الجدد، تأمل كيف صارت تنمية الإمارات نموذجاً عالمياً مبهراً.أما دبي، فلن يضيرها ما يروجه أولئك الذين لا شغل لهم ولا هم سوى محاولة الإصطياد في المياه العكرة.
هكذا هي قصة دبي، منذ عقود بعيدة، روح وثابة، وإبداع لا ينضب، وحيوية متجددة جعلت منها، ومنذ الأزل، “دار الحي”! وفي مدينة تمتلك أجمل مواصفات الحياة المعاصرة لا يمكن أن تقطنها الأشباح التي تتخيلها أقلام أولئك اللذين زادتهم عزلتهم حقداً وحسداً وعمى بصيرة!
أما الآن، فعليّ التوقف هنا وإبلاغ مساعدتي أن تحجز لي طاولة عشاء في مطعم فاخر من مطاعم دبي، حيث أجتمع الليلة على العشاء مع 6 من أصدقائي “الأشباح”، وفي “مدينة الأشباح” لا بد أن تحجز طاولتك للعشاء فـ “أشباح دبي” قد احتلت طاولات مطاعمها وجلسات مقاهيها الجميلة مثلما ملأت طائراتها وصالات القدوم في مطاراتها!