رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
لا توجد فرحة تضاهي فرحة الإسهام في إنقاذ نفس بشرية واحدة، ولا يوجد عمل تطوعي أفضل من خدمة مريض أو مصاب بين الحياة والموت ينتظر نقل دم كي يستعيد التقاط أنفاسه، ويعود لأهله وبيته وعائلته، لذا فالتبرع بالدم أحد أفضل وأهم الأعمال الإنسانية التي يمكن أن يقدمها الإنسان لأخيه الإنسان.
ليس هذا فقط، بل هناك فوائد طبية جمة يستفيد منها الشخص المتبرع نفسه، فالأطباء يؤكدون أن التبرع بالدم ينشط خلايا نخاع العظام للمتبرع، وهذه الخلايا هي مكان تصنيع الدم، ما يزيد من فاعليتها، ويجدد نشاطها، فتنتج المزيد من خلايا الدم الجديدة!
وثبت كذلك أنه في كل مرة يتبرع الشخص بالدم، فإنه يتخلص من بعض الحديد الإضافي الذي يحتويه الجسم، والذي إذا ما ارتفع مستواه في الدم يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، كما أن الحديد يعجل بأكسدة الكوليستيرول، ويزيد من تلف الشرايين الصغيرة، لذلك فإن تبرعك بالدم بشكل منتظم يقلل نسبة إصابتك بالجلطة القلبية والدماغية.
لهذه الأسباب، زاد حرص هيئة الصحة في دبي وصحيفة «الإمارات اليوم» وخدمة الأمين، عاماً بعد عام، على استمرارية حملة «دمي لوطني» التي تهدف إلى تشجيع أفراد المجتمع على التبرع بالدم، وحققت الحملة طوال السنوات الماضية نجاحاً جيداً، وجميعنا نأمل اليوم أن تنجح الحملة لهذا العام، وأن تلقى تجاوباً من الجمهور كما عودونا كل عام.
حملة «دمي لوطني» انطلقت في دورتها الأولى عام 2012، برعاية كريمة من سمو ولي عهد دبي، وكان سمو الشيخ حمدان بن محمد، أول المتبرعين بالدم لحظة إطلاقها، ما أسهم في نجاح وتشجيع أفراد المجتمع على المشاركة في الحملة منذ عامها الأول، خصوصاً بعد تأكيد سموه على أهمية المبادرة، وقال جملته الشهيرة التي تستحق أن تُكتب بحروف من نور، إن «التبرع بالدم هو أفضل هدية يمكن أن يقدمها المواطن والمقيم تعبيراً عن حب الوطن، خصوصاً أن هناك مرضى ومصابين في حاجة إلى كل قطرة دم».
وأظهرت إحصاءات هيئة الصحة في دبي أن حملة «دمي لوطني» وفرت نحو 36 ألف وحدة دم، خلال السنوات التسع الماضية، ما ساعد على إنقاذ حياة 90 ألف مريض، وهذا إنجاز جيد، ينمّ عن وعي المجتمع بأهمية التطوع، وأهمية الإسهام الإنساني الصادق في إنقاذ أرواح لا نعرف عنها شيئاً سوى احتياجها لنقطة دم كي تواصل الحياة، وهذا أصدق عمل وأنبل وأسمى هدف.
المصدر: الامارات اليوم