رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
في كل مكان هناك أصوات نشاز، والناس بطبعهم مختلفون، بغض النظر عن جنسياتهم وأعمارهم، فمنهم المنطقي والمنصف، ومنهم المتعجرف وغير المنطقي، ومنهم الذي يعشق الشذوذ الفكري، والخروج على المألوف في كل قاعدة، ولكن مع ذلك يبقى صوت العقل هو المسموع دائماً، ويبقى الواقع هو أبلغ رد على كل من يعشق النشاز، والآراء غير المنطقية.
من هذه الأصوات الشاذة تلك الأصوات لبعض المقيمين العرب والأجانب، والتي صُدمنا أمس بتعليقاتهم وانتقاداتهم غير المبررة، على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد الإعلان الحكومي عن الحزمة الثانية من مشاريع الخمسين، والتي كانت تركز على استيعاب المواطنين في وظائف القطاع الخاص.
ومع التأكيد على أن هؤلاء لا يمثلون شيئاً مقارنة بعدد وحجم الأخوة المقيمين الموجودين في الدولة، والذين نكنّ لهم، ويكنّون لنا، كل احترام وتقدير وشكر وعرفان، ومع التأكيد أيضاً على أن هؤلاء، ومن دون شك، لا يمثلون سوى أنفسهم، بأفكارهم الغريبة، ونفسياتهم المريضة، فهم لا يمثلون جنسيات معينة، ولا جاليات معينة، هم مجموعة غير منصفة، وغير منطقية، وجميع ما قالوه مردود عليهم، ولا يعبر أبداً عن الواقع الذي تعيشه أكثر من 200 جنسية في الإمارات.
الإمارات دولة تسعى لرخاء ورفاه مواطنيها في المقام الأول، لا عيب أو خطأ أو تمييز في ذلك، فجميع دول العالم دون استثناء تسعى لتحقيق هذا الهدف، وخلق وظائف لأبناء الدولة، هو أهم أولويات جميع حكومات العالم دون استثناء أيضاً، ولا يوجد برنامج حكومي أو انتخابي في أي دولة من دول العالم لا تجد فيه خطة لخلق الوظائف، وتقليل نسبة بطالة المواطنين، فهو حق طبيعي لكل دولة، وجزء من سيادتها.
إنه أمر بديهي، مع فارق إضافي بين الإمارات وغيرها من دول العالم، وهو أن الإمارات تهتم بجميع المقيمين على أرضها، وبغض النظر عن جنسياتهم أو أديانهم، وتمنحهم تسهيلات ومزايا وفرصاً توظيفية، لم ولن يجدوها في أي دولة أخرى، وهؤلاء السلبيون يدركون ذلك جيداً، ويدركون أيضاً أنهم يغالطون أنفسهم بمثل هذه التعليقات، وإلا لما اختاروا البقاء في الإمارات، وفضلوها على بلدانهم وعلى بقية بلدان العالم!
الإمارات بلد الفرص، وهي أيضاً بلد الكفاءات، وتحرص دائماً على جلب واستقطاب هذه الكفاءات من مختلف دول العالم، ومن يتحلى بهذه الكفاءة سيجد الأبواب والفرص والتسهيلات والمزايا مفتوحة أمامه على مصراعيها، أما الخامل غير المؤهل، والسلبي غير المنصف، فبالتأكيد لن يجد له فرصة في سوق حيوية ومزدهرة قائمة على الإبداع والابتكار!
مشاريع الخمسين ضمت الكثير من المبادرات والقرارات، لم تكن جميعها خاصة بالمواطنين، والحزمة الأولى احتوت على مزايا وتسهيلات اقتصادية لجميع المستثمرين، كما احتوت على تسهيلات للإقامة لجميع المقيمين، هم وأبناؤهم، فلماذا يستكثر البعض على مواطني الدولة بعض التسهيلات، والدعم والمساندة الحكومية، لضمان إيجاد وظائف لهم؟ ما الذي يزعجهم في ذلك؟ إنه أمر غريب حقاً، وهؤلاء القلة من السلبيين وغير المنطقيين أساؤوا لأنفسهم، وما فعلوه، من انتقاد القرارات الحكومية، وبكلمات مجحفة، أمر مسيء، وسلوك شائن، يمكن تصنيفه على أنه قلة ذوق، تصل إلى درجة العيب!
المصدر: الامارات اليوم