العالم بحاجة إلى تفسير مقنع لما يحدث مع كورونا.
نحن في عصر الذكاء الاصطناعي و«الميتافيرس»، وشيء ثالث لا أذكر اسمه، ولكنني قرأت أنه سيريح الكتاب والباحثين والمحللين، ويخفف عنهم التفكير وبذل الجهد لجمع المعلومات، وعصر «أمخاخهم» ليجمعوا ما يراودهم حول موضوع ما، ثم يصيغونه ليربطوا فكرة بفكرة، وما عليهم إلا تقديم «رؤوس أقلام»، ثم يتركون الأمر للتطبيق ليخرج مقالاً أو بحثاً أو دراسة، ثقافية أو سياسية أو علمية أو رياضية أو اقتصادية، ويقال إنه تطبيق سيحدث ثورة.
وسيترك الآلاف دون وظائف، وأذكره جيداً لأنني قد أكون من المتأثرين لو نزل هذا التطبيق، وكثيرون غيري، خصوصاً الذين يؤجرون أقلامهم للآخرين، مقابل مبالغ ضئيلة أو وظيفة من خلف الكواليس، وهم يكتبون وغيرهم يضعون تواقيعهم في الأسفل، كلنا سنكون بلا فائدة ما دام ذلك التطبيق سيوفر مقالات محكمة، بلا أخطاء إملائية أو نحوية، ولا «هنات» في التعبير، ولا قصور في إيصال المعلومة، وآخرون سيبعدون الحرج عن أنفسهم، وسيقدمون كتباً تثري المكتبات دون أن يفتضح أمرهم، فالتطبيق لا يتحدث ويثرثر على المقاهي ويكشف المستور!
أقول لكم، دعونا نعود إلى كورونا وكل ما صاحبتها منذ بداية سنة 2020، فأمرها محير، ولم تمض ثلاثة أيام على إعلانات الصين عن إصابات يومية تدخل في خانة المليون، أي الأصفار الستة، وتهويل وكالات أنباء الغرب وصحفها، وبيان منظمة الصحة العالمية الذي بث شيئاً من الطمأنينة، بعد كل ذلك، قررت الصين يوم الأول من أمس إلغاء كل القيود المرتبطة بالجائحة، كلها وليس بعضها، شاملة الزوار والسياح والطائرات والحدود والأسواق، ولم تترك غير «المسحة» قبل 48 ساعة من الوصول إلى الأراضي الصينية، وأوقفت البيانات اليومية المتضمنة عدد الإصابات، واعتبر فيروس كورونا بعائلاته المختلفة مجرد «نزلة برد».
يا سبحان الله، لقد أعجزتنا الجائحة، وتهنا ما بين الحقيقة والتمثيل، فمن نصدق بعد كل الذي مررنا به، ومن نكذب؟ لا نعرف، ولهذا استنجدنا بالتقنية الجديدة التي نحفظ اسمها ولا نعرف ماذا تفعل!
المصدر: البيان